شاهد.. خفايا الحرب المفروضة وسنوات الدفاع المقدس

الإثنين ٢١ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٢١ بتوقيت غرينتش

تبدأ في ايران فعاليات اسبوع ذكرى الدفاع المقدس لاحياء ذكرى الحرب التي فرضها نظام صدام على الجمهورية الاسلامية في ثمانينيات القرن الماضي. وسنويا تنظم مراسم لاستعادة وقائع وتفاصيل سنوات الدفاع المقدس لتستعيد زخمها لدى الاجيال التي عايشتها، ولتبقى من جهة ثانية منارة للأجيال الجديدة التي تربت على قيم الثورة الاسلامية ومبادئها.

العالم - لقاء خاص

برنامج لقاء خاص الذي يبث عبر شاشة قناة العالم الاخبارية من استوديوهات طهران استضاف أول وزير لحرس الثورة الاسلامية في اللواء محسن رفيق دوست واعاد معه ذكريات الحرب المفروضة على إيران.

وقال اللواء محسن رفيق دوست انه قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران، جرى تقسيم العالم الى كتلتين احداهما شرقية والاخرى غربية، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. واصبحت سائر الدول التي لم تنضم الى اي من هاتين الكتلتين يطلق عليها اسم العالم الثالث، وكان عدد تلك الدول في البداية سبعا وسبعين دولة، لكن عددها ازداد بعد ذلك كثيرا.
واكد انه بالرغم من ان دول العالم الثالث لم يكن لها موضع في اي من الكتلتين
الغربية والشرقية لكنها لم تكن مستقلة تماما، فقد كانت تميل بشكل او بآخر
الى الولايات المتحدة او الى الاتحاد السوفيتي، بينما كانت ايران الدولة الوحيدة التي التزمت بعد انتصار الثورة الاسلامية بشعار لاشرقية ولا غربية الذي اربك معادلات معسكري الغرب والشرق.


اللواء رفيق دوست اضاف انه عندما اعلن الامام الخمینی رضوان الله عليه في العاصمة الفرنسية شعار لا شرقية ولا غربية، اخذ معسكرا القوتين الكبريين في ذلك الوقت يفكران بجدية في مغزى هذا الاعلان الذي صدر عن الامام في باریس . وعندما انتصرت الثورة الاسلامية في ايران أظهر زعماء الشرق والغرب قلقهما واستياءهما تجاه رؤية الامام للتكتلات الموجودة في العالم فأخذوا يظهرون العداء الصريح للثورة الاسلامية . عندها شن صدام بايعاز من الامریکيين والسوفيت الحرب المفروضة على الثورة الاسلامية الفتية في ایران

اللواء محسن رفيق دوست اضاف ان زعيم كوريا الشمالية آنذاك قال لنا انه قاتل الامريكيين على مدى عشرين عاما و تمكن ان يوجه فقط ضربة الى اقدام امريكا، لكنكم تمكنتم بزعامة إمامكم من توجيه الضربة الى قلب امريكا تلك الضربة التي أربكت كل معادلات العالم، وتمكنتم من طرد امريكا التي لم يكن أحدٌ يجرؤ على مجادلتها في بلدكم، ومما لاشك فيه أن ذلك جعلها تعاديكم أشد العداء .

وبشأن الحفاظ على الثورة الاسلامية من الهيمنة الاميركية قال اللواء محسن رفيق دوست: لقد ظن الاستكبار انهم إن لم يقضوا على الثورة الاسلامية في ايران سريعا، فسوف تتمدد هذه الثورة الى سائر مناطق العالم، هؤلاء ما كانوا يرغبون بأن تتحول ثورتنا الى نبراس تقتدي به باقي الدول، لذلك تواطأ الامريكان والسوفييت وفرضا علينا الحرب عبر صدام وذلك للثأر منا لعدة امور. انها لم تفرضها بسبب غلق السفارة الامريكية في طهران وطرد اعضائها فقط لكن محاولاتهم ذهبت ادراج الرياح رغم كل تلك الدسائس .

وبشأن مكتسبات الحرب المفروضة على ايران قال اللواء محسن رفيق دوست: لقد كسبنا طيلة تلك الحرب غنائم من اربع وثلاثين دولة وقبضنا على أسرى من أحد عشر بلدا ، لقد حصل صدامٌ طيلة حربه المفروضة دعما من اربعة وثلاثين بلدا مواليا اما للغرب أو للشرق ، فمثلا فرنسا قدمت لصدام دعما تسليحيا طيلة الحرب ووضعت تحت تصرفه طائرات الميراج الحربية بينما وضعت المانيا بأمر من امريكا السلاح الكيمياوي تحت تصرفه، أي أن هذه الدول كانت تقدم باوامر من اسيادها كل ما يحتاجه صدام خلال حربه على ايران.

