دعاة السعودية اما معتقلون او مغردون بحمد السلطان

دعاة السعودية اما معتقلون او مغردون بحمد السلطان
الأربعاء ١٦ يناير ٢٠١٩ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

حالة من الخوف والرعب يعيشها رجال الدين والدعاة في المملكة العربية السعودية خاصة بعد اعتقال العشرات منهم وتحجيم آخرين وفرض الاقامة الجبرية على غيرهم.

العالم - تقارير

واصبح من المتعذر على رجال الدين المستقلين الادلاء بآرائهم ومواقفهم وحتى اولئك الموالين للسلطة لايمتلكون الحق بادلاء آرائهم الا بمايتوافق وينسجم مع مواقف السلطات الحاكمة ولايحق لهم انتقادات تلك السياسات حتى لو كانت معادية للدين.

وفي سابقة خطيرة لم تشهدها المملكة العربية السعودية من قبل حيث تمت استضافت العشرات من المطربين والمطربات العرب الى السعودية لاجراء لوحات غنائية في مناطق مقدسة مثل المدينة المنورة ، وكذلك مناطق يحرم السعوديون على انفسهم دخولها مثل مدينة العلا التي وقع على اهلها عذاب الهي، لم ينطق رجال الدين في السعودية بكلمة واحدة على سبيل الاعتراض على تلك الاهانات للمقدسات.

وبعد عشرات السنين من منع السلطات السعودية من الذهاب والامتناع عن زيارة مدائن صالح في السعودية بسبب فتاوى دينية تزعم انها تستند الى روايات واحدايث تنبذ دخولها، دعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار سلطان بن سلمان لزيارة ذاك الموقع الأثري.

وتأتي تصريحات الأمير سلطان بعد تلقيه "رسالة جوال" من عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، عبدالله بن منيع، الذي زار مدائن صالح والعُلا مع اللجنة الدائمة للإفتاء، لتحديد موقع مدائن صالح.

ويستند رجال الفتوى في السعودية على منع زيارة مدائن صالح على حديث يقولون انه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء فيه أن النبي عليه الصلاة والسلام لما مر بالحجر (مدائن صالح) قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم فيصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي".

فتاوى حاضرة لاباحة التطبيع مع "اسرائيل"

ومثلما اقنع ابن سلمان الدعاة بان يفتوا لصالح فتح ابواب مدينة العلا المغلقة منذ عشرات الاعوام على الزوار والمطربين وغيرهم فإنه بلا شك سيطالبهم بالحصول على فتاوى واحاديث عندما يقرر التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي وشتان مابين الموقف السابق الذي كان فيه الدعاة ومشايخ المنبر السعودي يدعون بصلواتهم لدمار اليهود ومابين هذه الايام التي يدعون فيها الى التصالح مع الصهاينة قتلة الفلسطينيين.

وبالرغم من احجام اغلب الدعاة والمشايخ عن ابداء الآراء والمواقف بشأن الكثير من الموضوعات لكنهم مع ذلك شملتهم تصفية الحسابات وعلى سبيل المثال فان إقالة سليمان أبا الخيل برغم من كونه مواليا للسلطة من رئاسة جامعة الإمام محمد بن سعود، جاءت بأوامر مباشرة من ولي العهد السعودي.

وقال حساب “العهد الجديد” السعودي في تغريدة له على تويتر إن إقالة سليمان أبا الخيل من جامعة الإمام هي إطاحة عبر تصفية حسابات حتى وان تم الاعلان عنها مجرد “إقالة".

وتابع الحساب موضحا:”تم الكشف (تعمداً) وإثارة قضايا فساد مالي متورط هو بها ـ يقصد ابا الخليل ـ ومجموعة من فريقه وأتباعه من الجاميين”

ولفت “العهد الجديد” إلى أن هذه القضايا تتجاوز 7 ألاف قضية وشيك، مضيفا “تم التعامل معها مباشرة من الديوان وليس من أمن الدولة!”

وأقيل على إثر هذه القرارات الملكية حينها سليمان أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود من منصبه دون توضيح لسبب الإقالة رغم قرب “ابا الخليل” من النظام وولائه الكبير لابن سلمان.

ومن المعروف أن “أبا الخيل” يكره بشدة الإسلاميين، وبادر بفصل موظفين وأكاديميين من جامعة الإمام، اتهموا بالتعاطف مع فكر “الإخوان المسلمون”، علاوة على سبه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.

احصاءات رجال الدين المعتقلين

اضافة الى حساب "العهد الجديد" يهتم حساب "معتقلي الرأي" السعودي ايضا بقضايا انتهاكات حقوق الانسان في السعودية ولاسيما الاعتقالات التي حصلت لرجال دين اعتقلوا لمجرد تغريدة نشروها على "تويتر" او بسبب جملة قالوها في خطبة.

كما وثق الحساب الشهير اعتقال 105 مواطنين، من الدعاة والنشطاء والأكاديميين والكتاب السعوديين خلال عام واحد، بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد بشهرين.

وبدأت السعودية حملة اعتقالات تعسفية كبرى مطلع سبتمبر الماضي، ضد العشرات من الأمراء والمسؤولين، تبعها اعتقال المئات ممن أطلق عليهم رموز "تيار الصحوة".

ولم توضح السلطات مصير معتقلي الرأي ولم توجّه لهم تهماً أو محاكمات علنية، لتكون هذه الحملة بداية لما وُصف بالعام الأسوأ في تاريخ حقوق الإنسان بالمملكة.

وقال حساب "معتقلي الرأي" "مرّت سنة على اعتقال نخب الوطن من دون مسببات قانونية ولا تهم، ثم تأتي السلطات السعودية وتبدأ بمحاكمة هؤلاء النخب سراً وتعتبرهم إرهابيين !! هذه الانتهاكات هي جرائم لا يجب السكوت عنها أبداً!"

وبتاريخ 9/9/2017) بدأت حملة اعتقالات تعسفية كبرى في السعودية طالت حتى اليوم مئات الشخصيات الأكاديمية والمشايخ والدعاة والناشطين والناشطات.

كما اطلق المغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة في السعودية، تزامناً مع مرور سنة على بدء حملة الاعتقالات وتزامنت الحملة مع مطالبة النيابة العامة السعودية بإعدام بعض الدعاة تعزيراً، بعد أن وجّهت لهم تهم تتعلّق بالإرهاب، فضلاً عن منع دعاة آخرين من الخطابة والتغريد وأبرزهم الشيخ محمد العريفي.

محمد طاهر