العالم- ايران
وفي مقال له في مجلة "فورين أفريز"، أضاف ظريف أن "أمام الإدارة الجديدة في واشنطن خيار أساسي عليها القيام به؛ يمكنها أن تتبنى السياسات الفاشلة لإدارة ترامب، أو يمكنها أن تسعى إلى تعزيز السلام والمجاملة في المنطقة".
وتابع: "يمكن للرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أن يختار طريقًا أفضل من خلال إنهاء سياسة ترامب الفاشلة المتمثلة في "الضغط الأقصى" والعودة إلى الصفقة التي تخلى عنها سلفه، وإذا فعل ذلك فستعود إيران بالمثل إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتنا بموجب الاتفاق النووي، ولكن إذا أصرت واشنطن بدلاً من ذلك على إلغاء التنازلات، فستضيع هذه الفرصة".
واعتبر ظريف أن أميركا "لا تستطيع بسهولة التراجع عن الضرر الذي تسببت فيه أفعالها، لكن يمكن لإدارة جديدة أن تعالج خطأ فادحًا واحدًا لسابقتها، وهو انسحاب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، الذي نسف إنجازاً دبلوماسياً كبيراً متعدد الأطراف، ثم بدأ حملة حرب اقتصادية حادة تستهدف الشعب الإيراني، مما أدى في الواقع إلى معاقبة إيران لالتزامها باتفاقية أقرتها الأمم المتحدة".
ولفت إلى أن "العقوبات جعلت من المستحيل تقريبًا على إيران استيراد حتى العناصر المطلوبة للتصدي لوباء كورونا"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "هذه المصاعب لم تجبرنا على الاستسلام، ولم ينهار اقتصادنا أو تتغير حساباتنا الاستراتيجية، والضغط على إيران أدى مرارًا وتكرارًا - وسيؤدي دائمًا - إلى عكس النتيجة المرجوة تمامًا".
ورأى الوزير الإيراني في مقاله أن "تخلي واشنطن عن الاتفاق النووي أثبت شيئًا واحدًا - أن توقيع وزير خارجية إيران له وزن أكبر من توقيع رئيس الولايات المتحدة القوي، كما عزز تجاهل ترامب لالتزامات الولايات المتحدة - ليس فقط الاتفاق النووي ولكن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صادق على الصفقة - الانطباع بأن الولايات المتحدة شريك غير موثوق به".
هذا وشدد ظريف على أن "إيران زادت من قدراتها النووية بشكل كبير منذ أيار/مايو 2019، لكنها فعلت ذلك بما يتفق تمامًا مع الفقرة 36 من الاتفاقية النووية، والتي تسمح لإيران بالتوقف عن تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق إذا توقف موقع آخر عن أداء التزاماته الخاصة".
كما قال: "لا يزال بإمكان إدارة بايدن المقبلة إنقاذ الاتفاق النووي، ولكن فقط إذا استطاعت حشد الإرادة السياسية الحقيقية في واشنطن لإثبات أن الولايات المتحدة مستعدة لأن تكون شريكًا حقيقيًا في الجهود الجماعية. يجب أن تبدأ الإدارة بإزالة جميع العقوبات المفروضة أو المعاد فرضها أو إعادة تسميتها منذ تولي ترامب منصبه. بدورها، ستلغي إيران جميع الإجراءات التي اتخذتها في أعقاب انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. وسيقرر الموقعون الباقون على الصفقة بعد ذلك، ما إذا كان ينبغي السماح للولايات المتحدة باستعادة المقعد على الطاولة الذي تخلت عنه في عام 2018".
هذا وحذّر وزير الخارجية الإيراني من أنه "ستتعرض هذه العودة إلى طاولة المفاوضات للخطر إذا طالبت واشنطن أو حلفاؤها في الاتحاد الأوروبي بشروط جديدة لاتفاق تم إنشاؤه بالفعل بعناية خلال سنوات من المفاوضات".
أيضاً شدد ظريف على أن إيران "قادرة على حل مشاكلها الخاصة في المنطقة، شرط ألا يقوم الأجانب بالتخريب لأجل تحقيق مصالح قصيرة الأمد أو للمساعدة في تحقيق أهداف عملائهم غير الأخلاقيين".
ولفت في المقال إلى أنه "خلال السنوات الأربع الماضية كنا على قرابة كارثة عدة مرات وقد أبدت إيران ضبطاً استراتيجياً للنفس خلال هذه الفترة لكن صبر الإيرانيين بدأ ينفد والقانون الذي أقره مجلس الشورى يؤكد أنه على إيران أن تزيد من تخصيب اليورانيوم في حال عدم رفع العقوبات حتى شباط/فبراير".
وفي السياق نفسه، أكد ظريف أن "نافذة الفرص لن تكون مفتوحة إلى الأبد امام الإدارة الأميركية الجديدة، والمبادرة هي من مسؤولية واشنطن وحدها، كما يجب أن تكون الخطوة الأولى لإدارة بايدن هي محاولة تعويض - وليس محاولة استغلال - الإرث الخطير لهزيمة ترامب القصوى"، لافتاً إلى أن "هذه الخطوة تفتح فرصاً جديدة للسلام والاستقرار في منطقتنا".