وعن العامل الذي ساهم في انتصار الثورة الاسلامية والحرب المفروضة قال اللواء محسن رفيق دوست: عندما وقف الشعب وقفة رجل واحد لنيل الاستقلال خلال ثورته ولم تتمكن أية قوة من النيل منه، هذا الامر ذاته حصل خلال الحرب وجسدت جماهير الامة طيلة الحرب المفروضة نمطا جديدا من المجهود العسكري من خلال حضورها في سوح القتال لتكون عونا للقوات العسكرية في مواجهة العدو . وكانت تلك التعبئة الشعبية في الحرب العامل الاساس في تحقيق نجاحاتنا في تلك الحرب المفروضة.

واضاف اللواء رفيق دوست: بعد نجاحنا في تحرير مدينة خرمشهر، جرى الكلام حول ما إذا ينبغي لنا ان ننهي الحرب في هذه الفترة أم لاينبغي بعد ذلك النجاح الذي حققناه،
وكان لهذا الكلام موافقون ومعارضون وكنت أنا من جملة الاشخاص الذين عارضوا انهاء الحرب كنت اعتقد ان مشكلاتنا لم تنته بعد مع صدام لم نحصل بعد على اجابة لأسباب الحرب التي شنها صدام كنت اعتقد اننا اذا لم ننقل الحرب الى داخل حدود العراق، فإن صداما سوف يستعيد قواه بعد ستة أشهر وقد يهاجمنا مجددا ، ونظرا لإطلاعي على مسرح العمليات الحربية فإنني كنت أعتقد أن الطاغية سيتمكن من مهاجمة ايران مجددا من خلال حصوله على دعم اكبر من الشرق والغرب ولعله سيصل هذه المرة الى طهران.

وعن دور الامام الخميني الراحل في انتصار ايران في الحرب المفروضة عليها قال اللواء محسن رفيق دوست: كان للامام الخميني رحمه الله هيمنةٌ تامةٌ على اوضاع الحرب، وبالرغم من انه عين ممثلا عنه في الحرب وقائدا عاما للقوات المسلحة وهو هاشمي رفسنجاني رحمه الله ومع ذلك لم ينقطع ارتباطنا بالامام بإعتبارنا عسكريين بل كنا نوصل الى الامام تقارير الحرب بصورة متواترة . واضاف لقد كان الشيخ هاشمي رفسنجاني يعتقد أن نهاية الحرب يجب أن تسجل نصرا كبيرا ومؤزرا لايران، لكننا نحن العسكريين كنا نعتقد بوجوب مواصلة الزحف للوصول الى بغداد وإسقاط صدام للقضاء على أية فتنة محتملة، لكن الشيخ رفسنجاني اعتقد في ذلك الوقت ان هكذا أمرا بعيد المنال، لذلك كان يؤكد اننا عندما طردنا المعتدي من ارضنا في تلك المرحلة من الحرب يمكننا ان ننهي الحرب من موقف القوة والاقتدار.

اللواء محسن رفيق دوست اضاف: كنا نستند الى قدرات شعب عظيم، شعبٌ لم يعد أي عدو يجرؤ على شن الحرب عليه، لقد قبلنا بوقف اطلاق النار ونحن في قمة قوتنا واقتدارنا وليس من موقع الضعف لذلك فما ترونه اليوم في سورية والعراق واليمن هي ثمرة صلابتنا في مواجهة امريكا والقوى الكبرى التي كانت في ذلك الزمان . وقد تجسدت تلك القوة والاقتدار اليوم في هذه الدول الثلاث

وعن اقتدار الجمهورية الاسلامية قال اللواء محسن رفيق دوست: دعوني انقل لكم هذه القضية، عندما اسندت الي حقيبة وزارة الحرس قمت بتشكيل ثماني عشرة مجموعة في قوات الحرس . مجموعاتٌ تتولى عمليات الانتاج من عتاد البنادق و الى الصواريخ . وكان كل قطاع يقوم بتوفير جزء من احتياجات الحرب . وكان اسم المجموعة الثامنة عشرة (ش – م – ه) وتعني المنتجات الكيمياوية والجرثومية والنووية او (ش –م ر ) وتعني المنتجات الكيمياوية والجرثومية والاشعاعية . وفي احد الايام توجهت الى الامام الخميني لتقديم تقارير عن اجراءاتنا في جبهات الحرب وعرضت على سماحته تلك المجموعات وما تقوم به من نشاطات حتى وصلت الى المجموعة الثامنة عشرة وما إن أردت أن اوضح للامام تفاصيل هذه المجموعة حتى قال الامام أنت تقصد من النووي القنبلة الذرية. لذت بالصمت، قال سماحته: كلا لاتصنعوا قنبلة ذرية، هذا الانجاز العلمي ينبغي ان يستخدم للاغراض الانسانية فقط، لا ينبغي لكم ان تصنعوا قنبلة ذرية ولا حتى اسلحة كيمياوية او جرثومية،عندها قلت لسماحته ان العدو يستخدم في الوقت الحالي بعضا من هذه الاسلحة بكثرة في الحرب علينا فقال سماحته إذهبوا واصنعوا ما تدافعون به في مواجهة تلك الاسلحة وليس تلك الاسلحة. وعندما كنت بصدد المغادرة قال لي سماحته هل تعلم لماذا اعارض هذه الاسلحة ؟ قال إن هذه الاسلحة تقضي على الحرث والنسل، عززوا قدراتكم العسكرية الى الدرجة التي تمكنكم من القضاء على اية قوة تواجهكم من دون الاعتماد على هكذا أسلحة، لذلك تجدنا اليوم بلغنا القمة في تكنولوجيا الطاقة النووية لقد اعلن الامام الخميني وكذلك قائد الثورة حرمة صنع القنبلة الذرية ولذلك نحن لا نصنع قنبلة ذرية لكنا نستفيد من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية الى أبعد الحدود.

