العالم _ مراسلون
قال قديم المثل من يعجز عن السماع لا يلم صوت الموسيقى. ولأن الامثال تخرج من قلب التجارب الاجتماعية والسياسية والانسانية، فلكل مثل تجربة توضحه. وفي هذا الاطار فضلت السعودية ان تكون انعكاسا لهذا المثل.
فبالنسبة للرياض، فشل عدوانها على اليمن ومطالبة الناشطين والحقوقيين بحرية التعبير التي تكاد تكون شيئا غريبا على المملكة. وخروج امراء سعوديين ضد الملك وولي العهد، كلها نتيجة تدخل خارجي.
وللتعمق اكثر يكفي النظر الى قضية فيروس كورونا ومنطقة القطيف التي اغلقت تماما بعد الاعلان عن تسجيل اصابات فيها. لكن السبب هو ان سكان المدينة من مكون طائفي معين وبعضهم كان في ايران، وذلك يعتبر مادة اعلامية وسياسية دسمة للفت النظر عن اخفاقات السلطات وتوجيهها ضد طهران. فاجراءات العزل العشوائي للقطيف والذي انتج مشاكل كثيرة.
وهو ما كشفه ابناء المنطقة الذين اكدوا الا مستشفيات مختصة بامراض معينة في المدينة والمرضة ممنوعون من مغادرتها للعلاج بسبب العزل. فيما اشار اخرون الى الحرب الطائفية التي تتعرض لها القطيف بحجة كورونا حيث يتم عزل المصابين بكورونا مع اخرين سليمين ما يزيد من احتمال انتشار الفيروس.
الرياض استغلت ما يجري للتصويب ضد ايران حيث اعتبر مجلس الوزراء السعودي ان نشاطات طهران تقوض عملية مكافحة كورونا. ليستكمل الاعلام السعودي الحملة عبر التحريض الطائفي والمذهبي.
فشل اخر تعيشه السعودية يتمثل بالشرخ الواضح داخل العائلة الحاكمة والاعتقالات التي نفذها ولي العهد محمد بن سلمان، خوفا من تحرك مضاد يقوم به امراء مناهضون له بقيادة الامير احمد بن عبد العزيز، بحماية من الحليف الاميركي الذي منح بن سلمان التغطية لشن عملية تطهير سياسي داخل البلاد.
اما سجل حقوق الانسان فمعروف في المملكة حيث يقبع الالاف في السجون. منهم الناشطة لجين الهذلول ومعها مياء الزهراني واللتان ستعقد محاكمة سرية وبعيدة عن الشفافية خوفا من انكشاف اساليب التعذيب والترهيب الذي تعرضت لهما الهذلول والزهراني وسائر المعتقلين. كل هذه الاخفاقات وضعتها الرياض في سلة واحدة والقت مسؤوليته على ايران.
لكن وكما يقول المراقبون اذا كانت السعودية فعلا مقتنعة بان ايران هي وراء كل ذلك بغض النظر عن صحة ذلك وصوابيته، فهو اعتراف بقوة ايران. اما اذا كان تبني الرياض لهذا التوجه هو للفت النظر عما تعانيه داخليا وخارجيا، فالافضل ان توقف لوم الاخرين على اخطائها، لانه وكما يقال لن تكون فاشلا الا حين تبدأ بلوم الاخرين على اخطائك.