العالم - تقارير
وتنصب معظم اشكال التعاون الثنائي حول كيفية جعل العلاقة المتبادلة ذات فوائد ذاتية خاصة من جهة، ومنعكسات نهضوية عامة من جهة اخرى.
وفي اللحظة التي يحقق فيها البلدان الشقيقان مستوى بعيدا في الانسجام والتلاحم، يتضح للعالم اجمع نتائج هائلة ومدوية لهذه المحصلة التكاملية.
وبما ان دافعية العلاقات الايرانية ــ السورية هي مساندة القضايا الحقة والعدالة والتحرر ومكافحة الاحتلال الغاشم، فقد تميزت هذه العلاقات بعد انتصار الثورة الاسلامية بالكثير من الميزات التي وضعتها في مصاف الروابط النموذجية والاستثنائية البينية في العالم.
وقد تعززت عرى المحبة والتكاتف والتآزر بين طهران ودمشق منذ ايام زعيم الامة الراحل الامام الخميني وفقيد سوريا الرئيس حافظ الاسد ، على قاعدة ان ايران وسوريا وفي ضوء المبادئ الثورية والتحررية لكلا البلدين يمكن ان تشكلا مستقبلا قطب الرحى في أي عملية مقاومة للمشروع الاميركي ــ الصهيوني في الشرق الاوسط.
وقد وصف الرئيس السوري بشار الأسد، علاقة بلاده مع إيران بالاستراتيجية وأنها غير خاضعة للمساومة، مؤكدا تمسكه بالتحالف مع إيران.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة بثت مؤخرا "أن العلاقة السورية الإيرانية علاقة استراتيجية لا تخضع للتسويات، وهي مرتبطة بحاضر المنطقة وبمستقبلها"، وقال " إنه لا سوريا ولا إيران طرحتا هذه العلاقة في البازار السياسي الدولي لكى تكون خاضعة للمساومة".
وفي هذا الاطار زار طهران مؤخرا وفد برلماني سوري لاجراء لقاءات مع البرلمانيين وكبار والمسؤولين الايرانيين.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني خلال لقائه الوفد ، ان سوريا حكومة وشعبا واجهت صعوبات ابان الحرب وهي اليوم تواجه صعوبات جديد من الناحية السياسية ولكن وكما ان المقاومة ادت دورها ابان الحرب فانها ستؤدي دورها في هذه المرحلة ايضا.
واضاف لاريجاني لدى لقائه الوفد برئاسة نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الايرانية حسين راغب حسين : نامل في ان يجري القضاء على ما تبقى من الارهابيين ايضا وان تبدا عملية اعادة الاعمار في سوريا على وجه السرعة.
واشار الى العبور من مرحلة صعبة وقال ان الاعداء الذين خلقوا قبل سنوات المتاعب لسوريا كانوا يتصورون ان التغيير في سوريا سيجري في غضون ايام وحتى ان احد وزراء خارجية دول المنطقة قد زار طهران وقال اننا سنصلي في غضون ايام في الجامع الاموي حيث قلنا له ان نظرتكم الى الشعب والجيش السوري خاطئة ورغم ذلك قاموا باعمالهم الشيطانية.
وتابع انه لاينبغي ان ننسى انكم تمكنتم من اجتياز هذه المرحلة الصعبة ببسالة الجيش والشعب السوريين وقيادة الرئيس بشار الاسد كما ان مواقف الرئيس في هذه المرحلة ايضا هي مواقف شامخة.
واشار لاريجاني الى التغييرات التي طرات على المناخ الدولي تجاه سوريا وقال انه ينبغي استثمار هذه الطاقة الدولية.
واضاف انه يتوقع ان يجري تحقيق مكاسب اكبر على هذا المسار مستقبلا مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبذل ما بوسعها في هذا المجال لاقرار سيادة شعب وحكومة سوريا .
