وان بلدنا تحتاج لتضافر جميع الجهود وأن ما يحدث الآن برغم قسوته ليس غريبا فلقد رفعت ثورة مصر الكريمة شعار الشعب يريد إسقاط النظام وبالرغم من الإنجازات التي حققتها الثورة وحققها شباب مصر الكريم فما زال الوقت مبكرا كي يسقط نظام بالكامل كالمرض الذي استشرى في الجسد ليس شهورا أو اعوام ولكن عقودا ثلاث حتى أصبح الجسد ضعيفا.
واسفاه نجح النظام البائد في فصل اعضاء الجسد عن بعضها وبدلا من ان تتداعى لبعضها بالسهر والحمى تباعدت وتنافرت فهنا بقايا النظام اللعين مازالت تتلاعب.
وهنا أيضا عقول متحجرة وسطحية وبدائية ترى أن التغيير لا يكون إلا بطول اللسان وإعماله بدلا من العقل وتحكيم الشرع واتخذت من الهجوم الغير مبرر غاية ووسيلة.
وهنا أيضا الكثيرون من المتفرجين لا يشاركون ولكن يتفرجون ويتشدقون بالكلمات وأصبحوا وسيلة لترويج الإشاعات وهناك أجندات خارجية تحاول العبث بمصر في خبث ودهاء وسرية لحماية مصالحها المهددة في حال نجاح الثورة ونهوض مصر التي ستنهض بكل الامة . ولكننا غفلنا أن هنا وفي قلب مصر رجالها الشرفاء وشبابها العاقل الواعي الذي نزل الى ميدان العمل.
فأحرار مصر الشرفاء يعملون لانهم وجدوا بلدهم بعدما فقدوها عشرات السنين ولا اعتقد اننا سنضيعها ثانية والدليل على ذلك الوفد المصري الذي أنجز مهمته الرائعة في اثيوبيا والشباب المصري الذي حمل على عاتقه القضية الفلسطينية وعقلاء مصر من شيوخنا الأجلاء الذين يقطعون أرض مصر درءا لكل فتنة والصحفيين الشرفاء الذين منهم من تقطر كلماته دموعا في حب هذا الوطن العظيم وخوفا عليه.
وحديث الشباب من اجل مصر واستقرارها وفخرهم بثورتهم وبمصريتهم وعن احلامهم بالمشاركة في دور فعال لخدمة مصر ولكن الوضع يحتاج منا صبرا وعملا جادا دؤوبا متواصلا لا ينقطع.
يحتاج منا إخلاصا وصدقنا ووحدتنا وبرحمته ان شاء الله امنين وجد المولى عز وجل منا إخلاصا وتضرعا وصدقا في ميادين مصر فنصرنا بهذه الثورة الكريمة وان يتحقق من الإشاعات وأن يعلم جيدا ان القضاء على الفتن ومثيريها وبلطجيتها ورءوسها هي هدفنا في هذه المرحلة وان لا ينساق وراء الأكاذيب فانا لا اتعجل مرحلة الإستقرار لأنني اعرف ان الوصول اليها لن يكون بقفزة ولكني ساعمل وسادعو الله عز وجل ان يرزقني اخلاصا وصدقا يمكنني من انجاز عملي على اكمل وجه فهو القادر على اعانتنا كي نمر من هذه الأزمة وهذه الفترة الصعبة بأمان إن شاء الله.
*بكرى دردير محمد- دنيا الرأي