شاهد بالفيديو..

النخالة: زيارتي لطهران مهمة جداً وفي وقت هام للغاية

الإثنين ١٩ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

اشاد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بالجمهورية الاسلامية في ايران على دعمها للقضية الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية المقاومة.

العالم - لقاء خاص

ووصف النخالة في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "لقاء خاص"، تحت عنوان معدلات المقاومة في مواجهة الاحتلال" زيارته لطهران بالمهمة جداً، وانها تأتي في وقت هام جداً خاصة بعد معركة الاحرار البطولية التي خاضتها حركة الجهاد الاسلامي مع فصائل المقاومة في قطاع غزة.

واوضح انه يرأس وفد من المسؤولين الفلسطينيين خلال زيارته لطهران والتقى قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية الاسلامية والمسؤولين الايرانيين، وانه وجد ترحيباً كبيراً من قبلهم، مشيراً الى ان وفداً من حركة حماس ايضاً اتى الى طهران وعقد اجتماعاً معهم ومع قيادة فيلق القدس لحرس الثورة الاسلامية، لتقييم المرحلة التي تمر بها المنطقة.

وتوقع النخالة حضور قوى اخرى لمحور المقاومة الى طهران، معتبراً ان الحضور القوي لمحور المقاومة في طهران هي رسالة للعدو الاسرائيلي لمواجهة مشروعه، ورسالة للشعب الفلسطيني الذي لن يترك وحده امام العدو.

واضاف، ان حركة الجهاد الاسلامي ردت على العدوان الاسرائيلي بمعركة ثأر الاحرار، مشيراً الى ان كيان الاحتلال الاسرائيلي يتابع كل ما يجري في قطاع غزة عبر جميع الوسائل المتاحة لديه ولذلك فان اغتيال قادة الجهاد لا يعتبر خرقاً امنياً، معتبراً ان اغتيال عدد من قادة المقاومة لا يكسر ظهرها.

وفيما يلي نص اللقاء..

العالم: اهلاً وسهلاً بكم وشرفتونا في قناة العالم..

النخالة: في بداية حديثي اود توجيه الشكر الكبير لقناة العالم ومديرها العام وكل مدراء العاملين فيها، واثمن دور القناة الدائم في تغطية المقاومة في فلسطين. ودور العالم كان مهماً جداً ويحفظ لها عند المجاهدين الفلسطينيين في كل مكان، وانا من هذا المكان اوجه لهم التحية جميعاً.

العالم: هذا اقل واجب بحق القضية الفلسطينية وبحق المقاومة، واهلاً بكم في وطنكم الثاني ايران، هذه ليست المرة الاولى لزيارتكم ولن تكون الاخيرة.. انتم ووفد من حركة الجهاد تزورون ايران منذ نحو اسبوع والتقيتم بكبار المسوؤلين الايرانيين، ويبدو ان الزيارة طالت مقارنة بالزيارات السابقة هل هناك اي جديد؟

النخالة: زيارتي لطهران مهمة جداً ولحركة الجهاد الاسلامي ولكل قوى الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة، ايضاً لا اخفي ان هناك جزء من وفد حركة الجهاد الاسلامي اتى من قطاع غزة، مجموعة من الاخوة القادة حضروا ورافقونا في هذا الوفد، ولقينا ترحيباً كبيراً، وعملنا جولة واسعة على القادة الايرانيين بدءاً من سماحة قائد الثورة الاسلامية الى رئيس الجمهورية والى كافة القادة الجمهورية الاسلامية والزيارة مازالت مستمرة ايضاً.

واود الاشارة هنا ان الاخوة في قيادة حماس حضروا اليوم، وعقدنا سوياً لقاءاً موسعاً بصحبة الاخوة في قوات فيلق القدس للجمهورية الاسلامية، هذا كان ايضاً لقاءاً مهماً وتعبيراً عن تأييد الجمهورية الاسلامية لقوى المقاومة في فلسطين، وتأكيداً ايضاً على الروابط المتينة بين حركة الجهاد وحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، وبين الجمهورية الاسلامية.

