العالم - سوريا
وتكون بذلك أنقرة قد حققت هدفين بعمل عسكري واحد:
1- فصل المسلحين الأكراد المتواجدين في القامشلي أقصى شرق المنطقة الكردية شرق الفرات عن منبج.
2- إتمام الحزام العربي الذي تعمل على بنائه بينها وبين الأكراد على الحدود السورية التركية.
مصادر "العهد" الإخباري أكدت أن احتلال تركيا لهذه البلدات الثلاث سيشكل نهاية لحلم أكراد سوريا في إقامة كيان مستقل مجاور للحدود التركية الجنوبية مع سوريا، موضحة أن تركيا باحتلالها العام الماضي مدينة الباب ومن ثم مدينة عفرين أنهت حلماً كردياً استراتيجياً بالاقتراب من البحر وفصلت المناطق التي يسكنها أكراد سوريا في شمال حلب وتحديداً في عفرين وجوارها عن مناطق شرق الفرات في الشرق السوري.
وتأتي العملية الحالية في بلدات تل أبيض ورأس العين وعين عرب لإنهاء الوجود المسلح لأكراد سوريا على الحدود مع تركيا. وتضيف المصادر أن ما بعد هذه العملية سوف يشهد بداية استيطان عشرات آلاف العرب الآتين من منطقة حمص والغوطة الشرقية وريف حماه في حزام على الحدود السورية التركية يشكل عازلا بين تركيا وأكراد سوريا.
وكشفت مصادر موقع "العهد" أن الخطط التركية لبناء عشرات آلاف الوحدات السكنية للعرب في مدينة الباب والبلدات الثلاث التي تريد تركيا السيطرة عليها أصبحت جاهزة، وسوف تبدأ ببناء خمسة آلاف شقة للنازحين من الغوطة الشرقية سوف يقوم ما يسمى بـ"جيش الإسلام" بقيادة الإرهابي عصام البويضاني ببنائها بتمويل تركي، وسوف تتولى عملية البناء شركة مقاولات تركية مقربة من حزب العدالة والتنمية، فيما سوف تبنى آلاف الشقق في عين عرب ورأس العين وتل أبيض، على أن يستقر النازحون من حماه ومحيطها في القرى والبلدات التي هجر منها الأكراد السوريون في محيط عفرين بعد العملية العسكرية التركية مطلع العام 2018.
المصادر السورية قالت إن سبعة فصائل مسلحة سوف تشارك في العملية العسكرية التركية المرتقبة وهي (فيلق الشام، حركة أحرار الشام، حركة نور الدين زنكي، الفرقة التاسعة، جيش النخبة، ألوية صقور الشام، الفرقة 23) وأكدت أن الجيش التركي قام بنقل آلاف المسلحين التابعين للمعارضة السورية عبر الأراضي التركية من مواقعهم في سوريا الى قضاء ألبيلي في ولاية كلس التركية على تخوم عين عرب ورأس العين وتل أبيض، وقد أغلق الجيش التركي مدخل مدينة جيلان بينر الحدودية مع بلدة رأس العين السورية فور وصول أرتال مسلحي الفصائل السورية المسلحة.
وأفادت المصادر عن تجهيز 14 ألف مسلح من الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا بالعتاد الكامل من ذخائر ومعدات وأسلحة وطلب منهم أن يكونوا جاهزين لخوض العملية تحت مسمى الجيش الوطني، وهؤلاء أنفسهم كانوا قد قاتلوا تحت راية درع الفرات في مدينة الباب وراية غصن الزيتون في مدينة عفرين.
من ناحيتهم، بدأ المسلحون الأكراد الاستعداد للمعركة عبر حفر الأنفاق والخنادق داخل حي العبرة في مدينة رأس العين المحاذية للحدود التركية وقاموا بتغطية شوراع الحي بالشوادر بغية منع الطيران التركي من رؤية تحركاتهم داخل الحي واستهدافهم. وقد تأكدت القيادات العسكرية الكردية من قرب الهجوم التركي بعد انسحاب الجنود والخبراء الفرنسيين والأميركيين من البلدات والنقاط المحاذية للحدود التركية شرق الفرات في الشمال السوري باتجاه الرقة حيث استحدثوا نقاط تمركز هناك.
وحول هذا الموضوع قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن قوات بلاده المشاركة في العملية المرتقبة ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا تنسق أعمالها مع العسكريين الروس والأميركيين لتفادي أية حوادث أو اشتباكات ممكنة.