العالم - تقارير
أكد أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني الحصول على رؤوس خيوط رئيسية للمغامرة الخطيرة في استهداف ناقلة النفط الايرانية من خلال دراسة الفيديوهات الملتقطة والادلة المعلوماتية ذات الصلة بالحادث.
وشدد شمخاني، أن القرصنة والاعمال الشريرة في طرق الملاحة الدولية بهدف تقويض أمن النشاطات التجارية لن تبقى دون رد.
ولفت الى الأعمال التخريبية الاخرى خلال الاشهر الماضية باستهداف ناقلتي النفط الايرانيتين هبينس وهلم في البحر الاحمر، مؤكدا ان زعزعة الامن في الممرات الدولية ستكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي يتحمل مسؤوليتها المخططون والمنفذون والداعمون لهذه الممارسات الاستفزازية.
وتعرض صباح امس الجمعة، ناقلة النفط الايرانية (SABITI) لهجوم بصاروخين في البحر الاحمر على مسافة 60 ميلا من ميناء جدة السعودي.
ويأتي الاعتداء بعد أشهر من حوادث مشبوهة بتفجيرات إستهدفت ناقلات نفط متعددة الجنسيات في مياه الخليج الفارسي وبحر عمان، ادت الى أزمة خطيرة لا تزال تداعياتها مستمرة على صعيد الامن الاقليمي والعالمي.
ومن الجدير ذكره، أن تداعيات هذا الاعتداء على أسعار النفط لم تتأخر كثيراً، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من دولار للبرميل الواحد بعد الإعلان عن الهجوم الذي أصاب الناقلة الإيرانية.
وهنا يطرح السؤال نفسه بان من وراء استهداف ناقلة النفط الايرانية؟
من الواضح ان الجهة التي تقف وراء استهداف ناقلة النفط الايرانية، لا تريد ان يعم الامن والاستقرار في المنطقة، بدليل ان الاستهداف جاء عشية زيارة رئيس وزراء الباكستاني عمران خان الى طهران والرياض، في مسعى لتخفيض حدة التوتر في المنطقة، وهو تكرار للسيناريو الذي وقع عندما زار رئیس الوزراء الیابانی شینزو آبی، طهران في حزيران / يونيو الماضي، عندما تعرضت ناقلة نفط يابانية لحادث في بحر عمان.
ويبدو ان هذه الحوادث المتكررة في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان والبحر الاحمر، كافية لإيصال بلدان المنطقة الى قناعة مفادها ان هناك جهة عاقدة العزم على التلاعب بامنها واستقرارها لمصلحتها، وهي مصلحة تتناقض مع امن واستقرار المنطقة، الامر الذي يتطلب من هذه الدول تفويت الفرصة على هذه الجهة، عبر التعامل بجدية ومسؤولية، مع المبادرات التي يمكن ان تضع المنطقة على طريق الامن والاستقرار، وهي الطريق الوحيدة التي تفضي الى التطور والنمو الاقتصادي.
في هذا الاطار اكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي بان ايران تقوم في الوقت الحاضر باجراء تحقيقاتها بدقة حول الحادث الذي تعرضت له ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر ولا تتسرع في اصدار الحكم في هذا الصدد.
وكتب ربيعي في تغريدة له على التليغرام بعنوان "المغامرة ضد ناقلة النفط الايرانية"، انه وفي الوقت الذي تحتاج فيه منطقتنا اكثر من اي وقت اخر للاستقرار والسلام لبلسمة جراح الاقتتال الطويل بين الاخوة ، هنالك افراد وفئات وحكومات يعتمد بقاؤهم على العدوان على الاخرين والانتفاع من الحرب ولا يطيقون ادنى بوارق المصالحة والسلام ولا يتوانون عن التشبث باي فرصة لتصعيد الدمار.
واضاف، ان اخر هذه الممارسات الشريرة هو الهجوم على ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر والذي هنالك عناصر مشبوهة كامنة وراءه قد عقدت العزم مرة اخرى على اشعال فتيل توتر اخر.
وتابع ربيعي، انه ومع الاخذ بنظر الاعتبار هذه المسالة فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقوم في الوقت الحاضر بدراسة القضية بدقة والكشف عن حقائقها من دون تسرع ولا شك انه سيتم ابداء الرد بما يناسب تجاه المخططين لهذا الهجوم الجبان لكننا سننتظر حتى اتضاح جميع ابعاد هذه المؤامرة.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الايرانية، ان السؤال المطروح هنا هو ان الذين يتسرعون في توجيه اصابع الاتهام لايران من دون اي وثيقة دامغة بالاخلال بحرية الملاحة البحرية في الخليج الفارسي والضلوع في الهجوم على منشآت ارامكو، هل هم اليوم على استعداد للدفاع مرة اخرى عن مبادئ حرية الملاحة البحرية في المياه الدولية وادانة مثل هذه الهجمات على السفن الايرانية؟ .
من جهتها زعمت السعودية أنها كانت مستعدة لتقديم المساعدة لناقلة النفط الإيرانية التي تعرضت للهجوم قبالة سواحلها غير أن "السفينة أغلقت نظام التتبع الآلي".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن حرس الحدود السعودي قولهم "تم استقبال بريد إلكتروني من المحطة الساحلية بجدة تتضمن تلقيهم رسالة إلكترونية من كابتن الناقلة سابيتي والتي تحمل العلم الإيراني، تُفيد بتعرض مقدمة الناقلة لـ "كسر"، نتج عنه تسرب نفطي".
وأضافت الوكالة "عند تحليل المعلومات من قبل مركز التنسيق، بهدف القيام بتقديم أي مساعدة لازمة، تبين أن الناقلة قامت بإغلاق نظام التتبع الآلي، مع عدم الرد على اتصالات المركز".
وادعت أن السعودية ملتزمة "بأمن وسلامة الملاحة البحرية وقوانين الملاحة البحرية الدولية".
الى ذلك اعتبرت بريطانيا الحادثة التي تعرضت لها ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر بانها مقلقة.
وفي تصريح ادلى به لمراسل وكالة "ارنا" امس الجمعة قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية طلب عدم الكشف عن اسمه، ان التقارير الواردة بشان الانفجار الحاصل في ناقلة النفط الايرانية في البحر الاحمر مقلقة، مضيفا قوله: "اننا نسعى للوصول الى الحقائق".
وكانت بريطانيا ودون تقديم اي ادلة اتهمت ايران بالوقوف وراء استهداف منشات ارامكو في السعودية في حين تبنت حركة انصار الله اليمنية هذا الهجوم ردا على الجرائم السعودية ضد الابرياء والعزل بمن فيهم الاطفال والنساء في اليمن.
كما أعلنت الصين بعد استهداف ناقلة النفط إلايرانية قبالة جدة، أنها تأمل في أن تتعاون الأطراف المعنية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
ولم تحرك واشنطن التي تدعي دوما بان امن الملاحة البحرية في الخليج الفارسي خط احمر بالنسبة لها، لم تحرك ساكنا والتزمت الصمت تجاه هذا الاعتداء.