من جهة أخرى ما زال احتمال قيام ترامب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران حاضرا في تحليلات الخبراء الإسرائيليين، مع ما يرافق هذا الاحتمال من خوف إسرائيلي من مغبة الرد الإيراني فيما لو تهورت إدارة ترامب.
وعلى خط آخر راقب الإعلام الإسرائيلي بكثير من الاهتمام الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون على منشأة آرامكو السعودية، مع ما يعنيه ذلك من خطر الصواريخ البالستية التي تؤرق الاحتلال.
ولم يبتعد الإعلام الإسرائيلي عن التلميح وفي بعض الأحيان الاعتراف المباشر بمسؤولية الموساد عن اغتيال الشهيد محسن فخري زاده، كونه الشخصية الأهم في البرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
إلا أن الكثير من المحللين لم يروا أن هذا الاغتيال سيؤثر في تطور البرنامج، حسب ما قاله أحد المحللين للقناة الـ13 الإسرائيلية.
وفي هذا السياق لم يتوقف إعلام العدو عند مسؤولية الموساد في اغتيال الشهيد محسن فخري زاده فحسب إنما أيضا لمح إلى مسؤولية الولايات المتحدة، ولا سيما بعد تغريدة لترامب بهذا المجال، من دون استبعاد التنسيق المشترك بين الأميركيين والصهاينة في هذه الجريمة، وذلك بحسب قناة كان الإسرائيلة.
وبهذا الشأن أكد الكاتب السياسي اللبناني قاسم قصير أن المشروع النووي هو أحد وجوه قوة الجمهورية الإسلامية وليس الوجه الوحيد، لذلك فإن اغتيال القادة لا يوقف المشروع، مشددا على أن دماء الشهيد محسن فخري زاده وغيره من العلماء الإيرانيين ستعطي طاقة وقوة لهذا المشروع.
وفي حوار مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "العين الإسرائيلية" أوضح قاسم قصير أن: الإسرائيليون يعرفون أن اغتيال الشهيد فخري زاده أو قبله الشهيد قاسم سليماني لم يوقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا في مشروعها التحرري والنضالي ولا في مشروعها النووي السلمي، رغم ادعاءات الأعداء.
وأضاف أن الإسرائيليين يدركون أن هذه معركة طويلة بدأت منذ بداية الثورة الإسلامية وهي مستمرة لأن إيران أخذت خيارا استراتييجيا بدعم القضية الفلسطينية، و لذلك هم يستخدمون كل الوسائل ضد إيران.
ونوه إلى أن: المشروع النووي هو أحد وجوه قوة الجمهورية الإسلامية، ولكنه ليس الوجه الوحيد، لذلك فإن اغتيال القادة لا يوقف المشروع.
وشدد قاسم قصير على أن "دماء فخري زاده وغيره من العلماء الإيرانيين ستعطي طاقة وقوة لهذا المشروع."
ونوه قصير: إنما الهدف ليس وقف المشروع النووي الإيراني، بل هو استدراج إيران إلى حرب، وفي هذه المرحلة الحساسة.
وردا على سؤال آخر أشار إلى أن: الكل يعتبر أن أي عمل عسكري سوف يدفع المنطقة إلى حرب شاملة، وطبعا ستكون إسرائيل إحدى الدول المستهدفة، لذلك يبدو أن الإسرائيليين يأخذون هذا الموضوع بعين الاعتبار ويتعاطون بحذر معه.
ونوه إلى أن من الممكن أن تكون الإدارة الأميركية ومعها إسرائيل قد ذهبت إلى الخيار الثاني بدل الحرب الشاملة، وهي تنفيذ عمليات موضعية، أي أن العمل الأمني والاستخباري حل محل العمل العسكري الواسع.