العالم - مقالات وتحليلات
وكانت كلمة امين عام حزب الله سماحة العلامة السيد حسن نصر الله (اعزّه الله تعالى) يوم الجمعة 14 آب 2020 بمناسبة الانتصار الكبير حاسمة ومصيرية بلحاظ المحاولات المحلية والدولية المسعورة لتحميل المقاومة الشريفة مسؤولية ما حدث في مرفأ بيروت اضافة الى السعي لخلط الاوراقةالذي ادى الى محاصرة حكومة الرئيس حسان دياب باعتبارها حكومة وطنية لم تخضع لابتزاز الاقطاع السياسي التقليدي وضغوط السفارة الاميركية في بيروت لتكريس مزيد من الانهيار الاقتصادي والتجويع والاحباط في لبنان الصمود والكرامة والإباء.
لقد اعلن سماحة سيد المقاومة في كلمته ان التحركات الاميركية والصهيونية مستنفرة حاليا لاسقاط الدولة اللبنانية وايصال الشعب المناضل في هذا البلد الكريم الى حيث الهاوية لكنه اكد ان المجاهدين معبأون اليوم اكثر من اي وقت مضى بالصبر والثبات والقوة والقدرة على تحمل نتائج النصر العظيم على "اسرائيل" المجرمة. وشكر سماحته كل المجاهدين الذين ساهموا في صناعة الانتصار في حرب الثلاثة والثلاثين يوما وخص بالذكر الشهيد الكبير الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي كان مع حزب الله في غرفة القيادة العسكرية المركزية وقدم مساهمته الجليلة والكبيرة والمهمة في اسناد المقاومة المؤمنة ومدِّها بانواع الدعم والقدرة ، يوم وقفت وحيدة من الناحية العسكرية امام جيش الكيان الصهيوني الغاصب الذي كان يعتبر نفسه اقوى الجيوش في الشرق الاوسط والعالم.
من الثابت ان انتصار تموز آب 2006 الذي افشل مشروع الشرق الاوسط الجديد رسم معادلة جديدة على مستوى الصراع في المنطقة بين جميع قوى الخير في مواجهة الاستكبار العالمي الذي ما فتئ يحاول التعويض عن هزيمته النكراء باساليب هزيلة ووضيعة كان من مظاهرها توقيع صفقة القرن في واشنطن مطلع العام الجاري 2020 بشكل احادي لم يحضر فيه اي طرف فلسطيني، اضافة الى الاعلان يوم الجمعة 14 آب 2020 عن توقيع اتفاقية قریبا لاقامة علاقات دبلوماسية بين الامارات العربية المتحدة و"اسرائيل"، وهو الاعلان الذي جسد ضحالة موقف دول مجلس التعاون الخليجي وانبطاحها المخزي امام الاملاءات الاميركية والصهيونية.
في ضوء ذلك نرى وبناء على خطاب سيد المقاومة ان حادثة انفجار او تفجير مرفأ بيروت لا يعدم ان يكون احدى حلقات مخطط التحالف الاستكباري للثأر من انتصار حزب الله في حرب تموز وهي بكل وضوح استمرار للمحاولات الدولية الرامية لاعادة ماء الوجه المضاع الى العدو الاسرائيلي.
من المهم القول ان خطاب العلامة السيد نصر الله بما اشتمل على استعراض سياسي وعسكري وامني واستراتيجي لما يتعرض له لبنان ومحور المقاومة في الظرف الراهن، فانه عبر عن تماسك جهوزية حزب الله وحلفائه الاقليميين لمواجهة كل الاحتمالات الواردة في المنطقة ولاسيما بعد اصطفاف الغزاة والمحتلين وبعض حكام النفط والاندية الليلية ومروجي الفساد الاخلاقي والانبطاح السياسي الخليجيين في حلف بغيض يشابه تحالف الاحزاب الذي سعى الى وأد الرسالة الاسلامية وتدمير المدينة المنورة، لكنه باء بالهزيمة والخزي والعار والاندحار بفضل العنايات الالهية وثبات الرسول الاعظم محمد بن عبدالله (ص) وصمود المهاجرين والانصار وتمسكهم بثوابت العقيدة وتعاليم القرآن والسنة النبوية الشريفة.
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي