العالم - اسلاميات
لقد كانت السيدة خديجة الكبرى (سلام الله عليها) نعم الزوجة والعضيد والمضحي من اجل الرسالة الاسلامية، وكان منها فقط نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبر بضعتهما السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)..
يا دهرُ حيَّ على الحِدادِ المُدمِعِ
فلقد اُصيبَ المصطفى بتفجُّعِ
تركَتْ خديجةُ بَعلَها في لَوعةٍ
لفراقَ أحمدَ بعدَ حَجْرٍ مُوجِعِ
هو ذا رسولُ اللهِ غابَ نصيرُهُ
عمٌّ حَماهُ وزوجةٌ لم تخْنعِ
هَزمَتْ أذى المتربِّصين دوائراً
بالمؤمنينَ وبالنبيِّ اﻷرفَعِ
بذلتْ فِدى اﻻسلام ما ملكتْ ولمْ
تبخلْ بأموالٍ وفَخرٍ أروَعِ
وتحمّلتْ جُوعَ الفقيرِ وبؤسَهُ
وهي العظيمةُ في المقامِ اﻷمنَعِ
لكنّها تركتْ صَبيَّةَ غُربةٍ
حلّتْ بها وسطَ العشيرِ اللُذَّعِ
زهراءَ ما شبِعتْ حنانَ اُمُومةٍ
بطفولَةٍ يُتِمَتْ ولمّا تَيْنَعِ
كبُرَ المُصابُ على النبيّّ المصطفى
أعظِمْ بهِ جبلاً فلم يتضَعْضَعِ
عامٌ بهِ اﻻحزانُ تترى اَقبلتْ
يا حبذا اﻷحبابُ حولَ المُفجَعِ
حُصِرَ النبيُّ وقد تَسعَّر شرُّ مَنْ
عادى الرسالةَ راصِداً لم يَهجَعِ
فغدا رسولُ اللهِ يطلُبُ ناصراً
يحمي الرسالةَ من عَشيرٍ مُسْبِعِ
يستنهِضُ اﻷعوانَ وهو مؤيَّدٌ
بالمعجزاتِ يقولُ: منْ يمضي معي
هذا وبيتِ الله أعظمُ دَعوةٍ
في الخيرِ واﻻيمانِ للمُستَنفِعِ
ﻻتتركوا داعِي اﻹلهِ مُحاصَراً
في بطنَ مكّةَ للأعادِي اللُسَّعِ
ماكان أحمدُ يستغيثُ بقريةٍ
لوﻻ رحيلُ الناصرينَ المُنَّعِ
راعي النُبوّةِ عمُّهُ وكفيلُهُ
وخديجةٌ سَكَنَاً وخِيرةَ مَنْ يَعِي
اُمُّ البتولِ رَحيلُها أبكى السَّما
وأسالَ أدمُعَ أحمدَ المُتَوجِّعِ
فَتجلْبَبَ المبعوثُ بالصبرِ الذي
فوقَ النُجومِ وذُروةِ المُترَفَّعِ
وكـذا سَما آلُ النُبُوّةِ مَنهجاً
في النائباتِ وكلِّ جَورٍ مُقذِعِ
صلُّوا على طه الحبيبِ وآلهِ
فهمُ اﻷمانُ وملجأُ المُستشفِعِ
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي