العالم - فلسطين المحتلة
وقال المدلل خلال كلمة له في مخيم العودة شرق خان يونس عصر اليوم الجمعة: "إن أرض فلسطين والقدس آية من القرآن الكريم والذي لا تغيير فيه ولا تبديل منذ نزوله على سيدنا محمد حتى يرث الله الأرض ومن عليها".
وأشار إلى أن إطلاق هذه المناسبة رؤيا صائبة حملها الإمام الخميني (رحمه الله) وسارت الأمة على أثره لتظل فلسطين وقدسها، القضية المركزية للأمة الإسلامية.
وشدد المدلل على أن معركة القدس لن تتوقف طالما أن الاحتلال الصهيوني يستبيحها، وواجب على الأمة أن تجند كل ما تملك من جيوش وأسلحة وثروات من أجل تحريرها من دنس الاحتلال، فالقدس قلب الأمة النابض بالقرآن والتاريخ والواقع، واستمرار احتلالها من الصهاينة يعنى استباحة العدو وأمريكا لكل عواصم الأمة.
ونوه إلى أن بداية نسج خيوط صفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية بدأت بإعلان القدس عاصمةً للكيان الصهيوني، وتجريم المقاومة الفلسطينية، ومن ثمّ محاولة شطب حق العودة للفلسطينيين، ومن ثمّ ضم الجولان، وتغول استيطاني في الضفة والقدس، وحصار ظالم لقطاع غزة، وتقديم رشوة الحل الاقتصادى بمساعدة عربية حتى تقبل غزة بالمؤامرة، وتصبح "إسرائيل" دولة طبيعية لها علاقات كاملة مع جيرانها العرب الذين يتسابقون للتطبيع معها، وبذلك لا يبقى للقضية الفلسطينية أثر حسبما افاد موقع فلسطين اليوم .
وتوقع المدلل إن لم تقبل غزة بنزع سلاحها كما يطالب عرابو الصفقة، فستشن ’إسرائيل’ عدواناً عليها يعملون خلاله على تهجير أهلها إلى أماكن بديلة، منوهاً إلى أن هذا هو المخطط الذي تحضره أمريكا و’إسرائيل’.
وجدد المدلل التأكيد على أن "صفقة القرن" تشكل تهديداً كبيراً لا يقف عند حد القضية الفلسطينية، بل يمتد للأمة العربية بتدمير كيانها وهويتها، ونهب لثرواتها، وتجزئة المجزأ، وزرع الفتن والصراعات بين مكوناتها، لذا فلسطين في خطر والقدس في خطر والأقصى في خطر، والأمة العربية في خطر كبير.
ودعا إلى ضرورة أن تصحو الأمة العربية من غفوتها، فعقارب الساعة تسير فى غير صالحها، وإن بقي ما تراهن الأمة عليه فهو الشعب الفلسطيني الذي وقف سداً منيعاً، وأوقف المشروع الصهيوني الذي كان يحلم بأن يتمدد إلى باقي عواصمنا، وفي أجندته السيطرة على المدينة المنورة وخيبر وبني قريظة وبني قينقاع كما يزعمون ارث أجدادهم من اليهود.
وبحسب المدلل فإن مواجهة "صفقة القرن" تتضمن ثلاثة محاور رئيسية، الأول: وحدة فلسطينية حقيقية، وبعيداً عن المناكفات أن يتم الاتفاق على مشروع وطني وحدوي يحافظ على الثوابت ويحمي الشعب الفلسطينى ويبقي حالة الاشتباك مستمرة مع الكيان الصهيوني، حتى لا يشعر بأي استقرار أو أمان على فلسطين، وسحب الاعتراف بأي وجود له على أرض فلسطين.
أما المحور الثاني، فإن فقدنا الأمل في أنظمة قبلت بـ’إسرائيل’ وتطبع معها علانية فإن أمتنا العربية والإسلامية لا تزال حية فلا بد من التشبيك مع القوى الحية فيها لتحريك الساكن فيها وتوجيه بوصلتها نحو القدس لتعود فلسطين وبقوة قضية الأمة المركزية، والمطالبة بعقد مؤتمرات ومسيرات واعتصامات في كل العواصم العربية والإسلامية أمام السفارات الأمريكية للضغط على الأنظمة الحاكمة بقطع العلاقات مع أمريكا و’إسرائيل’.
وطبقاً للمدلل فإن المحور الثالث، يتضمن أن يهب أحرار العالم ليضعوا حكوماتهم أمام مسؤولياتها في مواجهة أمريكا التي نقضت كل العهود والمواثيق الدولية، وألقت بالقرارات الدولية لصالح القضية الفلسطينية في سلة المهملات؛ وبذلك أعلنت الحرب ليس على الفلسطينيين وحدهم وإنما على المجتمع الدولي الذي ضربت مصداقيته في مقتل، واعتبرت نفسها حاكمة العالم بلا منازع وراعية الإرهاب الذي تمثل بشكل فاضح بـ’إسرائيل’.