ولفت الى التعاون الاقتصادي واعادة اعمار سوريا وقال اننا نوصي الاجهزة المعنية لبذل تعاون جاد اكبر وقد تم توصية الاجهزة الحكومية وغرفة التجارة والقطاع الايراني الخاص لبذل نشاطات اكبر.
من جانبه اعتبر نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الايرانية حسين راغب حسين ان صون الانتصارات التي حققتها سوريا يتطلب دعما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لاعادة اعمار البلاد .
واشار حسين راغب حسين الى ان المبادئ الاستراتيجية للبلدين مشتركة وقال من الضروري تواصل العلاقات بين البلدين بشكل مستمر لان الاعداء لن يكفوا عن مواجهتنا نتيجة للهزائم الكثيرة التي لحقت بهم ولاسيما من تيار المقاومة في سوريا والعراق واليمن وغيرها.
واكد راغب حسين ان الدول التي شاركت في الحرب ضد سوريا لن تشارك في اعادة اعمارها.
وقال ان الرئيس بشار الاسد اعلن ان الدول التي وقفت الى جانب الشعب السوري ابان الحرب ستشارك في اعادة اعمار البلاد معربا عن اعتقاده بانه لولا دور ايران في الحرب على سوريا لما تحقق الانتصار.
وافاد بان دماء الشهداء الايرانيين التي سقت التراب السوري ستسجل في المناهج الدراسية للبلاد لكي يعرف ابناء سوريا اصدقائهم من اعدائهم .
الى ذلك اعتبر الاجراءات الاميركية ضد ايران بانها احادية معربا عن ادانته لها ومؤكدا ثقته بان الشعب الايراني وفي ظل قيادة اية الله السيد علي خامنئي سيتجاز هذه المشكلة ايضا.
وفي سياق متصل أوضح حسين أمير عبد اللهيان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية خلال لقائه الوفد أن سوريا انتصرت على الإرهاب وأن الدور الرئيسي في تحقيق هذا الانتصار هو للشعب السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وشدد امير عبد اللهيان على أن إيران ستواصل دعمها لسوريا في مختلف المجالات وقال: “إن كانت إيران تدعم حلفاءها قبل الحظر الأمريكي بنسبة 100 بالمئة فإنها ستدعمهم بعده بنسبة 200 بالمئة.. فاقتصاد إيران قوي ولن تستطيع واشنطن التأثير عليه”.
وقال نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية - السورية، إن الجمهورية الإسلامية وقفت الى جانب دمشق في حربها ضد الإرهاب وستظل دائما الى جانب هذا البلد في طريق دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.
واشار حجة الاسلام أحمد سالك كاشاني، خلال لقائه نائب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية - الايرانية، الى التطورات السياسية والظروف الإقليمية، مضيفا ان الإنجازات الميدانية والسياسية السورية في مواجهة التيارات التكفيرية والحركات الإرهابية هي علامة على الجهود الكبيرة التي يبذلها شعب وحكومة هذا البلد.
وأشار إلى دور الجيش والشعب والقيادة السورية في محاربة الإرهابيين، وتابع: مع وجود الجيش والشعب والقيادة السورية، فشل الإرهابيون والتيار التكفيري في وضع العقبات واستمرار الجرائم في هذا البلد، وإن انتصار الجيش السوري أمام الإرهابيين، قد ساهم بشكل كبير في استقرار وأمن المنطقة.
وأشار نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية - السورية، إلى دور إيران في المنطقة، قائلاً: إن إيران تدعم سوريا في مكافحة الإرهاب وستظل دائماً إلى جانب هذا البلد للمساهمة في أمن واستقرار المنطقة.
ورحب سالك بزيارة وفد الصداقة البرلمانية السورية إلى طهران، واصفا التعاون البرلماني والاجتماعات الثنائية بين مجموعات الصداقة للبلدين بالمهمة، ورحب بتوسيع علاقات البلدين في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والسياسية.
