العالم - قطر
وتبلغ سعة الملعب، بحسب اللجنة، 80 ألف متفرج، وهو الأكبر بين الملاعب التي من المقرر أن تستضيف النهائيات. وإضافة الى مباراتي الافتتاح والنهائي، سيستضيف الملعب مباريات عدة خلال البطولة.
وكشف النقاب عن التصميم في حفل كبير أقيم في مارينا لوسيل، في حضور أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشخصيات سياسية منها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره التركي مولود تشاويش أوغلو.
وتتوقع اللجنة العليا الانتهاء من أعمال بناء الملعب عام 2020، ويتم تنفيذه من قبل تحالف يضم شركة "أتش بي كيه القطرية" وشركة سكك الحديد الصينية.
وقال الأمين العام للجنة المنظمة حسن الذوادي في حفل إطلاق التصميم "اليوم يأتي حفلنا هذا ليكون بداية في انطلاق مرحلة جديدة في رحلة دولة قطر والاتحاد الدولي لكرة القدم نحو تحقيق حلم المنطقة باستضافة أول بطولة كأس عالم على أرض عربية".
أضاف "على بعد أربع سنوات من استضافة البطولة، قطعت قطر شوطا كبيرا في تنفيذ مشاريع البنى التحتية"، مشيرا الى أن الملاعب الثمانية المضيفة "سوف تكون جميعها جاهزة مع نهاية عام 2020".
وسيكون لوسيل آخر الملاعب المخصصة لاستضافة النهائيات، وتأمل اللجنة المنظمة في إنجاز أعمال بنائه "في الربع الأول من العام 2020"، بحسب ما قال في وقت سابق السبت للصحافيين مدير مشروع الملعب تميم العابد، وذلك خلال جولة نظمتها اللجنة لعدد من وسائل الإعلام بينها وكالة فرانس برس.
وأوضح نائب رئيس المكتب الفني للجنة العليا ياسر الجمال في تصريحات للصحافيين، أن الكلفة الاجمالية للملعب تناهز 800 مليون دولار أميركي.
وأنجزت التصميم شركة "فوستر وشركاه" البريطانية، وهو مستوحى - بحسب اللجنة العليا - من الثقافة العربية عامة، والقطرية الإسلامية خصوصا، بدمج عنصرين من عناصر الحياة العربية المعروفة في الفنون المعمارية والحرف اليدوية، هما الفانوس والإناء النحاسي المزخرف يدوياً، ليعكس "عراقة تاريخ المنطقة العربية والإسلامية واشتهارها بالكرم والاحتفاء بالضيف".
وبعد نهاية البطولة، سيحافظ الاستاد على واجهته الخارجية المصنوعة من الفولاذ، بينما يتم تحويل كامل الجزء الداخلي "إلى عدة مرافق خدمية تلبي احتياجات سكان مدينة لوسيل مثل مدارس، ومقاه، ومتاجر، وعيادات طبية، ومرافق رياضية، وغيرها. علاوة على ذلك، سيتم بعد البطولة التبرع بمقاعد الاستاد القابلة للفك، للاستفادة منها في تطوير مشاريع رياضية حول العالم، بحسب اللجنة.
- طلب "محدود" على المنشآت الرياضية -
وكانت اللجنة قد أقامت في وقت سابق السبت، زيارة الى ورشة الملعب الواقع على مسافة نحو 15 كلم شمال الدوحة.
وأوضح مدير المشروع للصحافيين أن الملعب سيصبح بعد المونديال "منشأة لاستخدامات غير رياضية"، عازيا ذلك لكون قطر "بطبيعة الحال بلد صغير مع عدد محدود من السكان، لذا الطلب على المنشآت الرياضية محدود جدا".
أضاف "لدينا (ملاعب) الوكرة، الريان، خليفة، المدينة التعليمية، البيت، إضافة الى رأس أبو عبود والثمامة، ولذلك ثمة فائض في الطاقة الاستيعابية (في الملاعب) بالنسبة الى دولة قطر".
وردا على سؤال عن المقارنة بين ملعب لوسيل وملاعب أخرى استضافت افتتاح وختام نهائيات بطولة العالم، قال العابد "كل ملعب يستضيف مباراة نهائية في كأس العالم يحمل ذكريات مميزة للعديد من الناس. الجميع يتذكرون أين كانوا يوم لعبت هذه المباراة أو تلك. أعتقد أن لوسيل سيكون متميزا. جماله استثنائي، كما بنيته والرؤية المعمارية، وأعتقد أن القدرات التكنولوجية للبناء ستكون متقدمة لسبب بسيط هو أننا في عام 2018 ونستضيف البطولة في 2022، لذا التسهيلات والتكنولوجيات المتوافرة لنا لم تكن متوافرة في كؤوس عالم سابقة".
وسيعتمد في الملعب نظام التبريد الذي يشمل كل الملاعب في قطر. وأوضح العابد أن درجة الحرارة على المستطيل الأخضر ستكون ثابتة على 26 درجة مئوية في البطولة التي ستقام استثنائيا في الفترة الزمنية الممتدة بين 21 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر 2022، بدلا من موعدها المعتاد صيفا، للحد من تأثير درجات الحرارة العالية في قطر خلال فصل الصيف.
ويعمل في المشروع حاليا 3200 عامل من سبع جنسيات على الأقل، ويتوقع بحسب المنظمين أن يصل عددهم في ذروة أعمال الانشاء الى ما بين سبعة وثمانية آلاف.
ولقيت قطر انتقادات من قبل منظمات حقوقية على خلفية أوضاع العمالة في منشآت كأس العالم. الا أن الدوحة تشدد على أنها تتخذ كل الاجراءات اللازمة لتحسين ظروف العمالة الأجنبية، واتخذت سلسلة إجراءات في هذا الشأن.
وأوضح العابد على هامش الجولة في ورشة ملعب لوسيل "اللجنة العليا تولي الكثير من الاهتمام والتركيز على ظروف أي عامل في مشروع للجنة العليا. وضعنا معايير رسمية لظروف العمال تدرج بشكل قانوني في العقود، وتلزم كل الشركات الخاصة العاملية في المشروع على احترامها والا لا تعمل معنا".
أضاف "هذه المتطلبات تشمل شقين من حياة العمال، أولها ظروف التوظيف، ومن أين أتى العمال (...) وكيف تدفع رواتبهم وكيف يحصلون على جوازات سفرهم، العطل، وعدالة العقود التي يعملون بموجبها. الجزء الثاني يتعلق بظروف الاقامة".
أضاف "بالطبع هذه مسيرة تخوضها اللجنة العليا مع القطاع الخاص، لأنه من دون التزام وجهود من قبل الشركات الخاصة، لا يمكن ان ننجح".
وبحسب اللجنة العليا، تعد لوسيل "أكبر مشروع عقاري في دولة قطر"، وتبلغ مساحتها 38 كلم مربع (بما يشمل مساحة اليابسة والمياه)، وستتألف من 19 حيا و65 ألف وحدة سكنية. وأنجزت حتى الآن 90 بالمئة من أعمال بناها التحتية.