واعتبر ان هذا اليوم كان من اهم الايام في هذه الزيارة، واشير هنا انه من المتوقع خلال الايام القادمة ان تحضر قوى اخرى من محور المقاومة الى طهران، لتلتحق بنا ونعقد اجتماعاً ونقيم المرحلة، ويكون هناك ايضاً مواقف مشتركة لقادة محور المقاومة.

العالم: انتم الان بانتظار اجتماع قادة محور المقاومة في طهران؟

النخالة: اؤكد ذلك، وسيكون لقاءاً مهماً، لتقييم كل مرحلة، والاوقات التي تمر بها المنطقة.

العالم: الى ماذا يؤشر هذا اللقاء في هذا التوقيت تحديداً اليوم، طالما الحديث عن تقارب بين الدول الاسلامية والحديث حتى عن الاتفاق الايراني السعودي، وما له انعكاس على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة، وفي ظل هذه التوازنات؟

النخالة: ان اللقاءات هي طبيعية، ولكن بهذا الحزم وبهذه القوة وبهذا الحضور في الجمهورية الاسلامية اعتقد سيكون هذا اللقاء مميزا، وايضاً رسالة للعدو، ورسالة للشعب الفلسطيني انه لن يترك وحيداً في مواجهة العدو الصهيوني. هذا المحور يؤكد اليوم وحدته في مواجهة المشروع الصهيوني، وسنرى ايجابيات هذا اللقاء مستقبلاً.

العالم: في أيار/مايو الفائت تصديتم لآخر عدوان اسرائيلي على قطاع غزة عرفت بعملية ثأر الاحرار، كيف خرجتم منها وما هي المعادلات الجديدة التي فرضتموها اليوم على الساحة؟

النخالة: اصبح واضحاً للجميع طبيعة العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واستهداف حركة الجهاد الاسلامي ان كان بالفعل او بالاعلام الاسرائيلي، "اسرائيل" اعلنت انها تستهدف حركة الجهاد الاسلامي وتريد استئصال قيادتها وكسر قوة الجهاد الاسلامي باستهدافها ثلاثة من القادة الكبار العسكريين في الحركة، وهم الشهيد القائد الكبير خليل بهتيني والشهيد ابومحمد الغنام هو شهيد كبير في الجهاد الاسلامي. قتلتهم "اسرائيل" ليلاً بالطائرات غيلة مع عائلاتهم واطفالهم في بيوتهم، ولذلك فان حركة الجهاد الاسلامي كانت امام استحقاق كبير واخذت زمام المبادرة، واعلنت ردها على العدوان في معركة اطلق عليها اسم ثأر الاحرار.

ان اهم ما يميز هذه المعركة، ان حركة الجهاد الاسلامي كانت رأس حربة اساسية في هذه المعركة، مع دعم وتأييد من قبل كافة قوى المقاومة ومساندة لحركة الجهاد وسرايا القدس التي اخذت مسؤولية الرد على عاتقها بشكل مباشر، واستمر الرد على مدار خمسة ايام متواصلة، سبقه حالة من الاستنفار والاعداد وخلق حالة من التوتر في المجتمع الاسرائيلي.

كان واضحاً قوة وبأس سرايا القدس، وقوة الرد التي استهدفت كافة المدن الصهيونية، وايضاً استهدفت كافة المواقع العسكرية الاسرائيلية على امتداد غلاف غزة، بمدافع الهاون والرشقات الصاروخية قصيرة المدى.

العالم: حركة الجهاد خلال تلك المعركة اي ثأر الاحرار فقدت ثلة من قاداتها الميدانيين، اولا هل ما حصل من اغتيال قادة للحركة كان بسبب اختراق أمني مثلا، وثانيا هل عوضت الحركة عن هؤلاء القادة؟

النخالة: انا اود القول ان "اسرائيل" تتابع كل ما يجري في قطاع غزة على مدار الساعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر اجهزة الهاتف، وعبر المراقبة بالطائرات المسيرة، اضافة الى الكثير من وسائل المتاحة للعدو من المتابعة والمراقبة، لذلك انا لا اعتبر اغتيال القادة هو خرق امني، باعتبار ان الضربة الاولى استهدفت هؤلاء القادة، وتم بعدها الاتفاق مع مصر على وقف اطلاق النار.