وأشار إلى أن مجلس الشورى الإسلامي يرحب بجميع الأنشطة التي تهدف إلى تطوير العلاقات مع سوريا ويدعمها، كما أن زيارة مجموعات الصداقة البرلمانية للدولتين أمر مهم في تعزيز العلاقات ودعم التعاون فيما بينها.
بدوره أعرب نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الايرانية عن تقديره لدعم الحكومة الإيرانية والشعب، للجمهورية العربية السورية ، قائلا إن دعم قائد الثورة الإسلامية ومساندة الجمهورية الإسلامية الايرانية لعبا دورا رئيسيا في احباط مخططات الإرهابيين في سوريا.
وأشار راغب الحسين إلي فشل الحركة التكفيرية الإرهابية في سوريا وأضاف، إن الشعب وقيادة هذا البلد لن ينسىا ابدا الرؤية الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية في مساعدة سوريا ومحاربة الإرهاب.
على الصعيد ذاته قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الاسلامي، إن الجمهورية الإسلامية كانت دوما الى جانب الشعب والحكومة السورية في مكافحة الإرهاب.
واضاف كمال دهقاني فيروزآبادي في اللقاء مع الوفد البرلماني السوري "لطالما كانت طهران داعما للشعب والحكومة السوريين في مكافحة الإرهاب، وستقف جنبا إلى جنب مع هذا البلد في مسار احلال الأمن والاستقرار في المنطقة" .
وأشار إلي اهمية عودة النازحين إلى سوريا، وتابع: إيران تدعم الجهود المستمرة للحكومة السورية لإعادة النازحين إلى ديارهم وعودة النازحين من الدول المجاورة.
و شدد على ضرورة إعادة بناء البنية التحتية الحيوية لسوريا وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترحب بمشاركة الدول الصديقة والحليفة واستخدام إمكانات إيران في إعادة إعمار سوريا ، وكذلك توسيع التعاون والعلاقات الاقتصادية للناشطين ذوي الصلة خاصة القطاعات الخاصة في البلدين.
واشار دهقاني فيروزابادي إلى انتصارات الحكومة والشعب والجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب، منوها إلى أن شعوب أوروبا واميركا مدينة لمحاربة الجيش السوري وحلفائه للارهابيين من داعش وتنظيم القاعدة في سوريا.
بدوره أكد نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية على دعم قائد الثورة الاسلامية و الجمهورية الإسلامية الإيرانية لسوريا في حربها ضد الإرهابيين ، مضيفًا أن الرؤية الإستراتيجية لقيادة الجمهورية الإسلامية ومساعدة الشعب والحكومة ومجلس الشورى الاسلامي لسوريا في محاربة الارهاب، قد اعاد الإستقرار والأمن إلى سوريا، وهذا التعاون لن يغفل عن الشعب السوري أبداً.
وشدد راغب الحسين على ضرورة معالجة المشاكل التي تواجه الشركات الإيرانية في سوريا وقال: إننا نسعى الي ازالة المشاكل التي تواجه الشركات الإيرانية، و نعمل على حلها، ونحن نرحب بهذه الشركات لتطوير الشراكات وتوسيع مشاركتنا الاقتصادية.
وعلى الصعيد العلمي والتعليمي اعلن وزير العلوم والابحاث والتكنولوجيا منصور غلامي عن رغبة الوزارة في انشاء فرع لـ 'جامعة تربية مدرس' (بهدف تخريج اساتذة الجامعات) في سوريا.
وتطلع غلامي خلال اللقاء مع الوفد البرلماني السوري الى المتابعات المستدامة بهدف توفير ظروف مواتية لانجاز هذا المشروع.
ونوّه الى ان هذه الجامعة تساعد الطلبة السوريين على اكمال تعليمهم الاكاديمي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه داخل بلادهم.
وفي جانب اخر من تصريحاته، اكد غلامي على الطاقات التي تزخر بها الجامعات ومراكز التعليم العالي في ايران للمساهمة في حلّ المشاكل والقضايا التي تواجه سوريا.