العالم - اقتصاد
وبحسب خبراء الطاقة، فإن الاتفاق الذي جرى على تخفيض 10 مليون برميل يوميا بحاجة إلى زيادة تعميق التخفيض، خاصة أن المؤشرات تؤكد تراجع الطلب بنسبة 30%، وأن التخفيض الأولي شمل 10 % فقط، وهو ما يفسر تراجع أسعار النفط.
وحول أهمية التوافق على تخفيض 10 مليون برميل يوميا، قال الدكتور محمد الصبان المستشار النفطي الدولي، إن توافق دول "أوبك++" الأخير على خفض الإنتاج مثّل أهمية كبيرة، حتى وإن لم يف بكامل الخفض المطلوب، إلا أنه منع تدهور الأسعار لأقل من 20 دولارا.
"مثّلت الخطوة الروسية السعودية بشأن التوافق على خفض الإنتاج، بداية لإعادة التوازن واستقرار الأسعار"، هذا ما أوضحه الصبان في حديثه لـ"سبوتنيك"، بأن "التوافق الروسي السعودي جاء في وقته المناسب ومنع تدهور الأسعار لأقل من 20 دولارا، وأن انضمام أعضاء من خارج "أوبك+"، أعطى دعما وقوة للاتفاق وساهم في زيادة تعميق تخفيض الإنتاج".
وفيما يتعلق بالتساؤل الخاص بمدى إمكانية مساهمة تخفيض 10 مليون برميل في استقرار الأسعار، يرى الصبان أنه "يجب أن تتعهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل والنرويج بتخفيض نسبة مماثلة لما تبنّاه تحالف "أوبك +"، خاصة أن 10 مليون برميل يوميا غير كافية لإحداث التوازن المطلوب، وأن إضافة 5 مليون برميل يوميا أخرى ستؤدي إلى بعض التوازن".
وفيما يتعلق بمستوى الأسعار في الفترة المقبلة، أوضح الصبان "أنها تستقر فوق 30 دولارا خلال الثلاثة أشهر المقبلة، وأن ذلك يعتمد على مدى انحسار انتشار فيروس كورونا، وفتح الأبواب من جديد أمام الاقتصاد العالمي".
وأوضح أن "المؤشرات العالمية تشير إلى أن الطلب العالمي انخفض بنسبة 30% من حجم الطلب العالمي قبل أزمة كورونا، وهو يؤثر بشكل كبير على الأسعار، إذ يتطلب ذلك المتابعة الدائمة لحجم الطلب وحجم الانتاج وموازنة الأسواق بناء على المستجدات".
في ذات الإطار، قال ربيع ياغي، الخبير النفطي اللبناني، إن "الاستهلاك النفطي قبل أزمة كورونا كان 100 مليون برميلا، فيما يبلغ في الوقت الراهن نحو 70 مليون برميل، في حين أن التخفيض شمل 10 مليون برميل كمرحلة أولى".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الإنتاج الحالي يقدر بنحو 20 مليون برميل يوميا، وأن هذه الكمية يجب أن تخفض على مدار الفترة المقبلة، خاصة أن الحفاظ على الأسعار يتطلب تطلب توازن العرض والطلب، بما يعني أن الإنتاج يجب ضبطه على مستوى الطلب في السوق، خاصة في ظل احتمالية تراجع الطلب".
وفي إطار التعاطي مع "اتفاق أوبك+"، أعلنت المنظمة الإفريقية لمنتجي النفط (APPO)، أمس السبت، عن قرارها بدعم جهود "أوبك+" لتحقيق الاستقرار في السوق النفطي العالمي من خلال خفض إنتاجها، وأضافت أنها ستبلغ أوبك في المستقبل القريب بتفاصيل خطة التخفيض.
ونشر الحساب الرسمي لمنظمة "أوبك" على موقع "تويتر" بيانا جاء فيه: "بروح من التعاون والمسؤولية الجماعية ... التزم أعضاء (APPO) أيضا بالمساهمة في الجهود العالمية لتحقيق الاستقرار في سوق النفط من خلال تخفيض إنتاجهم اليومي، وسيتم إبلاغ منظمة "أوبك" بتفاصيل هذا التخفيض في أقرب وقت ممكن".
وأفاد البيان الختامي لدول "أوبك+" حول الجلسة الأخيرة، يوم 9 نيسان/أبريل، بأن روسيا والسعودية ملزمتان بإنتاج مالا يزيد عن 8.5 مليون برميل من النفط يوميا في أيار/مايو، وحزيران/يونيو، وفقا للاتفاق الجديد لـ"أوبك+".
وبحسب البيان، فإن دول "أوبك+" وافقت على خفض الإنتاج بثلاث مراحل من مستوى الإنتاج في أكتوبر/تشرين الأول 2018، هذا يعني أن مستوى الذي يُنطلق منه خفض إنتاج النفط لجميع الدول هو مستو ىإنتاج كل دولة في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
أما المستويات التي تنطلق منها روسيا والسعودية ثابتة وهو 11 مليون برميل يوميا لكل دولة، وسيتم خفضه حتى 8.5 مليون برميل في أول شهرين للصفقة.
وأشار البيان إلى أن كل ذلك تمت الموافقة عليه من قبل دول "أوبك" ودول خارج المنظمة المشاركة في إعلان التعاون ماعدا المكسيك، ولايمكن تنفيذه إلا بموافقتها.