لاحقاً استهدفت قادة اخرين غيلة مع اسرهم، وانا اركز على مسألة اساسية ومهمة، هو ان اغتيال عدد من القادة في اي جماعة سياسية او قوة سياسية لا يكسر ظهرها، خاصة نحن نتحدث عن تنظيم قوي متماسك، وله قوة عسكرية وجناح عسكري كسرايا القدس، له هياكل تنظيمية عسكرية، وله اركانه وقياداته، ومئات القادة ضمن هيكل عسكري كبير.

ان اغتيال قائد واحد او اثنين او عشرة او عشرين في كل المنظمات، لا يكسر ظهر حركات المقاومة، حركة الجهاد الاسلامي لها تجربة كبيرة في مسيرة حركة المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، ولا ننسى ان المئات من الشهداء القادة ارتقوا واستمرت المقاومة في طريقها. وبفقدان الشهداء يعزز قوة المقاومة على الاستمرار.

دوماً الشهداء يعطون القوة والعزيمة للاستمرار ولا يمكن ان يكسرها اي موقف طالما هناك شعب فلسطيني شجاع ومقاوم، وهنالك قادة عسكريين كثر ومجاهدين بالالاف، بالتأكيد في مواجهة "اسرائيل" لن تكسر حركات المقاومة.

العالم: وهذا رسالة بحد ذاته في هذه الليلة للعدو الاسرائيلي بان هذه المقاومة لن تنكسر، وعليه ان يحسب الف حساب لأي مواجهة مقبلة مع المقاومة..

النخالة: دوماً نقول ان جنودنا في سرايا القدس بالالاف والقادة بالمئات وان الجميع يعلم ذلك، والعدو يعلم ذلك، لكنه يحاول ان يؤثر معنوياً باغتيال بعض القادة ويريد ان يرسل رسالة للمجتمع الصهيوني انه يستطيع باستهداف بعض القادة.

العالم: هل فشل الاحتلال باستثمار وتوظيف اغتيال قادة حركة الجهاد الاسلامي؟

النخالة: العدو يتوهم بانه يمكن ان يؤثر على المقاومة باغتيال بعض الاخوة القادة، لكن نحن نقول بالمقابل ان اغتيال بعض القادة يعطينا عزيمة وارادة وتصميم اكثر على الاستمرار.

هم لا يعرفون الشعب الفلسطيني رغم كل هذه السنوات الطويلة، التجربة تقول ان المئات من الشهداء في مسيرة المقاومة الفلسطينية ارتقوا، لكن بقي الشعب الفلسطيني، وبقيت المقاومة مستمرة، وكل يوم يثبت الشعب الفلسطيني بمجاهديه ومقاتليه وقادته ان مسيرة المقاومة تستمر رغم فقدان للاخوة الشهداء الذين نقدرهم.

وليس غريباً ان يستشهد قائداً في حركة الجهاد او في اي حركة مقاومة، هذا متوقع، ونحن نتعامل مع هذه التوقعات كأنها تحدث دائماً ولدينا البدائل والخطط البديلة، لذلك لاتستغرب ان كل القادة الذين استشهدوا قبل المعركة واثنائها هم كانوا على قائمة الشهداء دائماً، ويتعاملون بالحياة وبأدارتهم لها وبمراكز قيادتهم بانهم شهداء. فلا يوجد اي شخص على الاطلاق كان يتوقع ان يعيش اكثر مما قدر له، لذلك الشهادة تقوينا ومتوقعة وهي جزء من حياتنا ولذلك ليست مفاجئة.

العالم: خلال الايام الخمسة من معركة ثأر الاحرار، دخلت القاهرة بشكل خاص على خط الوساطة، ما هي الضمانات في ذلك الوقت من مصر التي اعطيت لكم؟ وهل طرح موضوع سلاح المقاومة؟

النخالة: اولاً انا اقول ان مصر ليست الوحيدة التي دخلت على خط محاولة وقف اطلاق النار، بل دخلت الولايات المتحدة وضغطت على مصر وطلبت من قطر كذلك، ومن الامم المتحدة وقوى كثيرة للتدخل، حتى للعلم ان الاخوة المصريين اتصلوا بالاخوة في حزب الله من اجل ان يضغطوا ويطلبوا من الجهاد الاسلامي ان يتعاطى بايجابية، بمعنى ان تطورات مهمة حدثت خلال هذه المعركة.

العالم: ماذا كان رد حزب الله على هذا الطلب؟

النخالة: حزب الله قال انه ليس صندوق بريد، المهم انهم ارادوا ان يتحدثوا مع الجهاد الاسلامي رغم وجود مندوب للحركة في هذه المحادثات، لكنهم كانوا يريدون الاتصال بالامين العام للحركة، ولم يجدوا طريقة الا الاتصال بالاخوة في حزب الله، وكذلك الاخوة في حركة حماس في الدوحة ايضاً من اجل التحدث معي.

لكن في كل الاحوال ما اود قوله ان هناك قوى كثيرة دخلت على الخط، بطلب والحاح من "اسرائيل" بانها تريد وقف اطلاق النار، غير ان حركة الجهاد الاسلامي رأت ان وقف اطلاق النار ليس مناسباً في اليوم الاول والثاني، وايضاً هناك استحقاقات يجب ان تلتزم بها "اسرائيل" والتعهد بعدم الاغتيالات واستهداف المدنيين والبيوت. وبقينا مستمرين في هذه المفاوضات حتى قبلت "اسرائيل" بالنص الذي فرضته حركة الجهاد الاسلامي بوضوح، وهو ان تعلن مصر قبول الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بوقف اطلاق النار بناءاً على الطلب المصري.

ان هذا هو الهدف الاساسي وله بُعد سياسي، لان هناك طرفين فلسطيني واسرائيلي وهذا اتفاق غير مسبوق اولاً، لان "اسرائيل" كانت تقول انها ملتزمة بوقف اطلاق النار لكن غير معترفة بالطرف الفلسطيني وتقول بانها ملتزمة بالطلب المصري فقط، نحن رفضنا اي صيغة تخالف النص، بعد ذلك وافقت "اسرائيل" بوقف اطلاق النار، والالتزام بعدم استهداف المدنيين والبيوت.

العالم: هل يمكن القول بانه اتفاق بشروط المقاومة؟

النخالة: اولاً انا اقول ان هذا الاتفاق غير مسبوق، نحن ندرك ان "اسرائيل" يمكن ان تخل بالاتفاق في اي وقت، لكن دلالة الاتفاق، وايضاً الالحاح وضغط المحيط، بان "اسرائيل" راغبة بوقف اطلاق النار، وحاولت ان تضغط على المقاومة باستهداف المدنيين، وفي النهاية اقول انه تم الاتفاق على وقف اطلاق النار، وخرجت حركة الجهاد الاسلامي من المعركة وسلاحها بيدها.

العالم: البعض قد يأخذ عليكم بانه رغم ما حققتموه من معادلات في معركة ثأر الاحرار، وما قبلها حتى بمعركة سيف القدس ووحدة الساحات، لماذا لم تفرضوا الشروط بشكل اكثر واوسع على الاحتلال؟ على سبيل المثال طرح موضوع تدنيس المسجد الاقصى والضفة الغربية؟ لماذا ينحسر الموضوع في قطاع غزة؟

النخالة: لو كان بقدرتنا ان نفرض ذلك لفرضنا، يجب الانتباه الى مسألة، بانه في كل مرحلة المقاومة تبلغ قدر من القوة لتستطيع ان تتحرك الى الامام قليلاً، لكن ليس في كل الاوقات نستطيع ان نفرض شروطاً التي نريدها. نحن في معركة مستمرة مع العدو، وانا اقول فرضنا هذه الشروط بهذا القدر الذي استطعنا فيها ان نضغط على "اسرائيل".

العالم: بمعنى ان كل مرحلة لها حساباتها؟

النخالة، نعم كل مرحلة لها حساباتها وقدرتها وامكانياتها، انا لا اقول مثلاً ان المقاومة كانت اقوى من "اسرائيل" في هذه اللحظة، لكن نحن في حركة المقاومة استفدنا من الظرف ومن الضغط التي تم في داخل المجتمع او العدو الاسرائيلي.

يجب الانتباه دائماً، انا لا اريد المبالغة بقدر ما اقول ان هناك اختلال هائل في موازين القوى لصالح العدو، لكن ما يميز الشعب الفلسطيني مقاتليه الشجعان الذين يستطيعون ان يقاتلوا على مدار الوقت ويستطيعون ان يضحوا ويصمدوا في ميدان المعركة.

هذا ما يميز الشعب الفلسطيني عن العدو الذي لديه امكانيات هائلة من الطيران وقوة مدفعية ودبابات الى آخره، لكن هذه الفسحة من الامكانية المتاحة لنا، نستفيد منها في احداث خلل وضغط على العدو، وهذا ما هو متاح الآن.

نحن لا نبالغ ونقول باننا كسرنا العدو الصهيوني وهزمناه، بل استفدنا من اللحظة استطعنا فيها ان نجعل اكثر من نصف المجتمع الاسرائيلي ينزل الى الملاجئ على مدار خمسة ايام، نحن كحركة مقاومة استفدنا من هذه الخاصرة الرخوة في المجتمع الاسرائيلي، واستهدفنا بعض مراكز القيادة والسيطرة على حدود قطاع غزة العسكرية بمدافع الهاون، هذا البند الاول.

واستهدفنا تل ابيب كعاصمة لها قيمة معنوية لدى العدو الصهيوني، وايضاً استهدفنا مدينة القدس المحتلة ومدن اسرائيلية كثيرة، كل هذا اوقع نوع من الحسابات الامنية لدى العدو، والانهيارات النفسية في البنية الاسرائيلية، لذلك نحن من هذا الجانب استفدنا.

لكن اذا اردنا الحديث عن موازين القوى، هناك فارق كبير بيننا وبين العدو الذي يمتلك الطائرات وكل الاسلحة المتنوعة، في مقابل فان اسلحتنا متواضعة، ورغم ذلك استطعنا ان نحقق انجازاً مهماً قيمته الكبرى هي معنوية في الاصل، يلحق به لاحقاً قيم مادية اخرى تتعزز خطوة بخطوة.

العالم: انتم استفدتم من نتائج ما حققته غزة، هل تستفيدون مما تحققه الضفة الغربية؟ حتى ما حققته المقاومة في جنين بنصب كمين لآلية عسكرية، اسقطت اصابات واربكت الاحتلال واستدعت بطائرة اباتشي لانقاذ جنوده؟ كيف تفسرون ما حدث بجنين وما الرسالة من هذا الاسلوب الجديد للمقاومة؟

النخالة: ان ما حدث في جنين مرتبط بمعركة وحدة الساحات وامتداداً لمعركة ثأر الاحرار، وبهذه المناسبة اوجه التحية الكبرى لمجاهدي كتيبة جنين الابطال البواسل الذين ابلوا بلاءاً كبيراً وهاماً في معركة بأس الاحرار، واثبتوا شجاعتهم وقدرتهم على الاشتباك وصناعة افق جديد للمقاومة، وايضا اشكر وحدة الهندسة في كتيبة جنين التي صنعت هذه العبوات من العدم واحدثت تغييراً في ميدان المعركة، له اهمية كبرى لاحقاً.

المواجهة في مخيم جنين كانت كبيرة ذات اهمية بالغة جداً، باعطاب سبع آليات عسكرية اسرائيلية دمرت احداها بشكل كبير، هذا انجاز مهم وكبير بامكانيات متواضعة للمقاومة. ان شجاعة مقاومة الشعب الفلسطيني هي التي احدثت الفرق الآن بينه مع قوة العدو الاسرائيلي، تعاظم قوة وارادة المقاتلين البواسل في مقابل ضعف معنويات العدو رغم كل قوته، لذلك نحن نثمن ونقدر عائلات وأسر الشهداء والشهداء القادة ومقاتلي المقاومة ونوجه لهم التحية.

