العالم – ضيف وحوار
وفي حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج"ضيف وحوار":وحول مضي قرابة عام ونصف على وجود حركة النهضة في المعارضة على مسار 25 جويلية وعن الدور الذي تلعبه حركة النهضة التونسية حتى الآن، أشار الشعيبي إلى أنه عندما حصل انقلاب 25 يوليو/ جويلية وضعت حركة النهضة خطتها السياسية والتفاعل مع الوضع الجديد وكان من ضمن أهم أولويات هذه الخطة السياسية ان معارضة الانقلاب يجب أن تكون شأنا وطنيا وقضية وطنية وليست قضية حزبية أو قضية تهم فئة من التونسيين دون الآخر.
ولفت الشعيبي :" حرصنا منذ اليوم الأول على تعبئة الشارع السياسي وتجميع الاحزاب السياسية والقوى الوطنية في صف واحد وفي موقف واحد لمواجهة الإنقلاب، وهذا ما حصل بالفعل بعد بضعة أشهر من خلال تشكيل جبهة الخلاص الوطنية التي تضم أكثر من 9 مكونات حزبية وسياسية في البلاد، وهذه الجبهة اليوم هي اليوم التي تقود حركة معارضة انقلاب 25 جويلية والتصدي لهذا الانقلاب".
ونوه الشعيبي :"بعد سنة ونصف من عمل هذه الجبهة من الواضح ان هنالك اهداف سياسية تحققت في الواقع من أهمها تحصين الديمقراطية والحيلولة دون أن تتوغل السلطة في التجاوزات التي تستهدف الحريات وتستهدف حقوق الانسان".
واكد الشعيبي قائلا:" هنالك تجاوزات بدون شك ولكن لو هذه السلطة المتغولة وجدت طريقا مفتوحا دون اي مقاومة ودون أي تصدي فلاشك ان وضع الحريات اليوم ووضع حقوق الانسان كان سيكون أسوأ".
وقال الشعيبي : "اليوم كل تجاوز تقوم به السلطة لا تستطيع أن تمرره بسهولة، لانها تجد مقاومة شديدة له في الواقع على غرار المحاكمة العسكرية وعلى غرار محاولة منع بعض التظاهرات على غرار محاولة التضييق على حرية الاعلام والتعبير.
وأشار الشعيبي الى ان كل هذه الملفات الآن مفتوحة، فيها تجاوزات ولكن هناك مقاومة شديدة تقودها الطبقىة السياسية ويقودها المجتمع المدني للتصدي لهذه التجاوزات.
وفيما يتعلق بجبهة الخلاص والاعتقاد بانها نجحت في هذه المهمة المنوطة بعهدتها، نوّه الشعيبي الى انه بعد 10 سنوات من التشتت في الساحة السياسية والتناقضات الحادة والتوتر الذي كان يسود الساحة السياسية بين المكونات الحزبية والسياسية في البلاد نعتقد ان ما وصلت اليه الآن جبهة الخلاص الوطني يعد الانجاز انجاز فرق لانه لم يكن من السهل ان يقع تجميع كثير من القوى السياسية التي ربما كانت متناقضة في اطر رؤاها السياسية خلال الـ10 سنوات السابقة.
ونوّه الشعيبي قائلا:"لم يكن من السهل تجميعهم في هدف واحد وفي كلمة واحدة هي التصدي لهذا الانقلاب واستئناف المسار الديمقراطي لذلك مجرد تجميع هذه المكونات في جبهة واحدة فهذا يعد انجاز".
وبسؤال الشعيبي عن تلك المكونات العشر وخلال الـ10 سنوات والتي كانت تدور في فلك حركة النهضة حيث ان حركة النهضة هي الجزء الواضح بقواتها وقدرتها على تحشيد وتعبئة واضحة وان باقي المكونات السياسية اختارت لم تنضم لجبهة الخلاص، رغم ان الحركة خاضت اتصالات معها وعن الذي جعل باقي المكونات السياسي التي تعارض في نفس الوقت الرئيس قيس سعيد ولا تريد ان تنضم الى جبهة الخلاص وعن الذي يمنعها بالفعل، اعتبر الشعيبي ان هنالك تنوع حقيقي في جبهة الخلاص الوطني وغير صحيح ان كل مكونات هذه الجبهة كانت طوال الـ10 سنوات سابقة في تحالف مع حركة النهضة.
