العالم - افريقيا
وقال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الهيئة المسؤولة عن قضايا الأمن والسلام في المنظمة القاريّة، في بيان إنّه وإذ يبدي "قلقه العميق" إزاء تشكيل مجلس عسكري في تشاد برئاسة نجل الرئيس الراحل، يدعو القوات التشادية إلى "احترام التفويض والنظام الدستوري والانخراط بسرعة في عملية لإعادة إرساء النظام الدستوري ونقل السلطة السياسية إلى السلطات المدنية".
كما دعا المجلس في بيانه إلى "حوار وطني شامل" في تشاد، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة التشادي موسى فقي محمد بأن "تشكّل على وجه السرعة بعثة رفيعة المستوى لتقصّي الحقائق" في تشاد.
وحذّر البيان من أنّ الوضع في تشاد يشكّل تهديداً محتملاً للسلام والاستقرار في هذا البلد، كما لجيرانه وللقارة بأسرها.
وعقد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي اجتماعه حول تشاد يوم الخميس لكنّه انتظر ريثما يوارى الرئيس الراحل الثرى يوم الجمعة لإصدار بيانه.
وإدريس ديبي اتنو الذي حكم البلاد لثلاثين عاماً بقبضة من حديد، توفي بحسب الرئاسة التشادية يوم الإثنين عن 68 عاماً متأثرا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في مواجهة المتمردين. وتوعّد هؤلاء المتمردون، وهم أنفسهم الذين يقول الجيش إنه تغلّب عليهم، باستئناف هجومهم على نجامينا.
وابنه محمد إدريس ديبي جنرال بأربع نجوم يبلغ من العمر 37 عاما وأصبح الرجل القوي الجديد للنظام يحيط به 14 من الجنرالات الأكثر ولاءً لوالده. وهو يتمتع بسلطات كاملة لكنه وعد بمؤسسات جديدة بعد انتخابات "حرة وديموقراطية" خلال عام ونصف العام.
وحضر جنازة الرئيس الراحل في نجامينا أكثر من 10 رؤساء دول في مقدّمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظراؤه في دول الساحل الذين وعدوا بتقديم دعمهم للمجلس العسكري للحفاظ على "استقرار" حلفيهم الاستراتيجي في المعركة ضد الإرهابيين في المنطقة.
وقبل مراسم التشييع، عبّر ماكرون وقادة الدول الأربع الأخرى في مجموعة الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا)، التي شكلت قوة عسكرية تدعمها باريس لمحاربة المسلحين المتمردين، للجنرال ديبي الابن عن "دعمهم المشترك للعملية الانتقالية المدنية العسكرية من أجل استقرار المنطقة"، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.