ما الذي ينتظر سوريا في عام 2019؟!

ما الذي ينتظر سوريا في عام 2019؟!
الثلاثاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

أيام وتبدأ السنة الجديدة والفائز فيها حتما هو من صبر أعواماً منذ العام 2011. إشارات من عدة دول أوروبية وعربية وأفريقية وآسيوية تبدي رغبة لمد جسور التواصل بينها وبين الحكومة السورية، دون النظر إلى من يحكم سوريا. 

العالم - سوريا

ويبدو أن الأجواء الإقليمية ستكون على موعد طويل مع التداعيات والمواقف والتحولات التي أفرزها قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، وعلى حين خطت واشنطن أولى خطواتها خلفاً بتحديد زمن خروج قواتها، اكتفت فرنسا بالتعبير عن أسفها لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في حين كانت العلاقات السورية العربية تشهد دفعة إضافية نحو الأمام، مع الإعلان عن زيارة قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي المملوك، إلى مصر بدعوة من الوزير عباس كامل مدير المخابرات العامة المصرية، بحثا فيها، بحسب وكالة "سانا"، «مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب». وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن زيارة اللواء مملوك سيليها زيارة من الجانب المصري إلى دمشق، وأن هدف البلدين إعادة تفعيل العلاقات السورية المصرية أولاً، والعلاقات العربية عموماً

وتأتي زيارة المملوك للقاهرة بعد أسبوع من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير لدمشق ليكون أول رئيس عربي يزور العاصمة السورية منذ بدء الحرب على سوريا في مارس 2011.

ويرى المراقبون ان عدداً من الدول العربية والاوروبية تعمل لإعادة فتح سفاراتها في دمشق، مشيرين الى ان مسلسل إعادة فتح السفارات قد بدأ الآن.

فالاردن بدأت في مغازلة دمشق وقال الملك ​الأردن​ي عبدالله الثاني أن "الأمور في ​سوريا​ تسير نحو التحسن، وأن المملكة تتمنى لها كل الخير"، مشددا على أن "الأمور ستستقر كما كانت في السابق". وما زيارة الوفد البرلماني الاردني لدمشق ومن ثم افتتاح معبر نصيب بين البلدين الا مؤشر إيجابي على واقع العلاقة المستقبلية بينهما، ونقلة نوعية في مسار إعادة تطبيع العلاقات الأردنية -السورية، لا سيما ان اصواتا علت داخل البرلمان الأردني من أجل اعادة تسمية السفراء بين البلدين

كذلك في وسط العاصمة دمشق تشهد سفارة الإمارات العربية المتحدة أعمال صيانة، فيما يبدو أنها إشارة لاقتراب افتتاح السفارة التي أغلقت منذ 6 أعوام بسبب الحرب على سوريا. وبالفعل زار وفد اقتصادي إماراتي دمشق مؤخرا، بهدف إقامة مشاريع استثمارية جديدة في المرحلة المقبلة. كما أعلنت وسائل إعلامية عن دخول أول قافلة إماراتية إلى سوريا محملة بسلع ومواد غذائية إلى الأراضي السورية عبر معبر نصيب الحدودي، متجهة إلى لبنان، وعادت القافلة إلى دبي محملة بالفواكه والخضروات، واشارت وسائل الاعلام إلى أن مرور القافلة الإماراتية كان بالتعاون بين الجهات الجمركية في السعودية والإمارات وسوريا ولبنان.

انقلاب موازين القوى على الأرض لصالح الدولة السورية في حربها على الارهاب، أجبر أنقرة أيضا في إبداء مرونة تجاه دمشق. وظهرت هذه المرونة مع التقارب الذي حدث بين تركيا وروسيا في الملف السوري خلال العامين الماضيين. ليأتي إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بأن بلاده من الممكن أن تتعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذا فاز في انتخابات ديمقراطية، في أحدث التصريحات التي تبدي مرونة إزاء الأسد، بعد مواقف تركية متكررة طالبت برحيله استمرت سنوات. في حين اكدت روسيا على ان الجيش التركي يوجد في إدلب السورية بالاتفاق مع دمشق.

اما الولايات المتحدة التي تأكدت خسارتها في الحرب السورية تغيرت مواقفها كثيرا تجاه دمشق وأكد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، أن بلاده لا تسعى إلى التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد. فيما اعتبر السيناتور الجمهوري في الكونغرس الاميركي راند بول ان الرئيس الاسد خرج منتصرا في الحرب ضد الجماعات الارهابية، مشيرا الى انه ليس أمام واشنطن من خيار سوى التفاوض مع سوريا وايران وروسيا.