وضع الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني

الثلاثاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:١٨ بتوقيت غرينتش

نستضيف في برنامج "ضيف وحوار" ميس أبو غوش الأسيرة إبنة الـ23 عاماً المحرّرة في سجون الاحتلال الاسرائيلي،والتي أفرجت سلطات الاحتلال عنها بعد اعتقالٍ دام 15 شهراً في سجن الدامون.

العالم - برامج

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج"ضيف وحوار"، أكدت الأسيرة المحررة،ميس أبو غوش انها اعتقلت من منزلها في مخيم قلدنيا، بمطلع شهر أيلول/ سبتمبر 2019، وتعرّضت لجولات تحقيق، ولساعات طويلة قضتها وهي مقيّدة على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة.

وبسؤال ميس أبو غوش حول أصعب اللحظات عند الاعتقال خاصة عند الرجال ،وقصة قيام كيان الاحتلال الصهيوني باعتقالها من منزلها:

قالت أبو غوش:"ان طيلة فترة النضال الفلسطيني، ومراحل النضال الفلسطيني، مرت وكانت النساء الفلسطينيات شريكات الرجال في النضال، ولم يكنّ بمعزل عن افعال الرجال في النضال السياسي او العسكري وحتى الصحفي والاعلامي.

واعتبرت أبو غوش:"أن النساء الفلسطينيات كنّ بشكل دائم شريكات للرجال، وقد تعرضت هي للاعتقال، بالاضافة الى 37 أسيرة فلسطينية، توجد حاليا في سجن الدامون، وقضيت فترة صعبة في اللحظات الاولى، حيث كنت افكر في جامعتي، ومستقبلي الامتحاني، حتى أنني طوال فترة الاعتقال، وكل الوقت، كنت أفكر بالامتحان الجامعي، وانا طالبة في السنة الاخيرة من دراستي الجامعية في كلية الإعلام قسم الصحافة بجامعة بيرزيت، وكنت أخشى عدم تقديمه، وهو أملي ومستقبلي، كوني في السنة الأخيرة منه، عندما تم نقلي من منزلي الى حاجز قلنديا".
واضافت أبو غوش :"كانت اللحظات الأولى لاعتقالي صعبة وقاسية جداً، كوني كنت لا أعلم إلى أين أنا ذاهبة، ولا أدري ما سيحصل معي، وإلى ماذا سأتعرّض، هل سأبقى عدة ساعات، أم سيتم توقيفي، واعتقالي والحكم عليّ، وكل تلك الأفكار كانت تراودني".

وأكدت أبو غوش ان:"معاملة الكيان الاسرائيلي معي عند حاجز قلنديا، كانت سيئة جدا، حيث اخرجتني المخابرات الاسرائيلية من منزلي، وكان قد تبقى ساعة أو ساعتين تقريبا على بدء امتحاني الجامعي، وقاموا بتهديد عائلتي في المنزل، ومصادرة الاجهزة والالكترونيات، والتحقيق مع شقيقي الأصغر الذي هو الآن معتقل في سجن عوفر، من أجل إجراء التحقيق الميداني معه.
وبيّنت أبو غوش ان :"الاعتقال كان صعبا، وقاموا بتكسير منزلي وغرفتي، وقاموا بالضغط على والدي من أجل فتح أجهزة الموبايل والكمبيوتر التي في حوزتي، والتي كانت لا تفتح الا برقم سري بمعرفتي، وقاموا بإجراء التفتيش برفقة كلب بوليسي، حيث قاموا بتفتيش المنزل بشكل كامب ومصادرة الاجهزة".

وأوضحت أبو غوش أنها تعرضت في حاجز قلنديا للمسبّات والشتائم، والتهديد بالتفتيش عاريةً، وفعلا قامت بتفتيشي ثلاثة مجندات بتعريتي من ثيابي، وكانوا يتعمدوا في الحاجز بدفعي عند وصولي الى الدرج لإيقاعي نحو الأسفل.

وفيما اذا قام الاحتلال في تلك اللحظات بربط عيني الاسيرة ابو غوش لعدم رؤية ما يحدث لها:

أكدت أبو غوش:"نعم قاموا بربط عيناي بربطة رمادية وسوداء، إلا انني كنت أسمع واميز ما يحدث بحاسة السمع، فكانت معاملتهم عند الحاجز سيئة جدا ، ولا نتوقع ان يعاملنا الاحتلال معاملة جيدة وانسانية، وهذا ما حدث، وذلك يظهر السياسة التي يتبعها الاحتلال مع الشعب الفلسطيني، خاصة في عمليات الاعتقال، ثم قاموا بسوقي الى مركز توقيف.

