العالم - المغرب
وتجاهد هذه الفرق لتفادي وصول ألسنة اللهب إلى المنازل القريبة من هذه الغابات الواقعة على سفوح جبال الريف الغربي.
وتسببت رياح "الشرقْي" القوية وارتفاع درجات الحرارة، التي تشهدها البلاد وكثافة "الغطاء الحرجي" في إعاقة عمليات الإطفاء، رغم استعمال طائرات متطورة لإخماد النيران.
ويشهد المغرب، منذُ الأسبوع الماضي، أسوأ موجة حر منذ سنوات، حيث من المتوقع أن تبلغ درجات الحرارة 45 درجة مئوية في أجزاء من البلاد.
ويعد إقليم العرائش، أكثر الأقاليم تضررا من حرائق الغابات بجهة الشمال، حيث اجتاحت النيران مساحات شاسعة من غابات وحقول الأشجار وعددا من المنازل، وذلك رغم الجهود المتواصلة والتدخلات الميدانية المستمرة.
وتمت تعبئة فرق للتدخل الميداني مشكلة من المئات من أفراد القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية ومصالح المياه والغابات والسلطات الأمنية والمحلية.
كما عززت بمتطوعين من المناطق المجاورة للغابات، مدعومين بآليات إطفاء وشاحنات "صهاريج" وسيارات إسعاف وأربع طائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير"، و4 طائرات من نوع "توربو تراش".
وقال فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، يوم السبت، إن كل المتدخلين، وطنيا ومحليا، لاسيما السلطات ومختلف فرق التدخل تقوم بجهود "جبارة جدا" بريا وجويا من أجل احتواء الحرائق.
وأكد العسالي في تصريح لقناة M24 (الرسمية)، أن أزيد من 1200 عنصر يعملون بريا لاحتواء النيران.
مشيراً إلى أن المساحة المتضررة من هذا الحريق، الذي يعتبر الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، بلغت حوالي 4600 هكتار.
وحسب مصادر محلية، فقد تم بإقليم العرائش تأمين نقل 1325 أسرة بعيدا عن أماكن الحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم.
كما قال بيان صادر عن السلطات المغربية "تمّ العثور على جثة شخص مصاب بحروق متعددة" في أحد الحرائق في منطقة العرائش.
وغير بعيد عن إقليم العرائش، تسببت النيران بإقليم تطوان في أضرار تصل إلى 220 هكتارا، إذ تواصل فرق التدخل العمل على إخماد حرائق الغابات.
وحسب السلطات المحلية لتطوان، فقد تم استقدام تعزيزات بشرية وتقنية إضافية من أجل دعم جهود إطفاء الحرائق، بينما تم أيضا نقل 265 شخصا بعيدا عن بؤر النيران.
نفس السيناريو تتكرر بإقليم شفشاون، حيث أضرت الحرائق بـ 80 هكتارا من الغطاء الغابوي المكون أساسا من أشجار البلوط الفليني والنباتات الثانوية.
وفي إقليم وزان تسببت النيران في أضرار تصل إلى 400 هكتار.
وتم أيضا في إقليمي وزان وشفشاون تكثيف التدخلات البرية والجوية كلما اقتربت النيران من المنازل، إلى جانب العمل على إخلاء الدواوير القروية المهددة.
ويتعرّض المغرب منذ أيام عدة لموجة حارة بحيث اقتربت الحرارة من 45 درجة مئوية في وقت تعاني البلاد جفافا استثنائيا وإجهادا مائيا.
على الجهة الأخرى من مضيق جبل طارق، تشتعل الحرائق في جنوب أوروبا، من البرتغال إلى اليونان مرورا بإسبانيا وفرنسا.