الشارع اللبناني ينتفض بوجه السلطة ويترقب مهلة ال72 ساعة

الشارع اللبناني ينتفض بوجه السلطة ويترقب مهلة ال72 ساعة
السبت ١٩ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٩:٢٢ بتوقيت غرينتش

شهد لبنان موجة من الاعتصمات والتظاهرات الشعبية المحتجة على الاوضاع الاقتصادية لم يشهدها البلد من قبل وسط تدرج المطالب من الاصلاح الاقتصادي والاعتراض على الضرائب المفروضة الى استقالة الحكومة واسقاط النظام حسب الشعارات التي رفعها المتظاهرون.

العالم لبنان.

هذه الاحتجاجات نملت تطورات ميدانية عدة كانت تمثلت بامتكاكات مباشرة مع القوى الامنية الى احراق مرافق عامة وخاصة بالاضافة الى محاولات دخول مكاتب ومنازل العديد من الشخصيات الرسمية اللبنانية.
وعلى مدى الايام المنصرمة لم نسمع سوى صوت واحد يصدح في الساحات: الشعب يريد إسقاط النظام، أي الحكومة عمليًا. فالشعب الغاضب الذي ملأ الساحات ليلًا ونهارًا، وقطع الطرقات لن يترك الساحة إلاّ بذهاب الحكومة، التي أعطاها رئيسها سعد الحريري مهلة تنتهي عند الساعة السابعة من مساء يوم الأثنين المقبل، وهي مهلة كافية لكي يعيد جميع مكونات هذه الحكومة حساباتهم، ومن بينهم شركاء التسوية الرئاسية، بعدما أصبح هامش التحرك أمامهم ضيقًا جدًّا، وبعدما أصبح صوت الشارع يعلو على كل الأصوات.
وفيما يراجع الجميع حساباتهم وخياراتهم يبدو المشهد في الساحات هو نفسه، تظاهرات وغضب ونقمة ومطالبة برحيل كل الطاقم السياسي المسؤول عمّا آلت إليه الأوضاع الإقتصادية المزرية، التي دفعت الناس إلى الشوارع دفعة واحدة، وكانت الضريبة على "الواتس أب كول" الشرارة الأولى لخروج المارد من قمقمه، في محاولة، ولو أخيرة، لتصحيح الأوضاع وتصويب ما يجب تصويبه، خصوصًا أن تجربة حكومة ما يسمى بحكومة "الوحدة الوطنية" أثبتت فشلها، وهي تضم كل المتناقضات، إذ أنه في كل دول العالم هناك حكومة تحكم بإسم الأكثرية، وهناك معارضة تعارض بإسم الأقلية، وقد لا تتعدى النسبة المئوية بين الأكثرية والأقلية أحيانًا الواحد في المئة (51 – 49)، وعلى رغم ذلك تحكم أكثرية الواحد في المئة وتعارض أقلية الـ 49، وقد يكون لدور المعارضة الجدّية والمتكتلة حول هدف واحد أهمية أكثر بكثير من دور الحكومة، التي تحتاج إلى هذه المعارضة من أجل تحسين أدائها.
وتتابع المصادر ما دامت التركيبة الحكومية قائمة على "من كل وادي عصًا" فإن الإنتاجية كانت وستبقى محكومة بإمكانية التعطيل، إذ من الصعب جدًا إرضاء الجميع أو تأمين إجماع وزاري على أي مسألة مطروحة، حتى ولو لم تكن أساسية وحسّاسة، وهذا ما أدى إلى ما وصل إليه الوضع بعدما أنفجر الشارع وقال كلمته ودعا الحكومة المسماة زورًا بحكومة "الوحدة الوطنية" إلى الإستقالة والإتيان بأخرى. لتختم المصادر بتساؤلات حول المرحلة المقبلة وهل بات لجم الشارع تو احد مداخل الحل ام ان المسؤلية وكما اشار الامين العام لحزب الله ان على الجمطع تحمل المسؤولية دوو تصفية حسابات حتى لا تذهب الامور الى انفجار شعبي يتخطى المشهد الذي حصل في اليومين الماضيين في الشارع اللبناني.

حسين عزالدين