العالم - كشكول
ورافق انطلاق عملية الاقتراع حضور مراسلي ومصوري مختلف وسائل الإعلام الأجنبية في مراكز الاقتراع لتغطية هذا الاستحقاق الانتخابي. وكانت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي قد أعلنت في وقت سابق عن تواجد أكثر من 500 مراسل ومصور من 220 شبكة إعلامية دولية في طهران لتغطية الاستحقاق الرئاسي.
وادلى مسؤولوا البلاد من اعلى المستويات بأصواتهم بعيد فتح صناديق الاقتراع، في عملية تبين ان الناس سواسية في ايران وان هذه الممارسة تشمل جميع من يحق له التصويت (60 مليونا) دون استثناء.
المشاركة الحاشدة لم تكن داخل ايران وحسب، وانما شهد 234 مركزا انتخابيا موزعا في العديد من دول المنطقة والعالم، حضورا لافتا، خاصة في العراق ولبنان وسوريا، الكل قدم ليعبر بحرية عن رأيه ويختار رئيسا له لاربع سنوات مقبلة.
الدول المعادية للجمهورية الإسلامية حرضت على هذا الاستحقاق منذ البداية، عبر جيوشها الالكترونية ووسائل إعلامها وإعلام ادواتها في المنطقة، محرضة على عدم المشاركة فيها (وهو ما لم يحدث) ومقللة من اهميتها ومشككة في نزاهتها.
لكن ان يأتي الإعلام السعودي وينتقد الانتخابات الرئاسية في ايران فهو لأمر يبعث على السخرية والضحك.. فالمملكة العربية السعودي ومنذ تأسيسها لم تجر اي انتخابات لاختيار وزرائها ومسؤوليها، وانما يتم تعيينهم مباشرة من قبل الملك (الذي تسلم الحكم وراثة ودون اختيار الشعب) ويتم عزل المسؤولين بنفس الطريقة، دون تدخل الشعب في ذلك.
على سبيل المثال كتبت جريدة الرياض السعودية مقالا بعنوان "مسرحية انتخابية إيرانية.. ومقاطعة شعبية واسعة" هاجمت فيه الانتخابات الرئاسية في ايران وتحدثت في عن "المقاطعة الشعبية الواسعة"، ليأتي يوم الانتخابات ويوجه صفعة لهذه الجريدة ولكل وسائل الإعلام الصفراء بفعل المشاركة الشعبية الواسعة من قبل الايرانيين في هذه الانتخابات.
"فاقد الشيء لا يعطيه" و"من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر".. حكمتان قديمتان يجب ان تأخذهما السعودية بالحسبان قبل اي عمل او تصريح، فبمجرد متابعة بسيطة نرى ان السعودية لم يمارس شعبها في يوم من الايام حقه بهذه العملية الديمقراطية، ولم يختر يوما مسؤوليه او يعبر عن رأيه بحرية وعلانية بهم أو بأدائهم أو بأخطائهم، بعكس الشعب الايراني الذي طالما يعبر عن رأيه بحرية، بإعتراف وسائل الاعلام السعودية نفسها عندما تقول ان هناك من ينتقد الوضع الاقتصادي في ايران..
كما ان الخلافات بين المرشحين وتنوع توجهاتهم السياسية والثقافية واختلاف تياراتهم وانتماءاتهم، الا تعبر عن الديمقراطية والتعددية في البلاد؟ ام ان السعودية لها مقاييس اخرى؟