العالم _ لبنان
وحسب بعض مقالات الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية الأخرى فإن وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هو وراء هذه الأحداث الدموية التي راح ضحيتها قتيلان و عدد من الجرحى وقطعت جراءها طرقات رئيسية في بعض مناطق الجبل ومداخل بيروت مما سبب اختلالا في تنقلات اللبنانيين و سيطرت أجواء من الخوف وهلع الناس.
اما السؤال المهم الان فهو من كان الهدف من محاولة الاغتيال التي حدثت؟ اذا كان صالح الغريب وزير شؤون اللاجئين وأحد المقربين من الزعيم الدرزي طلال ارسلان رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني وأحد منافسي وليد جنبلاط على الزعامة الدرزية أو ما روج من أن المستهدف كان وزير الخارجية جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر.
الإجابة عن هذا السؤال سيفتح على تطورات خطيرة إذا ما ثبت أن المستهدف هو الوزير الغريب وعلى فتنة بين الدروز الذين يتعايشون في مناطق مشتركة تضم عناصر موالية للطرفين.
أما اذا كان الهدف هو جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون فهذا الأمر سيؤدي إلى صراع سياسي كبير نظرا لتوقع أن يقاتل وليد جنبلاط للحفاظ على نفوذه في مناطقه والمناطق وعدم تسليمه لأي تغيير او تنازل عن هذا النفوذ. ولذلك يحاول جنبلاط أن يمنع أي تغيير يؤدي الي تقليص نفوذه السياسي في المعادلات اللبنانية.
إضافة الي ذلك هناك من يقول في وسائل الإعلام إن جنبلاط غير مستعد للتنازل عن مصالحه المالية والشركات التي يملكها في مناطقه ولذلك هو يمنع اي نفوذ أو تدخل لأي طرف أخر يهدد مصالحه المالية.
في هذا المجال كتبت جريده الاخبار اليوم بأن جنبلاط قرر أمس أن يقول للجميع إن «الجبل لي وحدي وأنا من أسيطر عليه عسكريا" وإذا ما اعتُبِر أن الهدف مما حصل هو تثبيت شيء من التوازنات الطائفية في البلد. فلا قوة تبدو آتية لتعيد لجنبلاط ما خسره تباعاً منذ خروجه من حلفه مع سوريا. حتى عودة سوريا إلى ما كانت عليه قبل 2011، ووصل ما انقطع بينه وبينها، لا يمكنهما إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
واضافت الاخبار لكن من يعرف جنبلاط يُمكنه أن يتوقّع أن الهدف من عراضته لم يكن ربما الوقوف في وجه جبران باسيل، بقدر ما هو تخويف آل فتوش من مغبة الاستمرار في بناء معمل لهم في عين دارة، سينافس معمل جنبلاط في سبلين! ولا ضير في توتير البلاد، وإعادة أهلها إلى أجواء الحروب، وسقوط ضحايا وتقطيع أوصال الجمهورية.
المهم ألا تُمس امتيازات جنبلاط الذي لم يعد له من يسلّيه. وبدلاً من تأمين وراثة هادئة لابنه تيمور، تراه «يصارع» ظلّه إن لم يجد من يصارعه. يرفع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» من منسوب الأيديولوجيا والسياسة في خطابه، فيما همّه الأول شحّ الموارد المالية التي تمكّنه من الاستمرار في مراكمة الثروة والانفاق السياسي. وصل به الأمر إلى حد اعتبار موقع معمل ترابة الأرز في عين دارة «موقعاً عسكرياً متقدّماً للجيش السوري وحلفائه في الجبل. وكما لم يسقط الجبل في الحرب، لن نسمح بسقوطه سلماً».
هذه العبارة نقلها عنه عدد من المقربين منه في الأسابيع الأخيرة. الرجل الشديد التطيّر يعتبر خسارته رئاسة بلدية في إقليم الخروب قراراً دولياً بمحاصرته. ولأجل مواجهة هذا «القرار»، لا بد من تنفيذ مناورة بالذخيرة الحية، ولا بأس إن سقط فيها قتيلان وجرحى حالتهم حرجة، وكاد يُقتَل وزير.
رفع من مستوى التوتر بين أنصاره ومحازبيه، إلى حدّ انتشارهم أمس بكامل أسلحتهم، لمنع جبران باسيل من دخول كفرمتى. ولم يكن القرار ابن ساعته، ولا رد فعل على خطاب باسيل في الكحالة.
قبل يومين، رُميت قنبلتان صوتيتان في كفرمتى. وعلى مدى الأيام الأربعة السابقة ليوم الأحد، كانت تقارير الأجهزة الامنية تفيض بمعلومات عن نية الجنبلاطيين منع باسيل من القيام بجولته في عاليه، بقوة السلاح.