كيف واجه الأردن 'محاولات' دعمها ترامب وكوشنر؟

كيف واجه الأردن 'محاولات' دعمها ترامب وكوشنر؟
الجمعة ١٦ أبريل ٢٠٢١ - ١٢:٥٠ بتوقيت غرينتش

تتكثف مؤشرات بحجم منطقي تفيد بان محاولة زعزعة الامن والاستقرار الاخيرة في الاردن والتي كشف النقاب عن بعض تفاصيلها لم تكن وحيدة خلال الاعوام التي حكم فيها الرئيس الامريكي الاسبق دونالد ترامب .

العالم - الأردن

والمعنى هنا ان محاولة اخرى في نفس السياق ولكن ليس بنفس الرموز حكما تم استيعابها خلف الستار قبل نحو عامين وفي اللحظة التي اعقبت اصرار الملك الاردني عبد الله الثاني آنذاك على رفض تمرير خطة الرئيس ترامب بخصوص القضية الفلسطينية ابتداء من مؤتمر المنامة الاقتصادي الشهير .

وتلك المؤشرات تقول بان موقف الاردني من أجندة ترامب – نتنياهو كان لأكثر من عامين من عناصر التشويش وتوجيه رسائل التهديد خلف الكواليس للقيادة الاردنية ويبدو هنا ان مركز القرار الاردني ابتلع تلك التهديدات وتعامل معها بمنطق الاحتواء السياسي وسط رهان له علاقة بقطع مسافات زمنية وتأجيل ما يمكن تاجيله من صدامات واحتكاكات مع طاقم الرئيس ترامب وتحديدا مع صهره جاريد كوشنر .

الواضح حتى الان في غرفة مؤسسات العمق الاردنية ان بعض الانظمة العربي الصديقة للأردن وتحديدا في الرياض وأبو ظبي عملت على توفير غطاء ما لممارسة المزيد من الضغوط على القيادة الاردنية ودون ان تظهر مواقف علنية في هذا الاتجاه .

تلك الحيثيات تعني بان الضغط على الاردن بأكثر من طريقة كان فكرة قديمة ولها جذور من عدة سنوات وهي جذور مرتبطة بعمق ببرنامج واجندة الرئيس الاسبق ترامب ومركز القوى الذي كان يتحالف في الحزب الجمهوري والادارة مع مراكز قوى اخرى في عواصم عربية .

لسبب او لآخر وهو غامض حتى الآن تكتمت السلطات الاردنية على الكثير من التفاصيل لكنها استمرت في المراقبة الحثيثة فيما كانت العلاقات والاتصالات تتراجع او تتأثر سلبا ولا تبدو مستقلة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ملف قضية الفتنة التي كشف الاردن النقاب عنها مطلع شهر نيسان الحالي وقبل نحو اسبوعين تعود جذوره حسب مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة جدا على التفاصيل الى بدايات العام الحالي حيث فرض نطاق عمليات استخباري الطابع لمراقبة تحركات كانت مريبة على مستوى حسابات منصات التواصل تحديدا اولا حيث تلغى حسابات تناصر الاردن وقيادته وحيث تخضع عمليات بث لمعارضين خارجيين الى دعم واسناد فني قوي من قبل بعض خلايا الذباب الالكتروني وتحديدا في عاصمة عربية .

لفتت حركة مريبة على حسابات التواصل نظر الاجهزة الامنية الاردنية وفي الاثناء كانت العلاقات مع السعودية تتوتر ايضا ونشاطات ولي العهد السابق الامير حمزة بن الحسين مع ابناء العشائر تزيد وخصوصا مع ابناء عشائر جنوب المملكة ،الامر الذي زاد من معدلات الانذار الامنية ودفع باتجاه مراقبة العديد من الاشخاص في محيط الامير اولا وفي محيط ملف العلاقة مع السعودية ثانيا وهي مسالة بدأت مع بدايات العام الجديد وبالتوازي مع احتفالات تنصيب الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن .

كان بين الذين خضعوا للمراقبة ولرصد الاتصالات باسم عوض الله احد ابرز المقربين من ولي العهد السعودي ورجل الاعمال الشريف حسن بن زيد الذي كان الملك عبد الله الثاني قد اكرمه ومنحه مع عائلته عدة هدايا وامتيازات بعد مقتل شقيقه الشريف علي بن زيد في افغانستان وهو رجل استخبارات اردني اصلا قتل في حادث غامض .

تشكلت عناصر اكثر تجمع اتصالات مريبة وتم بناء تصور امني عن رغبة جهات اقليمية واخرى داخلية في تفعيل الحراك الشعبي تحديدا وسط عناصر جنوب الاردن العشائرية ويبدو ان المسالة كان لها علاقة بدعوات الزحف الحراكي التي قمعتها قوات الدرك يوم 24 اذار الماضي.

وافترض التحليل هنا تحفيز وتحريض عدد كبير من ابناء العشائر على الخروج الى الشارع مما يشكل تحديا صحيا وامنيا في ظرف اقتصادي حساس .

تعتبر الاوساط المقربة من التحقيق ان حادث نقص الاكسجين في مستشفى السلط حاولت اطراف الفتنة استغلاله ايضا مما دفع بالملك شخصيا الى النزول الى الشارع في المدينة بعد حصول وفيات بين المواطنين .

تجمعت عناصر كافية لإقناع مركز القرار بان اطرافا في الداخل والخارج تحظى بغطاء ما وتتحرك باتجاه انتاج موجة ربيع اردني خاصة تثير الارتياب والاضطراب فتم اتخاذ قرارات سياسية وامنية كان من بينها مواجهة حراكات يوم 24 اذار وتواجد الامن بكثافة في الشوارع والاستثمار في اوامر الدفاع لأسباب صحية ثم ترتيب اعتقالات ومداهمات ليس بهدف منع الفتنة فقط لكن جمع المعلومات بصورة اكثر من الموقوفين والمعتقلين وهو ما حصل يوم السبت قبل الماضي .

التحقيقات الاولية تشير بوضوح الى مفاجآت قد تكشفها النيابة اولا والمحكمة ثانيا من ضمنها رسائل الكترونية وتسجيلات صوتية لمحاولات التحريض ووقائع عن بعض الاجتماعات التي هدفت لإحراج القصر الملكي والدولة والاجهزة الامنية .

"راي اليوم"