المشهد الإسرائيلي.. إنشقاقات وخلافات

الثلاثاء ٠٥ يناير ٢٠٢١ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

نستضيف في برنامج "ضيف وحوار"، جمال زحالقة رئيس التجمع الديمقراطي العربي في الداخل الفلسطيني، ونناقش فيه المشهد الاسرائيلي والانتخابات المبكّرة وانهيار الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو، والانشقاقات الحاصلة في بعض الاحزاب الاسرائيلية، كحزب الليكود وحزب أزرق أبيض، والأحزاب الأخرى وتشكيل احزاب جديدة.

العالمبرامج

ويسلط برنامج "ضيف وحوار" الضوء على آخر الاستطلاعات التي تعطي الغالبية او مقاعد في الشارع الاسرائيلي لليمين الاكثر تطرفا، ومحاكمات بنيامين نتنياهو، والأزمة الاقتصادية، وفشل ادارة الوضع الداخلي سواء الصحي لمواجهة كورونا او حتى الترهل الحاصل في المشهد الاقتصادي والتظاهرات ضد نتنياهو والمطالبة باسقاطه ومحاكته بقضايا الفساد والرشى، وهرولة التطبيع مع الاحتلال من قبل بعض الاعراب في المنطقة العربية.

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج "ضيف وحوار"، وبسؤال ضيف البرنامج، فيما اذا كان المشهد الاسرائيلي، أمام أزمة سياسية حزبية، أم هنالك تضخيم لهذه الأزمة، خلال العامين في انتخابات تلو الاخرى، لاسيما ان حكومة الاحتلال مقبلة على انتخابات رابعة في تغير الاحزاب والتحالفات لأزمة سياسية حزبية لها انعكاساتها على الداخل الاسرائيلي:

أكد جمال زحالقة، ان تلك الأزمة تعتبر أزمة في نطاق الاجماع الصهيوني، كحدوث انفجار في برميل مغلق، فهنالك تفاعلات داخلية، واما في الخارج فلا نرى تغييرا في السياسات الاسرائيلية، سواء كان تجاه القضية الفلسطينية، أوتجاه ما يسمى بالملف الإيراني، أو في أي قضية كانت في المنطقة.

واضاف جمال زحالقة، بأن هنالك خلافات في داخل حكومة الكيان الاسرائيلي على ما يميز الازمة السياسية، في انها ليست ازمة بطابع سياسي بمفهوم تغيير السياسات، بوجود سياسة وأن لها سياسة بديلة، وإنما كما كانت في الولايات المتحدة، حيث ان الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، بمواجهة ترامب كان له سياسة مختلفة، ولكن بين نتنياهو وجدعون ساعر، حتى وبين نتنياهو وغانتس لا توجد اختلافات جوهرية في أمور سياسية، بل هي خلافات تكمن حول الاسلوب لاالقيادة، وقيادة الدولة، وحول الادارة.


وأوضح جمال زحالقة في ان المشكلة والمصدر الرئيسي للازمة، هو نتنياهو وشخصيته وملفات الفساد التي غرق فيها رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمحاولات المتكررة لاخضاع الدولة برمتها، من اجل ان ينجو بنفسه، بمعنى انه، يريد ان يغير القوانين والقضاة ويغير النيابة وقيادة الشرطة، ويغير كل النظام الاسرائيلي من اجل ان يخرج نتنياهو من الازمة القضائية التي يتعرض لها في محاكماته، فهو يسير وهنالك لائحة بـ 3 ملفات خطيرة.


واشار زحالقة، إلى ان أمام بنيامين نتنياهو، خيارين في الانتخابات، اما في مقر رئاسة الوزراء، او السجن، ولا يوجد امامه امام اي خيارات أخرى، وهو يعلم تماما، انه اذا سقط ولم يكن رئيسا للوزراء فسوف يعرضه ذلك الى خطر أكبر في المحاكمة، وربما الى سجنه، لانه ملفي الفساد والرشوة يعاقب بالسجن الفعلي في حال سقط في الانتخابات.

واعتبر جمال زحالقة، ان الانتخابات الاسرائيلية في حقيقتها تختلف عن الانتخابات الثلاث السابقة، لان إجراء أربعة انتخابات خلال عامين ليس هو بالأمر المألوف، ويعبر عن وجود أزمة سياسية عميقة جداً، بسبب وجود رفض من قبل قطاعات واسعة في المجتمع الاسرائيلي لبنيامين نتنياهو، ومن هم مع نتنياهو، بمعنى الانقسام مع نتنياهو أو ضد نتنياهو، والجديد الآن في هذه الانتخابات، هو وجود قوى من اليمين، وحتى من حزب الليكود، تقف ضد بنيامين نتنياهو، وهي تنافسه على القيادة، وهذا يعتبر أمراً جديداً، لم يكن موجوداً في السابق.

