استمرار غياب عبد القادر بن صالح يغذي كل الإشاعات في الجزائر

استمرار غياب عبد القادر بن صالح يغذي كل الإشاعات في الجزائر
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

أثار غياب الرئيس الجزائري المُؤقت عبد القادر بن صالح في الجزائر عن الأنظار الكثير من التساؤلات، خاصة وأن هذا الأخير لم يبد موقفه لحد الساعة من مقترح الفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش، حول استدعاء الهيئة الناخبة يوم 15 سبتمبر / أيلول الحالي وتنظيم انتخابات رئاسية قبل نهاية 2019، وهو ما فتح الباب أمام الكثير من التحليلات والتأويلات بخصوص هذا الغياب.

العالم - الجزائر

ولم يكد ينهي قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، خطابه الإثنين الماضي حتى انفجر جدل كبير على المنصات الاجتماعية وتساءل قطاع عريض من النشطاء عن أسباب عدم إعلان رئيس الدولة عبد القادر بن صالح عن هذا المقترح، واعتبروا إعلان قايد صالح إهانة لبن صالح، وعلق الأستاذ في كلية العلوم السياسية رضوان بوجمعة، على هذه الخُطوة قائلا إن قرار قائد الجيش إهانة أخرى لعبد القادر بن صالح، وتعرية مباشرة للجنة الوساطة الجزائرية التي يقودها كريم يونس ولكل عضو فيها “.

وكان آخر خطاب ألقاه رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح، بداية يوليو الفارط، بمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال، أعلن فيه عن إطلاق حوار تقوده شخصيات مستقلة، وقال إن الدولة بجميع مكوناتها بما فيها المؤسسة العسكرية لن تكون طرفا فيه وستلتزم درجات الحياد طوال مراحل هذا المسار وستكتفي فقط بوضع الوسائل الـمادية واللوجستية تحت تصرف هذا الفريق.

غياب عبد القادر بن صالح عن الساحة السياسية، فتح الباب أمام تساؤلات وإشاعات وتأويلات، بين من ربط غيابه عن المشهد السياسي بوضعه الصحي حيث ظهر بن صالح، على شاشة التلفزة الرسمية في آخر خطاب له، ” نحيفا ومتعبا “، وحسبما تداول إعلاميا فقد خضع لعملية جراحية في عام 2015 في أحد مستشفيات باريس بعد تعرضه لنكسة وهو يخضع للعلاج حاليا.

بينما اعتبر قطاع أخر أن إعلان قايد صالح عن استدعاء الهيئة الناخبة كان متعمد، بالنظر إلى المظاهرات الرافضة لبقاء بن صالح وحكومة نور الدين بدوي باعتبارهم من رموز النظام السابق عبد العزيز بوتفليقة، في حين روجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة ” فيسبوك ” لوجود خلافات مزعومة على مستوى أعلى هرم السلطة، وتحدثت عن رغبة بن صالح في تقديم استقالته.

وخرج الجزائريون في الجمعة الـ 29 من الحراك الشعبي، في تظاهرات حاشدة تطالب برحيل ما تبقى من رموز نظام الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وأطلق ناشطون في الحراك الشعبي، عشية الجمعة الـ 29، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لحشد وحث الجزائريين على الخروج بأعداد أكبر والتمسك بالمطالب الرئيسية المتمثلة في ” هيئة مستقلة عليا لتنظيم الانتخابات والمواصلة في مكافحة الفساد إضافة إلى حرية الإعلان وإنهاء حالة التضييق “.

وتتجه الأنظار مُنذ الاثنين الماضي إلى قصر المرادية ( الرئاسة الجزائرية ) تحسبا لموقف رسمي من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح بخصوص الزوبعة التي أثارها اقتراح قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالخ، حول دعوة الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر / أيلول الجاري ما يعني إجراء الانتخابات في حدود 15 ديسمبر / كانون الأول القادم.