العالم – يقال ان
اليوم وقبل اسابيع قليلة جدا على رحيل ادارة الرئيس الامريكي المتصهين دونالد ترامب، زادت شطحات هؤلاء المراقبين، فقد ربطوا خبر "كشف"!! وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، "صورا تظهر أن إيران بدأت بتشييد منشأة نووية تحت الأرض في فوردو"!!، بخبر رفض ايران دعوة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى اتفاق نووي جديد، وكذلك بخبر زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي الى الكيان الاسرائيلي، واخيرا بخبر قرار وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميلر، وقف التعاون على مستوى البنتاغون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن، ليخرجوا بـ"نتيجة" مفادها ان هناك مخططا لعمل عسكري "امريكي اسرائيلي" ضد ايران.
بغض النظر عن حقيقة كل هذه الاخبار، والتي قلل الامريكيون انفسهم من شأن بعضها وعزوها الى حالة الاحباط التي يعيشها ترامب الذي يرفض الاقرار بالهزيمة ويحاول ان يسمم عملية انتقال السلطة الى خلفه بايدن، حتى نقل مراقبون منه انه سيرفض مغادرة البيت الابيض في الـ20 من شهر يناير/ كانون الثاني، كما ان اغلبها تأتي خوفا من انتقام ايراني لجريمة اغنتيال العالم الايراني الشهيد محسن فخري زادة، كما تأتي تحسبا لانتقام اكبر مع اقتراب ذكرة جريمة الاغتيل الجبانة لقائدي النصر على "داعش" الشهيدين قااسم سليماني وابو مهدي المهندس.
اللافت ان هؤلاء المراقبين الذين يتابعون جميع الاخبار، حتى لو كانت كاذبة وملفقة ، ليبنوا عليها نتائج تأتي في مقدمتها "الهجوم الوشيك على ايران"، يتجاهلون بالكامل الاخبار التي يعترف بها اعداء ايران انفسهم وبشكل علني، لانها لا تتفق مع ما يريدون ان يتوصلوا اليه من نتيجة، حيث يمرون مرور الكرام من امام ما كشفت عنه صحيفة "هآرتس" "الاسرائيلية" قبل ايام، عن رفع مستوى التنسيق بين الجيشين "الإسرائيلي والأمريكي" تحسباً لانتقام إيراني على اغتيال فخري زادة.
"الهجوم الوشيك" على ايران الذي عادة ما يقف وراءه "الثنائي الامريكي الاسرائيلي"، وفقا للخيوط التي يجمعها هؤلاء المحللون والصحفيون، عن تحركات القطعات البحرية الامريكية وزيادة عدد الجنود الامريكيين في القواعد الامريكية في المنطقة والزيارات التي يتبادلها المسؤولون الامنيون والعسكريون الامريكيون و"الاسرائيليون"، و"تسريبات" الصحف ، والتصريحات، رغم انها تنتهي عادة بـ"مخطط معقد لترتيب هجوم عسكري" ضد ايران، الا ان مثل هذا الهجوم بقي حسرة في قلوب المحللين هؤلاء، لا لكون الحظ كان حليف إيران، بل لان الثنائي الامريكي "الاسرائيلي" بات على يقين ان الضريبة التي سيدفعها، ازاء اي عدوان على ايران، لن تكون باهظة فحسب، بل ستغير وجه الخارطة السياسية للمنطقة، فجميع من يوصفون بانهم حلفاء امريكا في المنطقة وعلى راسهم "الكيان الاسرائيلي" ، هم اوهن من بيت العنكوبت، فليس باستطاعتهم استيعاب ردة الفعل الايرانية الهائلة.