وأضاف الشعيبي :" عندما ننظر الى أحمد ناجي الشابي، الذي كان من أشرس المعارضين لحكم الترويكا ثم فيما بعد لتوافق بين النداء وحركة النهضة وعلى امتداد 10 سنوات تموقع في المعارضة وكان يقود جزءا لا بأس به من المعارضة ضد الترويكا وضد حكومة التوافق بين النهضة والنداء وبالتالي هذا واضح للعموم".
ونوه الشعيبي الى ان جوهر بن مبارك الذي كان في أقصى اليسار أي الجبهة الشعبية العدو اللدود لحركة النهضة خلال عشر سنوات الأخيرة اليوم نجده في جبهة الخلاص والاستاذ رضا بلحاج الذي كان في نداء تونس وكان مديرا لديوان الرئيس الباجي قائد السبسي وشيما عيسى الوجه الحداثي النسوي المعروف وبالتالي هنالك الكثير من الوجوه السياسية التي تمثل تنوعا حقيقيا داخل جبهة الخلاص.
وفيما يتعلق باالتيار الوطني الديمقراطي وتكتل، اضيفت الى القائمة الكتب وحزب العمال الذين يعارضون الرئيس قيس سعيد لكنها تأنف من الانظمة الى جبهة الخلاق، اعتبر الشعيبي أن هذه الاحزاب السياسية التي تشكلت في ما تسميها الاحزاب الديمقراطية الاجتماعية كان هنالك خلافات سياسية بينها وبين حركة النهضة قبل 25 جويلية وبعد 25 جويلية كان هنالك اتصالات حثيثة بين النهضة وبينهم من أجل البحث عن مشترك نستطيع من خلاله أن نؤسس حركة سياسية مناهضة للانقلاب في التصدي لهذا الانقلاب وتعود بالبلاد للمسار الديمقراطي.
وتابع الشعيبي:الان هنالك تطور موضوعي حاصل في البلاد منذ سنة حتى الانم لان هذه الاحزاب مع جبهة الخلاص الوطني تنطلق من موقف واحد تعتبر فيه أ، ما حصل في البلاد هو انقلاب وان ليس هنالك من حل سوى العودة الى المسار الديمقراطي.
ولفت الشعيبي الى أن هذه الاحزاب جزء منها على الاقل في البداية كان مساندا لمسار 25 جويلية ولا يعتبره انقلابا بل يعتبره تصحيح مسار وربما حتى نظر بعض قياداته لهذا الحدث الحاصل في 25 جويلية ولكن فيما بعد عندما اكتشفوا الحقيقة وايقنوا ان ما يحصل في البلاد ليس أكثر من تراجع ديمقراطي وليس أكثر من عودة الى الديكتاتورية فقاموا بتصحيح موقفهم وصححوا تموضعهم السياسي في البلاد واتخذوا موقفا واضحا تجلى ذلك في موقفهم من الاستفتاء الحاصل حول الوثيقة الدستورية الجديدة وفي موضوع الانتخابات التي ستحص في 17 ديسمبر بالمقاطعة والطعن في شرعيتها بالتالي أصبحت جبهة الخلاص وهذه الاحزاب تنطلق من نفس الموقف والرؤية.
واعتبر الشعيبي أنّ قرار مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة اتخذته كافة الاحزاب والقوى السياسية التونسية.
وقال الشعيبي:"الانتخابات ستجري في ظل مقاطعة شاملة من كل القوی السياسية والحزبية، بالتالي ما شرعية هذه الانتخابات وما الرهانات التي يمكن ان تتحقق منه؟"وان الانتخابات التفافاً على الديمقراطية والتفاتاً علی مكتسبات الشعب التونسي لتركيز حكم استبدادي في البلاد.
وأكد الشعيبي أن الحركة ستقاطع الانتحابات النيابية القادمة بسبب مخالفتها المسار القانوني المعمول به في البلاد.
ولفت الشعيبي الى أن الانتخابات التشريعية المقرر اجراءها في الـ17 من ديسمبر تفتقر للاجراءات القانونية، بحسب ما ظهر في البيان الصادر للجنة الانتخابات.
واضاف، أن المحكمة الافريقية و المحكمة الادارية الابتدائية في صفاغس اصدرتا حكما يبين الخلافات القانوينة التي من من شأنها ان تطعن في هذه الانتخابات.
واوضح الشعيبي، أن الانتخابات النيابية تفتقد للمسار السياسي، لان التجهيز والاعداد لها كان اوحادية الجانب.
وشدد على أن الهدف من هذه الانتخابات سيزيد من تركيز السلطة بيد رئيس الدولة (قيس سعيد)، مؤكدا مقاطعة حركة النهضة وكل جبهة الاخلاص لهذه الانتخابات.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...