العالم_لبنان
نظم "حزب الله" وحركة "أمل" والقوى الوطنية والإسلامية، "اللقاء العلمائي الخاص بالأوضاع الأمنية والمعيشية في البقاع"، في قاعة السيد عباس الموسوي في بعلبك، بمشاركة الوكيل الشرعي العام للامام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، المونسنيور بول كيروز ممثلا راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، الشيخ مشهور صلح ممثلا مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح والمفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي.
حضر اللقاء النواب: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، أنور جمعة والوليد سكرية، المستشار السياسي للأمين العام ل"حزب الله" النائب السابق حسين الموسوي، مفتي الهرمل النائب السابق الشيخ علي طه، مسؤل منطقة البقاع في الحزب حسين النمر، المسؤول التنظيمي لقيادة حركة "أمل" في إقليم البقاع أسعد جعفر وفاعليات.
وتحدث يزبك عن دور العلماء كقدوة في المجتع، وقال: "يستفحل في ساحتنا الظلم والفلتان وعدم الأمن والأمان، وهنا تكمن مسؤوليتنا كعلماء توجيها وتحذيرا من تلك المخاطر وارتدادها العكسي على الجميع، وأيضا هي مسؤولية الناس في مواجهة الفوضى وترويع الناس، وعلى كل واحد منا أن يرفض كل هذه المظاهر بالتكاتف والتضامن والتعاون، وقبل كل ذلك وبعده، هي مسؤولية الدولة والسلطة والقوى الأمنية والعسكرية، ولا يجوز التقصير في ذلك مهما كانت الأسباب".
ودعا إلى "مواجهة الحصار والتهديد بالجوع وانهيار الوطن بانهيار اقتصاده ومقومات وجوده، بتحويل التهديد إلى فرصة، بالاعتماد على النفس والعمل بمسؤولية، وعدم الارتهان وعدم الاعتماد على المتآمرين بتأمين لقمة خبزنا وحياتنا الكريمة".
وتابع: "إننا قادرون أن نواجه الجوع ونسقط المؤامرة، كما أسقطناها عسكريا بالتحرير، بقبضات المقاومين والشعب العظيم، لا بقرارات دولية نامت عقدين من الزمن، حتى تفاجأوا بالتحرير وهزيمة الإسرائيلي، ومن بعدها إسقاط مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي أعلنت عنه وزيرة خارجية أميركا في السفارة بحضور الحلفاء الذين ارتهنوا لأميركا، وما أشبه يومنا مع السفيرة شيا بذلك اليوم، ولكن لن تنال السفيرة وخارجيتها إلا ما حقق أسلافها".ورأى أن "أميركا تستخدم سلاح الدولار والعقوبات الاقتصادية، لتدارك ما لم تتمكن من تحقيقه بالقتال والسلاح، وقد كشف بومبيو عن قراره السياسي بأن أهداف الحصار الاقتصادي التجويع والتهديد بالإنهيار من أجل حماية العدو الإسرائيلي، وحرصا على أمنه، ولو على حساب الشعب اللبناني، ولكننا سننتصر بمقاومتنا الزراعية والاقتصادية، والانفتاح على العالم، وسنبقى أقوياء باستقلالنا وسيادتنا".
شقيربدوره قال شقير: "إننا مسلمون ومسيحيون نبحر معا في سفينة لبنان، ولا يستطيع أحد ان يتفرد بقيادة هذه السفينة، ومن يزعم أن فريقا أو جهة من اللبنانيين يستطيع أن يتفرد بقيادة هذه السفينة والهيمنة على توجيهها فهو مخطئ تمام الخطأ، ونؤمن بأن سفينة لبنان نشترك جميعا في قيادتها والعناية بها".
أضاف: "نضع الكمامة للوقاية من جائحة كورونا، ونتمنى لو وضعت الكمامة، لا بل ما يعرف في قرانا بالفطامة، على أفواه بعض الزعماء والتجار حتى لا يمتصوا ويأكلوا خيراتنا".
وتابع: "في الحصار ينبغي علينا أن نتكاتف ونتعاون. وإذا زرعنا وصنعنا، لعلنا نجتاز هذه المحنة الكبيرة التي تحيط بنا".
صلحمن جهته أشار صلح إلى أن "نعمة الأمن هي مطلب الجميع، لذا علينا أن نعمل جميعا من أجل حفظ الأمن، وهذا لا يكون إلا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لمنع أي خلل".واقترح "تشكيل هيئة أو لجنة طوارئ في كل مدينة أو قرية، وعند حدوث أي حادث أمني يصار إلى اتخاذ موقف سواء باعتصام أو إضراب وإقفال حتى يصار إلى تسليم المخل بالأمن، وأن تبادر القوى العسكرية والأمنية إلى التدخل السريع عند حصول أي إشكال، وتسيير الدوريات في جميع الأحياء، ومنع كل المظاهر المخلة بالأمن".ورأى أن "هذا البلد ليس فقيرا، ولكن لبنان مسروق ومنهوب، وعلينا جميعا أن نعمل لإعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة السارقين".
الرفاعيوتحدث الرفاعي، فقال: "لا تتجلى العقول الراجحة، ولا يظهر أصحاب الهمم والعزيمة، إلا عند التعامل مع الأزمات، وبلا شك إن سوء الإدارة ومخالفة التعاليم الدينية هي من أهم الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة الحرجة والظروف الصعبة والقاسية".وشدد على ضرورة "ضبط الوضع الأمني، وأن يكون هناك مداهمات وبلاغات بحث وتحر وأن يتعامل القضاء مع المخلين بالأمن بشدة".
كيروز أما كيروز فاعتبر أن "تمتين علاقة الإنسان بربه وتعزيز القيم الأخلاقية والفضائل والقيم الإنسانية في نفوس أبنائنا هي الحل الأول لمعالجة التفلت الأمني والمظاهر المسيئة في مجتمعنا".
وقال: "هذا اللقاء المتنوع هو رسالة بأننا جميعا نحرص على حفظ وطننا لأنه رسالة، وإن كان النمو من صنع الله، فأن الإنماء من صنعنا نحن البشر، لذلك فإن الوضع المعيشي المتردي الذي وصلنا إليه هو مسؤوليتنا، وعلينا السعي الجاد لتطوير حياة الإنسان في بلدنا وتحسينها".ودعا إلى "تكوين لجنة من اختصاصيين يعملون على وضع بعض الأسس الاقتصادية، والعمل لتنفيذها مع الجهات المانحة والدولة".وختم كيروز: "كلنا نسلم بأن إسرائيل هي العدو الأساس للبنان، ولكن أيضا تردي الوضع الأمني والمعيشي هو كالعدو، لذا كما نقاوم العدو الخارجي علينا مقاومة العدو الداخلي، لأنهما معا يهددان كيان لبنان".