شاهد.. آخر محترفة في صنع 'صرّ الحرير' بسوريا

السبت ٠٤ يونيو ٢٠٢٢ - ٠٩:١٥ بتوقيت غرينتش

سيدة سورية تُعتبر من آخر ممارسي مهنة 'صر الحرير' تنكبّ على طاولتها حاملة سنواتها الثمانين بكل ما جمعت فيها من خبرات وذكريات تربطها مع اثنتي عشرة متدربة كما تربط خيوط الحرير مع بعضها، لتنسج جيلاً جديداً من الشغوفين بممارسة هذه المهنة العريقة والحفاظ عليها من الاندثار.

العالم - سوريا

"صر الحرير أو القز" حرفة سورية قديمة وشكل من أشكال الفنون التقليدية لصناعة الأثواب من حرير دودة القز. ويتم فيها ربط عقد بأقمشة حريرية خام بأشكال معينة ثم صبغها بألوان مختلفة لتشكل في النهاية أنماطاً ملونة بعد فك العقد. السيدة الثمانينية "شمسة محمد بلال" رافقت هذه الحرفة لستين عاما وباتت اليوم آخر محترفي 'صرّ الحرير'؛ لكنها وعلى الرغم من تقدمها في السن عازمة على إحياء هذه الحرفة والحفاظ عليها من الزوال والاندثار.

وتقضي المخضرمة شمسة معظم يومها وهي تعلم شابات مهنة 'صر القز". ولمساعدتها في تحقيق أهدافها نظمت فنانة تشكيلية سورية ورشة عمل لمدة عشرة أيام لتعليم هذه الحرفة. وسجّلت ثلاث عشرة امرأة في الدورة التدريبية ثم عُرضت أعمالهن في معرض أقيم في منطقة خان أسعد باشا التاريخية بدمشق. وجميع المتدربات من المهتمات بالحرير والمدركات لقيمته ولديهن مهارات يدوية مسبقاً في التعامل مع هذه المواد.

وكان هذا الحرير منتشر على امتداد الجغرافية السورية وكان العاملون به ينتجون أكثر من اثنين وسبعين نوعاً مختلفاً وكانت مدينة تدمر مركزاً لإنتاج الحرير الذي كان يوزع لبلدان العالم عبر طريق الحرير الشهير. أما ما يميز الحرير السوري فهو متانته العالية وفوائده الصحية لا سيما للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الجلدية.

وقديماً كان للحرير قيمته الاقتصادية العالية وكان يتم مقايضة غرام الحرير بغرام الذهب، لكن على مر السنين تراجع إنتاج الحرير ولا سيما مؤخراً بسبب الحصار الغربي الجائر على سوريا والذي قيّد صناع الحرير ومنعهم من التشبيك مع الثقافات الأخرى في هذه المهنة والتمازج فيما بينها.