العالم: بماذا تؤسس الانتصارات في جنين على مستوى الضفة حيث ان جنين لم تكن قبل عامين كذلك، هناك تحول نوعي في حركة ونشاطات المقاومة، هل يمكن الحديث اليوم عن معادلة جديدة تاخذ المتغيرات لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي انطلاقا من الضفة الغربية؟

النخالة: اليوم معركتنا مفتوحة مع العدو الصهيوني وكل قوى المقاومة في الضفة الغربية لديها رؤية ثابتة بمقاومة الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، هذا الاستيطان الذي يتمدد يوما بعد يوم سنقاومه بكل قوة ومقدرة.

العالم: هل انتم وحدكم في الضفة الغربية؟

النخالة: لا.. ان كل القوى الفلسطينية حاضرة بقدر او باخر لا نستثني احدا، وانا اذكر ايضا ان اخواننا في كتائب القسام واخواننا في الجبهة الشعبية، وكل فصيل يقدم بقدر امكاناته وقدراته وبقدر حضوره في الميدان، واقول اننا مع اخواننا في مجاهدي فتح الذين يعملون ضمن الكتائب المنتشرة، نحن دائما منفتحون على الجميع وانا أدعو المقاومة لتعزيز الوحدة الوطنية الميدانية، ولا ابحث عن السياسة بل عن الوحدة الوطنية الميدانية بين كافة قوى المقاومة، وهي عامل مهم من اجل الانتصار على العدو الصهيوني، هناك حركة الجهاد، حركة حماس، وابناء فتح وحركة فتح الجماعة الشعبية والديمقراطية.

كل الفصائل الفلسطينية اليوم تواجه عدوا واحدا مدججا بالسلاح ويجب ان نكون شعبا واحدا مقاوما، وامة واحدة لا فرق بيننا، لا نريد ان نتجادل بالسياسة يجب ان نتقدم الى الامام والى الانتصار الدائم ان شاء الله.

العالم: تعلمون ان الاحتلال الصهيوني سرّع من عملية الاستيطان، واختصر من مراحل الموافقة على المشاريع الاستيطانية، ما الذي يمكن ان يقوم به الفلسطيني المقاوم كسياسي لمواجهة تهديد الضفة الغربية فيما يتعلق بموضوع الاستيطان؟

النخالة: لابد ان نفهم من ان المشروع الصهيوني قائم على مسالة الاستيطان وان"اسرائيل" فقط تقوم بعملية تسريع الاستيطان، الاحتلال يريد تسريع الاستيطان في الضفة الغربية ويريد السيطرة على كل شيء، والان الحكومة اليمينية تريد ان تستعجل الامر، وعلى مدى الوقت ندرك ان الحكومات الاسرائيلية على الرغم من اختلافها وتنوعها فهي تحمل مشروعا واحدا وهو السيطرة على الارض الفلسطينية في الضفة الغربية واستكمال السيطرة ضمن هذا المشروع ضمن الاراضي الفلسطينية بالكامل.

والان نحن في مواجهة هذا المشروع ولا يوجد امامنا خيار واحد سوى المقاومة والاستمرار بالمقاومة فكل المشاريع التي راهنت عليها مثلا قوى سياسية معينة اثبتت فشلها، والان قوى المقاومة تتوحد في الميدان وستستمر بالمقاومة، وبهذه المقاومة ان شاء الله سنخلق وقائع جديدة على الارض وسنثبت للعدو الصهيوني انه لا مكان له في بلادنا وهذا سيحتاج الى تضحيات كبيرة وسيحتاج الى قتال وشجاعة وصمود وبسالة، سنبذل ذلك ان شاء الله ونحن جاهزون لدفع ثمن مقابل الدفاع عن ارضنا ومقدساتنا وعن المسجد الاقصى.

ونعيد ونكرر ان الوحدة الفلسطينية والوحدة الميدانية بين كافة ابناء الشعب الفلسطيني هي الاساس في مواجهة هذا الاحتلال ونحن نعمل على ذلك باستمرار ان شاء الله.

العالم: هناك تحدي اخر بالنسبة لموضوع القدس والمسجد الاقصى والتدنيس الذي يحصل بين الحين والاخر، ما هي خططكم لمنع ومواجهة هذا الامر؟

النخالة: نقول ان القدس هي تحت الاحتلال الاسرائيلي على مدى الوقت منذ عام 1967 وحتى نكون موضوعيين، القدس تحت الاحتلال وجيش الكيان والمستوطنين يدنسون مدينة القدس فهناك ردود فعل، كل يوم يقوم المستوطنون بتدنيس المسجد الاقصى المبارك، ويجب ان نعرف حقيقة واحدة ثابتة ان "اسرائيل" تحتل القدس وتحتل الضفة الغربية، وواجبنا كمقاومة ان نقاوم هذا الاحتلال ونقاتله حتى نطرده من جنين ومن القدس ومن كل المدن الفلسطينية.

ويوجد تحديات كبيرة امامنا لكن المقاومة حاضرة وستقاوم والشعب الفلسطيني ايضا حاضر وسيقاوم ويدافع عن المسجد الاقصى، وبالتالي توجد تحديات يومية نواجهها ويثبت الشعب الفلسطيني بشكل يومي استعداده للتضحية ومواجهة العدو الصهيوني.

وهذا التحدي الكبير سنواجهه بتحدي اكبر وهو وحدة القوى المقاومة. ونقول اليوم في طهران اننا نعزز هذا المحور، محور المقاومة من بيروت الى طهران الى صنعاء الى العراق الى كل مكان الى غزة والى فلسطين، هذا المحور يتحد وان شاء الله سيكون له تاثير كبير في مقاومة المشروع الصهيوني، ونقول نحن ننتصر اولا بوحدتنا وننتصر بشجاعة مقاتلينا ونفرض حقائق جديدة على الارض حتى لو كان عدوا لكل القوى ولكننا على ثقة ويقين بان المستقبل لنا فنحن اصحاب هذه الارض ونحن جاهزون للتضحية من اجل الدفاع عنها ومستمرون بالدفاع عنها وان هؤلاء المستوطنين لا يوجد لديهم الاستعداد للاستمرار بهذه المعركة، ونراهن على شجاعة مقاتلينا ووحدة شعبنا الفلسطيني ووحدة امتنا التي تتحد يوما بعدها اخر في تاييدها للمقاومة في فلسطين.

العالم: حول هذه الوحدة، ما اهمية الحاضنة الشعبية للمقاومة، ما اهمية وحدة المقاومة وقوى المقاومة ومحور المقاومة ووحدة الساحات، ماذا عن وحدة القوى الوطنية الفلسطينية، وماذا عن انهاء الانقسام، فهذا الملف حتى الان لم يحسم والفرصة لم تستغل؟

النخالة : لا اريد ان اتحدث عن الانقسام الفلسطيني فالشعب الفلسطيني اولا موحد بمشاعره وبموقفه تجاه الدفاع عن القدس وعن الارض الفلسطينية، هناك انقسام سياسي ونحن دعينا وندعو ونؤكد لوحدة الفلسطيني في الميدان، وان وحدة مقاوميه هي التي ستصنع وحدة في الموقف السياسي.

وما شاهدناه اليوم في جنين هو وحدة المقاومة وستفرض لاحقا وحدة الموقف السياسي والشعب الفلسطيني جميعه موحد على رؤية واحدة المطالبة بحقه في فلسطين، وهذه مستمرة وافضل ان ندع ونترك الخلاف السياسي بين القوى السياسية جانبا ونركز على وحدة الميدان ووحدة المقاتلين، وكافة قوى المقاومة والحاضنة الشعبية مهمة وهي بند اساسي في صمود المقاتلين بالميدان.

ان الحاضنة العربية الشعبية مهمة لمجاهدي فلسطين وكذلك الحاضنة الاسلامية، واليوم كما ترى نحن في طهران وهي حاضنة للمقاومة في كل المنطقة، وهي حاضنة قوية اثبتت قوتها في مواجهتها للسياسة الامريكية في المنطقة وهي تجرؤا ان تقول اننا مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وندعم الشعب الفلسطيني، فلا يوجد دولة في العالم تعلن عن هذا الموقف بكل صراحة بالدعم والتأييد والمساندة والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني اولا.

