العالم – كشكول
ايران لم تعتبر يوما السعودية عدوا لها، بل أداة بيد اعدائها امريكا و"اسرائيل"، ورغم الضرر الذي يلحقه النظام السعودي بمصالح دول المنطقة ومن ضمنها ايران، من خلال سياسته التي تعتبر استنساخا لسياسة "إسرائيل"، الا ان هذا الضرر لم يعطب يوما بوصلة ايران، التي كانت ومازالت تشير وبدقة الى الاعداء الرئيسيين، ولكن دون ان تتجاهل حثالاتهم في المنطقة كالنظام السعودي.
إبن سلمان، الذي يعتبر اكثر احفاد الملك المؤسس، تعطشا للسلطة، والطامح لحكم السعودية على مدى خمسين عاما القادمة، بزّ كل ملوك السعودية السابقين، على خدمة المصالح الامريكية في المنطقة وفي مقدمتها "اسرائيل"، وهي خدمة تتطلب ان تتعامل مع ايران كعدو، وهو ما اعلن عنه ابن سلمان وبشكل واضح وصريح، عندما اعتبر ان من المستحيل ان تكون هناك علاقات طبيعية بين بلاده وايران، وبنى موقفه هذا على قضايا دينية وعقائدية.
من اجل ان يثبت ابن سلمان لامريكا ان ايران هي عدو لبلاده، إتخذ مواقف من جميع القضايا العربية والاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تتطابق بالكامل مع مواقف "اسرائيل" من هذه القضايا، حتى بات من الصعب التمييز بينهما.
يحاول ابن سلمان من خلال هذه السياسة ان يطمئن الامريكيين، من انه وفي حال الإبقاء عليه في السلطة، سوف لن يكون العدو الذي سيشغل ايران ومحور المقاومة، عن "الاضرار باسرائيل" او تهديد إمنها فحسب، بل انه على استعداد حتى ان يضحي بمصالح السعودية ايضا، وهو ما اتضح من حجم الاضرار الذي تتعرض لها السعودية، عندما ورطها في حرب عبثية ضد اليمن والتي ستنهي عامها الثامن قريبا، وعندما جند كل امكانياتها لمعاداة ايران، وعندما حولها الى بقرة حلوب في حضيرة الامريكي الجشع، كل ذلك من اجل عيون "إسرائيل".
مهما حاول ابن سلمان، تسويق بلاده للامريكي و"الاسرائيلي"، على انها عدو لايران، فان ايران لم ولن تمنحه شرف ان تكون السعودية ندا لها، ناهيك عن ان تكون عدوا، فابن سلمان وال سعود، ليسوا سوى سقط المتاع في عصابة اللصوص الامريكيين و"الاسرائيليين"، وهي العصابة التي تلاحقها ايران بالتحديد، من اجل تطهير المنطقة منها، وانقاذ الشعوب من شرورها، واعادة ما سرقت ونهبت الى اصحابها.