وحول أسلوب التعذيب مع أبو غوش في مركز تحقيق المسكوبية الاسرائيلي والذي كان يسمى بـ "المسلخ"، كما هو متعارف عليه بين الأسرى دائما، أشارت أبو غوش الى أنها لم تكن لوحدها في مركز المسكوبية، فقد كان هنالك ضمن المركز شباب جامعيين، كانوا قد أتوا واعتقلوا قبلي بـ 4 أيام وتعرضوا للتحقيق العسكري وللتعذيب في المركز، فمنهم من قضى 100 يوم، أو 3 أشهر في التحقيق، واتبع كيان الاحتلال معي أسلوب التعذيب من خلال الضغط النفسي، حيث كانوا يسمعونني أصوات المعتقلين أثناء تعذيبهم، وأراهم كيف يضربون.

وأضافت أبو غوش كان المحققون يقومون بضرب المعتقلين الشباب، ويأتون إلي ليقولوا انهم قاموا بضربهم، وسيأتي دوري بالضرب والتعذيب، وكانوا يقومون بتهديدي بإبعادي عن جامعتي بيرزيت، وبهدم منزلي واعتقال كافة أفراد أسرتي ومعارفي، فكانوا يلعبون على وتر الضغط النفسي بي، فكنت اشعر يوما بعد يوم ازدياد شدة اسلوب التحقيق معي.

واوضحت ابو غوش:" قبل التحقيق العسكري معي قاموا بمنعي من النوم، وكانت الجلسات مستمرة طيلة 4 ايام بدون نوم، فكان يأتي إلي أكثر من 30 محققا ليقوم بالتحقيق معي، والتنقل بي من زنزانة الى أخرى، ومن غرفة لغرفة أخرى، وكل محقق كان يمتلك اسلوبا معينا في إجراء تحقيقه معي".



وأكدت أبو غوش فور تحررها، أن مصلحة سجون الاحتلال لا تراعي صحة الأسيرات، مشيرة إلى أن ظروف الزنازين التي كانت تُحتجز فيها طوال فترة التحقيق معها، في ظل الأجواء الباردة بفصل الشتاء حالياً، كانت في غاية القسوة.

وأشارت إلى أن 7 أسيرات باشرن التعليم الجامعي، وهي سابقة من نوعها، لافتة إلى أن الحالة المعنوية للأسيرات "مرتفعة جداً"، رغم ظروف السجن القاسية.



واعتقلت أبو غوش من منزلها في مخيم قلدنيا، مطلع شهر أيلول/ سبتمبر 2019، حيث تعرضت لجولات تحقيق ولساعات طويلة قضتها وهي مقيّدة على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة، وبعد 6 أيام ،بدأ التحقيق العسكري معها، والذي تخلله "شبح" على طريقة "الموزة والقرفصاء"، إضافةً إلى صفعها وضربها بعنف وحرمانها من النوم. وتعرضت لتعذيب جسدي ونفسي في مركز تحقيق "المسكوبية"، استمر أكثر من شهر، بعد اعتقالها.

وكانت محكمة الاحتلال فرضت السجن التعسفي بحق الأسيرة ميس، من مخيم قلنديا، لمدة 15 شهراً، وغرامة مالية قدرها ألفا شيكل، بتهمة المشاركة في فعاليات مناهضة للاحتلال.
يذكر أن الأسيرة أبو غوش هي شقيقة الشهيد حسين أبو غوش، الذي استشهد في 25 كانون الثاني/ يناير 2017 بعد تنفيذه عملية دهس بالقرب من مستوطنة كوخاف يعقوب، وشقيقة الطفل سليمان أبو غوش (17 عاماً) المعتقل إدارياً للمرة الثانية.

ويشار إلى أنه ومنذ مطلع هذا العام 2020 تصاعدت وتيرة الإعتقالات بحق الأسيرات الفلسطينيات، حيث بلغ عددهن نحو 38 أسيرة بينهن 14 أم.


وتم مناقشة موضوع الحلقة من برنامج " ضيف وحوار" مع ضيفة الحلقة :
- ميس أبو غوش الأسيرة المحررة في سجون الاحتلال الاسرائيلي

للمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق..