العالم - كشكول
الغرب عادة ما يتعامل مع باقي شعوب العالم وخاصة مع الشعوب الاسلامية بنظرة متغطرسة استعلائية، انطلاقا من فكرة كاذبة روجها على انها حقيقة ثابتة، مفادها ان كل ما يترشح عن "الحضارة الغربية" من افكار ونظريات وسلوكيات، هي بـ"الضرورة" افكار ونظريات وسلوكيات عالمية، وليس امام باقي شعوب العالم الا ان تحذو حذو الغرب ولاخيار لها في ذلك.
اللافت ان الغرب يروج لما يترشح عن حضارته من افكار وسلوكيات على انها حقائق مطلقة مهما كانت هذه الافكار والسلوكيات شاذة ومنفردة وتخالف الطبيعة الانسانية وتعاليم الديانات السماوية وتدفع بالمجتمات الانسانية نحو الهاوية والضياع والانحلال، كما هو الحال في ترويجه للشذوذ الجنسي، على اعتباره "حقيقة طبيعية" وليس مرضا وانحرافا نفسيا!!.
بات واضحا ان الغرب يستخدم مثل هذه السلوكيات الشاذة التي تهدم اركان الاسرة التي تعتبر اساس المجتمع الانساني، كسلاح لضرب الدول والمجتمعات التي مازالت ترفض الهيمنة الغربية وخاصة الامريكية، وليس كسلاح لنصرة مجموعة شاذة اخلاقيا و"تتعرض لاضطهاد في مجتمعات متخلفة" كما يزعم الغرب كذبا ونفاقا.
نفاق الغرب تجلى بأبشع صوره عندما احتفل بالامس بالشاذين جنسيا ونقل اعلامهم الملونة وصورهم المقززة وقصص حياتهم الفظيعة وسلوكياتهم الشائنة وبشكل مكثف الى جميع انحاء العالم، عبر منصات التواصل الاجتماعي والفضائيات والمجلات والصحف، معتبرا ما فعله هو ممارسة ديمقراطية، بينما الترويج لهذه السلوكيات الشاذة هو في الحقيقة تهديد للحياة البشرية على كوكب الارض.
في المقابل نرى هذا الغرب يمنع انطلاقا من ذات الديمقراطية، منعا باتا نشر صور ابطال المقاومة في لبنان والعراق وسوريا وايران واليمن على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يقوم فورا بإغلاقها لمجرد نشرها صورة من صورهم، لانه يعتبرهم "ارهابيين يهددون السلام"!!، بينما الحقيقة التي يخفيها الغرب هي ان هؤلاء الابطال هم اكبر من ضحى من اجل الدفاع عن السلام ومستقبل الجنس البشري على الكوكب.
حاولنا الى الان ان نتعامل مع نفاق الغرب بعيدا عن اللغة الدينية لعلمنا ان "التهمة" جاهزة لديه لاتهامنا بالتخلف والرجعية، ولكن رغم ذلك لنا الحق كمؤمنين ان نعتبر الاجراء المتغطرس والاحمق الذي تخذه الغرب في بغداد بالامس هو اعتداء سافر على ديننا وقيمنا واخلاقنا وحضارتنا، فقد انطلق من احدى اهم العواصم الاسلامية وفي اقدس الاشهر الاسلامية وفي اعظم الليالي عندالله سبحانه وتعالى وفي ذكرى استشهاد رجل اعز الله به الاسلام وكان لسيفه الاثر الابرز في تطهير جزيرة العرب من الشرك والاوثان، لذلك سنكون في غاية السذاجة اذا اعتبرنا ما فعلته بريطانيا كان عفويا، وهي المعروفة بانها اُس واساس كل الكوارث التي حلت بمنطقتنا.