لماذا صعّد الغرب ضغوطه على إيران؟ 

 لماذا صعّد الغرب ضغوطه على إيران؟ 
السبت ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٣:٠٨ بتوقيت غرينتش

قال سفير ايران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، ان: إن مساعي أميركا المشؤومة لخلق صلة زائفة بين الاستخدام المزعوم للطائرات المسيرة في الصراع في أوكرانيا وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، لاتهام إيران بانتهاك هذا القرار أمر مضلل ولا أساس له من الصحة على الإطلاق.

العالم كشكول

المعروف ان القرار2231، وضع الإطار القانوني للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 عام 2015، وهو اتفاق كانت ومازالت ايران هي الطرف الوحيد الذي حاول بكل السبل الالتزام به، رغم انسحاب امريكا منه، وتجاهله بالكامل من قبل الاتحاد الاوروبي.

من السخرية ان نرى اليوم امريكا وهي تطلب وبشكل متكرر وغير مبرر من الأمانة العامة للامم المتحدة، التحقيق فيما يسمى بانتهاك القرار 2231، وهو القرار الذي لم تعترف امريكا به يوما، ولا الاتحاد الاوروبي.

يبدو ان امريكا تسعى جاهدة لا لتضلل المجتمع الدولي عمدا فحسب، بل تسعى إلى التلاعب بمهمة الأمانة العامة للأمم المتحدة لغرض تحقيق مصالحها السياسية الخاصة، رغم انها تعلم علم اليقين ان لا اساس لمزاعمها بشأن تزويد ايران لروسيا بمسيرات لاستخدامها في الحرب في اوكرانيا.

رغم ان الموقف الايراني من الحرب في اوكرانيا هو موقف واضح وصريح وشفاف، وكان ومازال يدعو الى وقف هذه الحرب واعتماد الحلول السلمية، ودعوة الاطراف الاخرى الى عدم تزويد طرفي النزاع بالسلاح، من اجل خلق ارضية للحل السلمي، الا ان امريكا مازالت تعمل على خلق صلة زائفة بين الاستخدام المزعوم للطائرات المسيرة في الصراع في أوكرانيا وقرار مجلس الأمن 2231.

طلبت ايران مرارا وتكرارا، من اوكرانيا تزويدها بما لديها من ادلة تثبت مزاعمها بشأن تزويد ايران لروسيا بمسيرات لاستخادمها خلال الحرب في اوكرانيا، وهي طلبات لم تجد اذانا صاغية في كييف، كما دعت ايران الى تشكيل لجنة مشتركة مع خبراء من اوكرانيا للتحقيق في هذه المزاعم، الا ان الجانب الاوكراني رفض المشاركة، الامر الذي يؤكد ان هناك ضغوطا تمارس على السلطات في اوكرانيا من جانب الغرب وخاصة امريكا، للابقاء على هذه المزاعم كورقة ضغط ضد ايران.

المسؤولون الغربيون تجاهلوا كل مواقف ايران ازاء الحرب في اوكرانيا، وما انفكوا يكررون كذبة تزويد ايران لروسيا بالمسيرات لاستخدامها في الحرب ضد اوكرانيا، وهي كذبة وجدت طريقها الى الاخطبوط الاعلامي الغربي، الذي اخذ ينفخ فيها ويضخمها دون اي دليل، حتى وصل الامر بوكالة رويترز للانباء ان تزعم، نقلا عن مصادر وصفتها بالغربية، ان الاسباب التي دفعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا للابقاء على العقوبات ضد ايران والتي من المفترض أن ينقضي أجلها في أكتوبر تشرين الأول المقبل بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، هي "استخدام روسيا لطائرات مسيرة إيرانية ضد أوكرانيا واحتمال نقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا وانتهاك ايران للاتفاق النووي"!!.

يمكن وضع هذه المحاولات الامريكية المضللة ضد القرار 2231، الى جانب محاولات الترويكا الاوروبية بشان الابقاء على الحظر على ايران، في سلة واحدة، فمن الواضح ان امريكا، وذيلها الاوروبي، وبتحريض الكيان الاسرائيلي، يستخدمون كل ما لديهما من اوراق مزيفة ضد ايران، هذه الايام، التي تتزامن مع اعمال الشغب التي شهدتها العام الماضي، على أمل خلق حالة من الاستياء في الداخل الايراني، وكذلك من اجل الضغط على ايران للحصول منها على تنازلات في المجال النووي او في البرنامج الصاروخي، او في المجالات الاخرى، التي نجحت فيها ايران، بفرض نفسها كلاعب اقليمي ودولي مؤثر، وبرفض التبعية للقرار الامريكي الغربي، وبالعمل من اجل مصلحة الشعب الايراني وشعوب المنطقة، التي عانت كثيرا، من جشع وطمع امريكا، وإرهاب الكيان الاسرائيلي.