وشبه الكاتب في الصحيفة جاكسون ديل، ابن سلمان، بصدام حسين، مشيرا إلى أن الأخير كانت أمريكا وحلفاؤها قد راهنت عليه، ما أدى إلى غزو الكويت عام 1990، ومن هنا "بدأت الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط"، وفق قوله.
وقال عن صدام: "كان يا مكان، كان هناك ديكتاتور قاس ومتهور في دولة نفطية عربية، ورغم سجله الموثق في الانتهاكات إلا أن الولايات المتحدة اقتربت منه ودعمته، وكانت جرائمه رهيبة، ولكنه كان قوة تحديث لبلده ويقف في مواجهة الجهادية الإسلامية وإيران، وربما لم يكن له بديل".
ورأى أن الشبه بين ابن سلمان وصدام حسين أيضا هو أن ولي العهد السعودي استنتج أنه محصن، ويبدو الأمر واضحا في قضايا النساء اللاتي أمر بتعذيبهن في السجن، وكذلك مواصلة طائراته قصف اليمن.
ولفت أيضا إلى أن ابن سلمان يقوم باتخاذ الخطوات الأولى للحصول على أسلحة نووية.
ورأى أن مصيره قد يكون مماثلا لصدام، حين ترى الحكومات الغربية التي لا تعمل على وقفه بأنه يجب إيقافه في مرحلة ما، وحينها سيكون الثمن أعلى.
ورأى أن شكاوى مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية من حروب الشرق الأوسط، شاركت فيها هي بالأساس.
وقال: "بعد 30 عاما، فإن هذه النخبة والساسة الذين يقدمون لها التقارير يقومون بتكرار نفس الخطأ، رغم قولهم إنهم يمقتون جرائم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بما فيها الجريمة الشنيعة لقتل الصحافي جمال خاشقجي وتعذيب وسجن النساء المطالبات بحقوق أوسع للمرأة ويرون الحملة العسكرية في اليمن على أنها كارثة مثقلة بجرائم الحرب".
ومع ذلك ففي قمة العشرين الأخيرة، الأسبوع الماضي "تجمعوا بجدل حوله، وليس الرئيس دونالد ترامب فقط، ولكن رؤساء الوزراء والرؤساء من الدول الديمقراطية الأوروبية، وليس هم بل قادة الهند وكوريا الجنوبية واليابان، الذين استقبلوا ابن سلمان بحرارة في الأشهر الستة الماضية".
وقال: "عندما تسألهم عن السبب، فإنك تحصل على الجواب المألوف: ولي العهد الفرصة الأفضل لتحديث السعودية. وهو يخوض حربا ضد التشدد الإسلامي، وهو متحالف معنا وإسرائيل ضد إيران. والبدائل عنه أسوأ".
ولكن ديل رأى أن تصميم الساسة وصناع السياسة على التمسك بهذه الرؤية التي وصفها بـ"الضيقة"، يمكن رؤيتها من خلال المحاولة الفردية التي تقوم بها المقررة الخاصة في الأمم المتحدة لقضايا القتل خارج القانون والإعدام التعسفي، أغنيس كالامار.
واعتبر أن الصمت الرسمي المطبق الذي استقبل به تقرير كالامار كان واضحا، فلم يرد غوتيريش على طلبها بتحقيق مستقل. وحتى الأسبوع الماضي لم يلتق بها. والتزمت أوروبا أيضا بالصمت. وفي قمة العشرين التقى ترامب مع محمد بن سلمان على مأدبة إفطار، وأعلن أنه "يقوم بعمل باهر".
وفي زيارة لها لواشنطن الأسبوع الماضي لم تغير كالامار موقفها وقالت أثناء كلمة لها في معهد بروكينغز: "حاولت الكثير من الدول دفنه، قائلة دعونا نمضي للأمام، لكن الجريمة لن تختفي".
وأشاد الكاتب بمطالبة المشرعين في مجلس النواب الأمريكي، مدير الأمن القومي بتقديم تقرير عن المتورطين في جريمة قتل خاشقجي، وبمنع منحهم تأشيرات زيارة إلى الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تنظر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في قرارات أخرى.
ولكنه استدرك بأنه "طالما بقي ترامب في الرئاسة، فلن يواجه ابن سلمان عقوبات، فكل القرارات الصادرة عن الكونغرس تستثنيه، أو تمنح ترامب سلطات لعمل هذا".