والشعب الفلسطيني بقوى المقاومة الاساسية فيه يؤكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف بجانب الشعب الفلسطيني مؤيدة ومساندة سياسيا وماديا وعسكريا وفي كل الاتجاهات وتعلن ايضا قوى المقاومة الفلسطينية التحالف مع حزب الله ومع محور المقاومة في المنطقة. وبالتالي نحن أمام مرحلة جديدة مهمة وانجاز كبير لصالح محور المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، وان شاء الله سننتصر ونحن مطمئنون جدا ان النصر امامنا وان شاء الله يكون قريبا جدا.

العالم: نختم ما بدأنا به بانه سيكون لقاء لقادة محور المقاومة في طهران، هل نحن امام مشروع جديد للمقاومة يوازي التحولات الاقليمية والدولية؟

النخالة: كل هذه اللقاءات هي تأكيد على وحدة موقف المقاومة تجاه العدو الصهيوني والبحث عن تكامل الامكانيات وهذا التواصل هو يمد المقاومة بالقدرة على الاستمرار في المقاومة.

ونحن نبحث في كثير من القضايا السياسية العسكرية والامنية في كل الاتجاهات، لذلك فان مجرد اجتماع قوى المقاومة تناقش وتقرر، فهذا انجاز كبير في هذه المرحلة واعتقد ان هذا اللقاء سيجد له اصداء ايجابية وتاثيرات في كل المنطقة لدى شعوب الامة العربية والاسلامية، ولا اقول ان هذا اللقاء هو الاول من نوعه، فقبله كان هنالك لقاءات ولكن في هذه الفترة فان هذا اللقاء له اهمية كبرى وهو لقاء مميز وهو يأتي بعد معركة ثأر الاحرار وبعد معركة جنين اليوم، والاشياء تكتمل لوحدها وتصطف لوحدها وكأن القدر يرتب الاشياء من اجل الانتصار ان شاء الله، ونحن منفتحون بكل قوة على كل محور المقاومة ونتوحد معها، الجهاد، حماس، العراق، اليمن، كل قوى المحور، وكل قوى الفصائل الفلسطينية.

وبالتالي فنحن مطمئنون ان شاء الله بوحدتنا ولدينا الثقة واليقين بالاستمرار حتى النصر فهذه فلسطين وهذا الوطن الشعب الفلسطيني وهذه امتداد الجغرافيا العربية الاسلامية سنطرد اليهود من فلسطين ان شاء الله وسنطردهم من الجليل ومن حبل الغسيل.

العالم: سبق وان تم تهديدكم بالتصفية والاغتيال؟

النخالة: هم يستهدفون كل الشعب الفلسطيني وليس شخص معين، فكل شخص فلسطيني مستهدف، نحن لا نخشى، وبالتالي فان الاسرائيلي يستهدف كل قادة المقاومة، ولكن نقول اليوم وانا تجاوزت سن السبعين عاما اقول في هذا السن لست قلقا على شيء لم اترك شيئا اندم عليه، الشهادة ستعتبر هدية بالنسبة لي بعد هذا العمر الطويل في المقاومة.

عمري في المقاومة 50 عاما فبعد 50 عاما انتظر الهدية في ان اكون شهيدا وانتظر الشهادة ولا يعني ذلك ان اذهب للمغامرة، لكن الشهادة لا تخيفنا، الشهادة هي وسام لكل مجاهد فلسطيني ياخذ في نهاية الخدمة وسام الخدمة، فلا نقلق من الشهادة ونحن مستمرون في الجهاد والمقاومة ونفتخر بشهدائنا ونفتخر بمقاتلينا، وتحية لكل المجاهدين في فلسطين في غزة والضفة الغربية لكتائب المقاومة على امتداد الضفة الغربية لكل فلسطيني ولكن مجاهد في هذه المنطقة العربية، ثقوا بالله ان النصر قادم طالما بقينا متمسكين بالمقاومة.