العالم - الأميركيتان
حقوق الإنسان، مصطلح حمال أوجه، وقانون إنساني وضعت قواعده لكي تنتهك، خاصة من قبل دول وقوى دولية تمتلك من القوة الإعلامية والسياسية ما يساعدها في تغطية إنتهاكاتها لحقوق الإنسان في الوقت نفسه الذي تهاجم دولاً أخرى وتشن حروبا عليها بحجة حماية حقوق الإنسان، والمقصود هنا الولايات المتحدة.
ففي وقت تعد الادارات الأميركي سجلات موسعة حول حقوق الإنسان في الدول الأخرى، لا تتكلم عن واقع حقوق الإنسان فيها حيث العنوان الأبرز في العالم للعنصرية ضد الأميركيين من أصل أفريقي. والشواهد كثيرة وموثقة ومنها عنصرية الشرطة الاميركية ضد الأفروأميركيين حيث كانت نسبة ذوي البشرة السمراء الذين قتلتهم الشرطة بين عامي ألفين وثلاثة عشر وألفين واثنين وعشرين أكثر بثلاثة مرات من البيض الذين قتلوا على أيدي رجال الشرطة الأميركية.
وجوه كثيرة للعنصرية في الولايات المتحدة وللإنتهاكات الكثيرة لحقوق الأفرو أميركيين، بغض النظر عن الوحشية التي تتعامل به الشرطة والجماعات اليمينية المتطرفة وجماعات تفوق العرق الأبيض مع ذوي البشرة السمراء.
فقد سجلت معدلات توظيف الأميركيين من أصل أفريقي مستوى أقل من توظيف البيض حتى بداية العام ألفين وعشرين، فيما سجلت البطالة في صفوفهم أرقاما أعلى من البطالة في صفوف البيض، ناهيك عن التمييز ضدهم حتى في عمليات التصويت في الإنتخابات وجعلهم ينتظرون لساعات قبل السماح لهم بالإدلاء بأصواتهم.
هذا الواقع جعل الإنطباع الأساسي لدى الأفروأميركيين هو أنهم يعيشون قلقا مستمرا وخوفا من التعرض لهجمات عنصرية إلى جانب اللاتين والآسيويين.
وبالتالي باتت أغلبية هؤلاء بنسبة ثمانية وخمسين بالمئة مقتنعة بأن العنصرية والإنتهاكات لحقوقهم ممنهجة ومتجذرة في القوانين والمؤسسات الأميركية ولا بد من إعادة بناء هذه المؤسسات من جديد على لانها عنصرية وتستهدف فئات محددة.
من إريك غارنر وجورج فلويد ومايكل براون، إلى دوانتي رايت ومانويل إيليس وبريونا تايلور وأتاتيانا جيفرسون، صفحات سوداء في سجل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، حيث المجتمع يتآكل بفعل العنصرية، والقيم الأميركية التي تتسلح بها واشنطن لغزو وتخريب الدول، تحترق بنار الإنتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان.