العالم - يقال ان
بالون "مايكروسوفت" المعبأ بالمزاعم المفبركة جاء في وقت يتأهب فيه المرشحان لخوض واحدة من أهم الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عقود في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وجاء في محاولة اعطاء الذرائع لفشل المرش ترامب (غير اللائق) في كسب المزيد من المصوتين، كما ان تفوق بايدن ليس امرا مهما حيويا باعتبار المرشحين (ترامب وبايدن) لا يمثلان حقيقة عموم الشعب الاميركي الذي تجاوز تعداد نفوسه الـ330 مليون نسمة، بل يمثلان حزبين فاشلين لم يقدما للشعب الاميكي على مدى عقود غير العار الذي يلاحقهم من خلال التجاوز على حقوق الانسان في العالم).
كما جاء التقرير في وقت كشفت فيه (رويترز) أن "مايكروسوفت" نبهت إحدى الشركات الاستشارية الرئيسة لحملة بايدن إلى أنها كانت هدفا لنفس المتسللين الروس الذين تدخلوا في الانتخابات الأمريكية عام 2016، ويسلط بيان مايكروسوفت الضوء على مدى تعرض مستشاري الحملتين الرئاسيتين لخطر جواسيس الإنترنت في أنحاء العالم، حسب زعم (رويترز).
اطلاق مزاعم "خطر تدخل أجنبي بالانتخابات" لتمديد حال الطوارئ
انطلقت ابواق الاعلام الاميركي المسيس في هذا الوقت بالذات بسبب ضعف الرئيس الاميركي دونالد ترامب وموقعيته الخطرة امام قوة منافسه الديمقراطي جو بايدن، حيث أظهر استطلاع للرأي أن المرشح الديموقراطي للبيت الأبيض جو بايدن يتقدم بفارق كبير على خصمه الجمهوري دونالد ترامب في نوايا التصويت للناخبين المتحدرين من أميركا اللاتينية في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة.
من هنا يمكن القول ان ابواق ترامب الاعلامية ومنها "مايكروسوفت" وتقريرها، جاء في وقت أبلغ فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكونغرس بتمديد حال الطوارئ الوطنية في الولايات المتحدة بسبب ما زعمه بـ"خطر تدخل أجنبي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي ستجرى في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
ايران تكذب فبركات الاعلام الاميركي
في المقابل، كذبت الخارجية الايرانية مزاعم شركة "مايكروسوفت" بالتدخل الايراني في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وذلك حسب ما جاء على شكل توضيحات على لسان متحدث الخارجية الايرانية سعيد خطيب زاده لقناة (CNN) الاميركية"، إذ اكد خطيب زاده ان الولايات المتحدة ولعشرات المرات تدخلت في انتخابات البلدان الاخرى ومن بينها ايران، وتمكنت الولايات المتحدة بالاطاحة من خلال الانقلاب العسكري بحكومة الدكتور مصدق المنتخبة في ايران، واتخدت من البلد منطلقا للتجسس ضد بقية البلدان فهي ليست بالمكانة التي تؤهلها للادلاء بمثل هذه المزاعم المضحكة.
وقال علي رضا مير يوسفي المتحدث باسم بعثة إيران بالأمم المتحدة في نيويورك إن مجرد تصور أن إيران ستنفذ عمليات اختراق إلكتروني أمر مناف للمنطق، كما اكدت طهران من جانبها انها لاتولي اهمية لمن سيرأس البيت الابيض، فالشيء المهم هو التزام واشنطن بالحقوق وقواعد واصول العلاقات الدولية والكف عن التدخلات في شؤون البلدان الاخرى والوفاء بالتزاماتها..
الرد الايراني كاف لوضع "ما يكروسوفت" و"رويترز" و"جميع الذين ينفخون في بالون المرشح الجمهوري الفاشل ترامب"، في حجمهم الواقعي الضحل ووضع الرئيس الزاحف نحو رئاسة ثانية للبيت الابيض، في حجمه الواهي الذي لا يقدم موقعه الرئاسي ولا يؤخر سوى في زيادة العناء لشعب هذا البلد في زيادة نسبة الفقر والامراض والتخلف (ولا زالت تجربة فشل الرئيس الاميركي دونالد ترامب في التعامل مع جائحة كورونا ماثلة للعيان)، وفشله في تحسين الوضع الاقتصادي والسيطرة على الازمة الاقتصادية التي تعيشها الولايات المتحدة، نتيجة التنافس الصيني الذي هدد الوجود الاقتصادي الاميركي الراسمالي وضربه في الصميم.
الادانات تتوالي.. روسيا: لا شيء جديد في النهج الاميركي..
في السياق، أدانت وزارة الخارجية الروسية من جهتها، إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على أوكراني تتهمه بأنه عميل روسي وثلاثة روس بتهمة التدخل في الحملة الانتخابية الأميركية، حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن قرار واشنطن لا يحوي شيئا سوى مؤشر على اتباع النهج المعتاد الذي يهدف إلى إطلاق اتهامات مجانية ضد الروس، وأن موسكو اقترحت على الاميركيين أكثر من مرة مناقشة كل القضايا ذات الصلة وإيجاد حلول لها بطريقة هادئة وغير مسيسة في إطار حوار يقوم على الاحترام المتبادل لكن لا جواب من قبل واشنطن حتى الآن.
كما رفض السكرتير الإعلامي بالسفارة الروسية نيكولاي لاخونين هذه المزاعم وقال إن الأمريكيين يتحدثون عما "يطلقون عليه التدخل" منذ سنوات دون أن يقدموا أي دليل حقيقي.
الرد الصيني على المزاعم الاميركية
قال المتحدث باسم وزارة خارجية الصين تشاو ليجيان في مؤتمر صحفي يومي في بكين اليوم الجمعة، إن الصين ليس لها مصلحة في الانتخابات الأمريكية ولم تتدخل فيها قط، وإن الولايات المتحدة هي "إمبراطورية القراصنة"، وان وجود قراصنة مدعومين من دول يتعقبون الساسة في عام الانتخابات ليس بالأمر الغريب.
ترامب يناقض نفسه.. امشِ وراء الكذاب لحد الباب
البلاغ الاميركي الذي اطلقه ترامب يوم امس الخميس مطالبا الكونغرس بتمديد حال الطوارئ التي تم إعلانها في 12 سبتمبر 2018 وابقائها قائمة بعد 12 سبتمبر 2020 لعام آخر بسبب ما زعمه بـ"خطر تدخل أجنبي" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سرعان ما نقضه ترامب بعد ان اشار في نفس البلاغ لعدم وجود أي دليل على تأثير أي دولة أجنبية على نتائج الانتخابات أو عملية فرز الأصوات!.
ونختم بما افاد به "محلل" وحدة "مانديانت" بشركة "فاير آي" للأمن الإلكتروني "جون هالتكويست"، الذي اكد ان "الأحزاب والحملات الانتخابية مصادر جيدة لمعلومات المخابرات حول السياسات المستقبلية".