الحصار الاقتصادي الأميركي على سوريا

الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال المستشار اللبناني في العلاقات الدولية قاسم حدرج أن أميركا قد وضعت مؤخرا قانون قيصر لتجعله حلقة نار من حول سوريا، مشددا على أن سوريا قد اختارت أن تدفع ثمن انتصاراتها وليس هزائمها.

ولفت إلى أن: اليوم نحن أمام مشهدين، مشهد ناقلات النفط الإيرانية وهي تمخر عباب المحيطات لتصل إلى فنزويلا وهي الدولة المعاقبة والمحاصرة لتفك الحصار عن شعب لا يمت لها بصلة لا دينيا ولا عرقيا ولا لغويا ولا مذهبيا، وبين مشهد طائرات الإمارات "العربية" المتحدة -مع التركيز على كلمة عربية- وهي تحط في مطار بن غوريون لتقول للشعب الفلسطيني إن الممر الإسرائيلي هو ممر إلزامي لإطعام أطفالكم.
وأشار إلى أن أميركا تضع سوريا اليوم أمام هذا الخيار، كون دمشق واسطة عقد لدول محور المقاومة، وقد وضعت مؤخرا قانون قيصر لتجعله حلقة نار من حول سوريا.
وأضاف قاسم حدرج أن أميركا وبعد أن فشلت في حربها العسكرية والسياسية لإخضاع سوريا تلجأ الآن إلى ذراعها الاقتصادي الذي كانت تمارسه أصلا منذ مدة طويلة على سوريا.
ونوه قائلا: لكن ما فات الإدارة الأميركية أن الحرب التي انتصر بها محور المقاومة لم تخضها الأنظمة بل تخوضها الشعوب، وهي التي دفعت أثمانا غالية، وقدمت الدماء والشهداء ولم تقف عند الخبز.
وأشار إلى أن هؤلاء قد راهنوا كثيرا على الشعب السوري وأصيبوا بخيبات متتالية، وخلص إلى أن: هم يراهنوا بالخطأ لأنهم لم يواجهوا نظام الرئيس الأسد بل واجهوا الشعب السوري منذ اليوم الأول للمعركة، ولمسوا استعداد هذا الشعب.
وخلص إلى أن: الإدارة الأميركية إذا كانت مستعلجة اليوم لإحداث صفقة تؤمن فيها الأمن لإسرائيل قريبا ستسمع صراخ طفلها المدلل وتجلس على طاولة المفاوضات وترضخ لنا، فهم جربوا الصمود السوري على مدى 9 سنوات.
من جانبه أكد الباحث السياسي السوري د.إبراهيم قاسم أن الولايات المتحدة تحاول تأسيس جغرافيا ورسم خرائط جديدة في المنطقة والعالم تتوافق مع الأجندة الصهيونية، مشددا على أن ما حدث مع سوريا لتركيعها عبر العامل الاقتصادي لا يعد استثنائا من السلوك الأميركي الشاذ بحق سائر الشعوب التي تحاصرها على لقمة العيش.
وأشار إبراهيم قاسم إلى أن ما تفعله الإدارة الأميركية من إجرام بحق الشعب العربي السوري وبحق شعوب المنطقة عموما وكذلك بحق الشعب الإيراني والفنزويلي وقبله الكوري وسائر الشعوب التي تحاصرها على لقمة العيش هو استراتيجية أميركية قديمة مستجدة تهدف إلى إركاع الشعوب التي تعجز عن إركاعها بالحرب العسكرية.
وأضاف أن: ما حدث مع سوريا لا يعد استثنائا من هذا السلوك الأميركي الشاذ، الذي يتجاوز القوانين الدولية وحتى الأخلاقية والإنسانية.
وفيما وصف الإدارة الأميركية بأنها موغلة في أحلامها العنصرية، أوضح أنها و: كما تمارس العنصرية في الداخل ضد السود تمارس عنصرية ضد كل الشعوب الأخرى، فهي تحاول أن تؤسس لشكل جديد لجغرافيا سياسية في المنطقة وفي العالم، ورسم خرائط جديدة تتوافق مع الأجندة الصهيونية والنيوليبرالية الأميركية.
ونوه قاسم إبراهيم إلى أنه لولا فشل أميركا في حربها العسكرية لما اضطرت للوصول إلى خيار الحرب الاقتصادية، وقال: هي تحاول من هذه العقوبات تأليب الشارع ضد الحكومة وإظهار أن القيادة في سوريا هي سبب هذه الأزمة.
وفي جانب آخر من حديثه أوضح أن: ما حدث هو عبارة عن حالات معزولة، فقسم كبير من هؤلاء الذين تحركوا منخرط أصلا في مشروع معاد لسوريا منذ بداية الأحداث، وبالتالي استثمر فرصة الضائقة المعيشية للتعبير عن ذاته واستثمار هذا الواقع من أجل تسييس المطالب الشعبية المحقة في تحسين الواقع المعاشي.

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/4982996