العالم - كشكول
من سوء حظ ترامب، يبدو ان منافسيه كانوا له بالمرصاد بعد ان جمعوا معلومات عن شخصيته التي لا يمكنها ان تسلك الطرق القانونية في الحصول على مبتغاه دائما، فاوقعوه في الفخ الذي نصبه هو لنفسه.
وقبل ان تكتمل خطته بالنيل من منافسه الديمقراطي جو بايدن، عبر ابتزازه الرئيس الأوكراني فلودومير زلينيكسي، من اجل ايجاد نقاط سوداء في اداء نجل بايدن الذي كان يعمل في اوكرانيا خلال رئاسة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، كان هناك مخبر نقل اتصاله الهاتفي مع نظيره الاوكراني الى من يهمه الامر، فوقع ما لا يحمد عقباه، حيث ثارت ثائرة مجلس النواب، الذين عقدوا العزم على اتخاذ كل الوسائل من اجل محاسبة ترامب وعزله.
من غرائب ترامب، انه وبدل ان يحاول الدفاع عن نفسه ويرفض كل التهم الموجهة اليه، نراه ، كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» يبذل كل ما بوسعه من اجل العثور عن المُبلغ عن مكالمته مع رئيس أوكرانيا، فولودمير زلينسكي، واصفا اياه بالجاسوس.
ومن بين ما نقلته الصحيفة عن ترامب لدى حديثه مع العاملين في البيت الابيض، قوله ان أيًا كان من قدم المعلومات عن مكالمته فهو أقرب إلى جاسوس، وإن الجواسيس قديما كان يتم التعامل معهم بشكل مختلف.
تصريحات ترامب وتغريداته حول فضيحته الجديدة، زادت من عزم منافسيه في تحركهم لعزله، ويبدو هذه المرة ان هذا التحرك اصبح اكثر جدية، بعد ان نأى بعض الجمهوريين، بانفسهم عن القضية ولم يدافعوا عن ترامب، بعد ان اخذت تتكشف بعض خيوط الفضيحة، لاسيما بعد الاستقالة التي قدمها المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، كورت فولكر، من منصبه؛ إثر تلقيه استدعاء من الكونغرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترامب.
كثيرا ما اتهم ترامب المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الامريكية روبرت مولر ومنافسيه الديمقراطيين، بانهم يطاردون الساحرات، في اشارة منه الى عبثية جهودهم، يبدو ان الدوائر دارت اليوم على ترامب ، وبدا هو بمطاردة الساحرات.