وعن الوضاع التي تمر بها الجمهورية الاسلامية في تلك الفترة قال اللواء محسن رفيق دوست: في تلك الفترة كنا نعاني من الحظر والمحاصرة بشكل اكبر، ففي عام الف وتسعمائة وستة وثمانين كان سعر برميل النفط ثمانية دولارات وكانت العملة الصعبة المتاحة لدينا لاتتعدى ستة مليارات ونصف المليار دولار بينما كانت الميزانية المخصصة للدفاع تصل الى مليارين وسبعمائة مليون دولار، لكننا تمكنا من بلوغ الاكتفاء الذاتي من العتاد الحربي في ذلك العام لأننا تمكنا من انتاج كل انواع العتاد الذي نحتاج اليه اليوم وبعد مضي اربعين عاما نلاحظ بوضوح نتائج ذلك الاكتفاء الذاتي الذي بلغناه في المجال العسكري.



أما عن ما حققت الجمهورية الاسلامية من انجازات في تلك الفترة قال اللواء محسن رفيق دوست: لقد نجحنا في تحقيق كل شعارات ثورتنا المتمثلة بنيل الاستقلال والحرية وتشكيل الجمهورية الاسلامية، ففي مجال الاستقلال والحرية، فاننا بلغنا مرحلة الكمال ، وفي موضوع الجمهورية الاسلامية بلغنا في الظرف الراهن مراحل العدالة الاجتماعية والاقتصادية والتفوق السياسي وفي الخطوة الثانية للثورة الاسلامية كما عبر عنها قائد الثورة سوف يشهد العالم عما قريب نهضتنا الاقتصادية التي تجعلنا مقتدرين كما حصل في سائر المجالات.
واضاف: لقد حققنا نتائج ممتازة طبعا عندما رسمل نظامنا وحكومتنا على جيل الشباب. لقد اوصى قائد الثورة قبل نحو سبعة عشر عاما الشباب خلال تجمع للطلبة الجامعيين قائلا توجهوا للعمل على انتاج العلوم . وفي ذلك العام كانت مرتبة ايران العلمية في العالم مئة وثلاثة واربعين وبعد مضي ثلاثة أعوام من ذلك التاريخ بلغت مرتبة ايران في العالم الرقم اربعة عشر أي أنها ارتفعت بمقدار مئة وتسع وعشرين درجة. لقد حققنا نحن في الوقت الحالي تقدما جيدا في مختلف العلوم الحديثة، واصبحنا اليوم من أوائل الدول في المنتجات الصيدلانية وفي علوم النانو
وحاليا نحن من بين الدول التي تمكنت من اتخاذ افضل الاجراءات في مجال مكافحة فيروس كوفيد تسعة عشر والسيطرة على الجائحة التي حلت بالعالم في كل مرة تجدنا نحقق نتائج باهرة في مختلف العلوم عندما كنا نفسح مجال العمل للشباب.
وعن التطورات في المنطقة والعالم قال اللواء محسن رفيق دوست: في الانتخابات الرئاسية الامريكية السابقة، خاطب المرشح الجمهوري ترامب منافسته الديمقراطية كلينتون قائلا إنكم اوجدتم جماعة داعش لقد اقروا انفسهم بانهم اوجدوا داعش ، هذه الجماعة الارهابية التي مولتها
قوى اقليميةٌ وحكوماتها وفسح لها المجال لان تصول وتجول في بلدانها وكان الهدف النهائي من ايجادها هو ايران ولو لم يتوجه ذلك الرجل العظيم اقصد الحاج قاسم سليماني لقيادة الحرب على داعش في العراق وسوريا ، لكان شعبنا اليوم مضطرا لمواجهة داعش في شوارع العاصمة طهران. وواضاف لقد كان للحاج قاسم في حیاته أثرٌ كبيرٌ في احداث المنطقة وقد تجسد ذلك
الأثر العظيم اليوم أكثر فأكثر في العالم بأسره بعد نيله الشهادة، لقد نجح الحاج قاسم حقا في إزاحة بلاء عن العالم هو أخطر بكثير من بلاء کورونا، بلاءٌ إسمه داعش. لقد رأى العالم كم يكون هكذا انسانٌ مؤثرا في تغيير معادلات الاستكبار في العالم علما بان لدينا من أمثال الحاج قاسم الكثير من الرجال.