أميركا تقطع أوصال لبنان اقتصاديا فهل يرد الشعب بمقاطعة بضائعها؟

أميركا تقطع أوصال لبنان اقتصاديا فهل يرد الشعب بمقاطعة بضائعها؟
الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

لاقت دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ترحيبا واسعا في الاوساط الشعبية اللبنانية كونها تمث ردا ولو كان محدودا على الغطرسة التي تمارسها الادارة الاميركية بحق لبنان واللبنانيين عبر ضغوطاتها الاقتصادية وعقوباتها المالية الظالمة وغير المحقة بحق لبنان شعبا ومؤسسات.

العالم - مقالات وتحلیلات

صحيح انها ليست المرة الأولى التي نسمع بها دعوات لمقاطعة البضائع الأميركية، ولكنها هذه المرة جاءت على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، في سياق الرد على الحرب الأميركية الاقتصادية التي تُشن على لبنان، والتي ساهمت بوصوله إلى القعر الذي يتواجد فيه اليوم، اقتصاديا واجتماعيا.

وترى المصادر المتابعة أنه منذ حوالي العشرين عاما بدأت حملات مقاطعة البضائع الأميركية في العالم العربي، ولكنها لم تتمكن من الصمود نتيجة عوامل عديدة.

أما في لبنان فقد كانت التجارب في هذا الإطار كثيرة، وأيضا لم تتمكن من الاستمرار طويلا، ولعل أحدث تجربة تلك التي انطلقت في الشهر الأول من العام الماضي، حيث عادت الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الأميركية إلى الواجهة مجددا، وتعود اليوم أيضا بعد خطاب السيد نصر الله.

لا ينفي احد المسؤولين ان الدعوات التي كانت تحصل على مدى السنوات السابقة لم تصل إلى نتيجة لأنها كانت عبارة عن "ردات فعل" تلحق القرارات الأميركية المجحفة بحق القضايا العربية، أو المجازر الاسرائيلية في المنطقة.

ومن المتعارف عليه أن ردات الفعل تنتج عن العاطفة، ما يجعلها فعلا موقتا ينتهي مع "انتهاء الشعور بالغضب"، ويشير إلى ضرورة العمل جديا على هذا الخيار بالتعاون مع ناشطين في أكثر من 14 دولة، منها سوريا، المغرب، تونس، ماليزيا، اندونيسيا، أفغانستان، غزة، باكستان وتركيا.

وقال مسؤول الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الاميركية حمزة الخنسا بالقول: لقد بات عملنا اليوم مختلفا عن السابق، اذ نُجري الدراسات ونعمل بطريقة ممنهجة، لا تكون قائمة على ردود الفعل العاطفية، ونعد القوائم بالبضائع الأميركية التي يُمكن مقاطعتها، مع وجود استثناءات لبضائع لا يوجد أي بديل لها، كقطاع الالكترونيات مثلا، ولوائح أيضا لبعض البدائل، سواء كانت وطنية أو عربية أو حتى غير عربية، مشددا على أن هدف الحركة هو جعل فكرة المقاطعة راسخة في ذهن الشعوب.

ويشير احد العاملين في حملات المقاطعة سابقاً إلى وجود العديد من المطبات التي يمكن الاصطدام بها خلال التطبيق الفعلي لهذه الحملات، أبرزها غياب البديل بالإضافة إلى مشكلة العاملين في هذه الشركات داخل لبنان، اذ كما هو معلوم فإن شركات لبنانية كبيرة تشتري "الإسم" من المؤسسة الأميركية الأم، وتعمل في لبنان، وبالتالي يعمل فيها مئات الموظفين اللبنانيين، الأمر الذي يجعل مقاطعة كهذه مؤذيا لهذه العائلات، مشددا على أن الموقف معنوي أكثر مما هو عملي، لأن المطلوب لنجاح الحملات أن تكون من ضمن خطة شاملة تعمل على تأمين البدائل عما لا يمكن الاستغناء عنه.

ويرى أن الخيار الأفضل هو ما قصده السيد نصرالله اي عندما يكون القرار بالمقاطعة على مستوى وطني شامل يكون ابلغ واقوى وبالتالي يتضمن دعم اي مستثمر يسعى إلى تقديم البديل، بينما اليوم لا تزال الدولة اللبنانية تقدم التسهيلات إلى المستوردين وتضع العراقيل أمام الصناعة المحلية.

وتتابع المصادر: ربما تبدلت الأزمنة، وما كان يسري على الهند يوم قاطع غاندي البضائع البريطانية، وتمكن من طرد المستعمر، لم يعد يسري اليوم، خصوصا أن الأولويات العربية باتت في مكان آخر، ولكل دولة موقفها الذي لا يتوافق ربما مع المسلمات التي كانت سائدة سابقا، ولكن كل هذا لا يعني أن على الشعوب الخضوع والاستسلام، بل عليهم محاولة المقاومة، وأن يكون لهم على الأقل، شرف المحاولة ليشعر الاميركي ان ارضية.واسعة.من الشعب لا تتقبله وبالتالي تعتبر خطوة المقاطعة كادنى رد معنوي يحفظ ماء وجه الشعب والدولة تختم المصادر.

* مراسل العالم.. حسين عزالدين