وأكد زحالقة بوجود أزمة اقتصادية خانقة يعيشها كيان الاحتلال الصهيوني، لم تكن في السابق، وهنالك أزمة صحية كبيرة لم تكن موجودة سابقاً، وغياب ترامب في آخر المعارك الانتخابية، فكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب صديق نتنياهو يغدق عليه الهدايا الواحدة تلو الأخرى، حيث بدء بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع ايران، ومرورا بالاعتراف بالقدس والجولان السوري المحتل، ونقل السفارة الامريكية، وطرد السفير الفلسطيني من واشنطن، وقطع المعونة عن وكالة الغوث، والتطبيع العربي مع الكيان، وفي كل ذلك كان ترامب يريد لنتنياهو أن يبقى، ويريد ان يظهر في الرأي العام الأمريكي من أجل قاعدته الانتخابية في أنه يريد مساعدة "اسرائيل"، واليمين الاسرائيلي.

واعتبر زحالقة، وجود مرحلة قادمة مختلفة عن السابق، حيث لن يكون هنالك نتنياهو وترامب، بعد أن أصبح التغيير لصالح الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن، وبالنسبة لنتنياهو فهنالك احتمال جدي ايضا في انه لن يكون رئيسا لوزراء الكيان، بحسب استطلاعات الرأي.

واوضح زحالقة انه فيما يتعلق بعدم قيام الشارع الاسرائيلي بإعطاء أصوات لحزب يملك أعضاء أكثرعددا في الكنيسيت الاسرائيلي، وسبب التأرجح والتقارب بعدد الاعضاء، حيث لايوجد موقف موحد في الشارع الاسرائيلي، سواء باتجاه حزب الليكود او الحزب الجديد او لليسار، سبب وجود التقارب بعدد الاعضاء والتشتت في الأصوات لأكثر من مرة سواء في الانتخابات الاولى او الثانية او الثالثة وحتى في الرابعة وفق استطلاعات الرأي الأخيرة؟
بيّن جمال زحالقة ان بنيامين نتنياهو شرير لا يريد الخير حيث يتبع سياسات عنصرية سياسات عدوانية وسياسات تفوق لـ إسرائيل" ويعظم نفسه ويريد ان يظهر بمظهر الامبراطور من جهة، لكنه يجب علينا الاعتراف بأنه إنسان ذكي، ولديه قدرات يستطيع ان ينفذ الشر بنجاح عالي، وهذا الأمر الخطير بنتنياهو، ولا يستطيع شخص غير نتنياهو ان يفعل كما فعله نتنياهو في تأثيره على الولايات المتحدة الامريكية، فهو يزعم على سبيل المثال بأنه الوحيد القادر على مواجهة إيران، وانه 80 % من قته مشغول في الملف الإيراني، وان العناية الالهية قد اختارته ليكون المنقذ الوحيد لشعب "اسرائيل"، من كارثة محدقة ومن الدمار التي قد تسببه إيران.



وكان قد وقع حزبان إسرائيليان من التيار اليميني، اتفاقا خاصا لتقاسم "فائض الأصوات"، استعدادا لانتخابات الكنيست الإسرائيلي القادمة، وهو ما اعتبر أول ضربة لحزب "الليكود" بزعامة المتهم بالفساد، بنيامين نتنياهو.

وأعلن حزب "يمينا" برئاسة المتطرف نفتالي بنيت، عن توقيع اتفاقية "فائض الأصوات" مع حزب "تكفا حدشا (أمل جديد)" برئاسة جدعون ساعر المنشق حديثا عن "الليكود".
وفور انشقاق جدعون ساعر عن "الليكود"، قام ساعر بتأسيس حزب "أمل جديد"، وهو ما شكل صفعة لنتنياهو، وأظهرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية فقدان "الليكود" الكثير من المقاعد لصالح حزب ساعر.

ومن المنتظر أن تجرى هذه الانتخابات؛ وهي الرابعة في أقل من عامين بتاريخ 23 آذار/ مارس 2021، أي بعد دخول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن البيت الأبيض.

وتمت مناقشة موضوع الحلقة من برنامج " ضيف وحوار" مع ضيفة الحلقة :

- جمال زحالقة رئيس التجمع الديمقراطي العربي في الداخل الفلسطيني.

التفاصيل في الفيديو المرفق....