العالم - تقارير
نظم المواطنون الايرانيون في مختلف انحاء البلاد مسيرات مليونية بمناسبة يوم مقارعة الاستكبار العالمي (4 نوفمبر)، والذكرى الـ39 للاستيلاء على وكر التجسس في السفارة الاميركية بطهران.
وبدأت المسيرة في العاصمة الايرانية بالاحتشاد أمام مبنى السفارة الاميركية السابقة برفع شعار "هیهات من الذلة" فضلا عن الشعار الدائم "الموت لأميرکا" و"الموت لإسرائيل". کما شارك شخصیات سیاسیة وعسکریة في هذه المسیرات.
وشارك أکثر من 4 آلاف من المسؤولين الإعلامیین بمن فیهم الصحفیون والمصورون لتغطیة المراسم في أنحاء البلاد.
وفي العاصمه طهران قام 120 صحفیا ومصورا أجنیا وأکثر من 600 مصور وصحفي محلي بتغطية هذه المسیرات الحاشدة.
وتحيى إيران في اليوم الرابع من نوفمبر في كل عام من خلال تنظيم مسيرات حاشدة ومليونية ذكرى استيلاء طلبة جامعيين على مبنى السفارة الأميركية (وكر التجسس) في طهران عام 1979، واحتجاز 52 رهينة أميركيا من موظفي ودبلوماسيي السفارة لمدة 444 يوما، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعد اقتحام وكر التجسس الاميركي، ولم تستأنف حتى الآن. وشكلت عملية اقتحام السفارة الأميركية السابقة رمزا للاحتجاج على تدخل اميركا في شؤون إيران الداخلية.
اقتحام وكر التجسس الاميركي
واستولى الطلبة الايرانيون السائرون على خط الإمام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه، في عام 1979 على وكر التجسس في السفارة الاميركية بطهران، إذ أن هذا الاستيلاء يعتبر صفعة قوية وجهها الشعب الايراني الأبي في وجه الاستكبار الاميركي الذي لجأ الى استعمار البلاد واستعباد شعبها لأعوام عديدة في عهد النظام البهلوي البائد.
هذا وبعد أن شعر الطلبة الثائرون بخطورة الوضع في ظل غياب المؤسسات الامنية والعسكرية للدفاع عن الثورة، ورأوا بوادر لحدوث انقلاب للاطاحة بالحكومة المؤقتة واعادة انتاج الحكم الاستبدادي، ولذلك قرروا الحيلولة دون ذلك بعمل ثوري، وقاموا بتلك الحركة والاستيلاء على وكر التجسس، الذي غير كافة المعادلات.
وأحبطت عملية الاقتحام المخططات الاميركية التي كانت تحاك ضد ايران وشعبها داخل وكر التجسس المشؤوم،واعتبرت منعطفا مهما في تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد انتصار ثورتها المباركة بقيادة الامام الخميني الراحل (رض) وتثبيت أركانها بعد قطع دابر الهيمنة الاستكبارية الغربية على البلاد بشكل كامل، مثبتا لكل طغاة العالم بأنهم لن يتمكنوا من الوقوف بوجه إرادة الشعوب أبدا.
ووصف الامام الخميني الراحل (رض) عملية اقتحام وكر التجسس الاميركي بالثورة الثانية، بل أهم من الثورة الاولى، لان نطاقها شمل العالم كله، وكانت ضد اميركا والاستكبار العالمي، وابرزت ايران عالمياً بأنها حكومة مناهضة للظلم وتطمح لنيل الحرية والاستقلال واستتباب العدل، وقد نالت دعم كافة احرار العالم في ظل الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة في كافة ارجاء المعمورة.
وكان قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، اعتبر اقتحام وكر التجسس الاميركي بطهران من قبل مجموعة من الطلبة الجامعيين بأنه جاء رداً على استمرار مؤامرات واشنطن وتدخلاتها في شؤون ايران والشعب الايراني، مضيفا أن الوثائق التي تم العثور عليها في السفارة الاميركية السابقة تثبت حقيقة بأنها كانت وكر تجسس ومركزاً لحياكة المؤامرات باستمرار ضد الشعب الايراني والثورة الاسلامية الناشئة.
كما اكد سماحته في لقاء آخر أن مقارعة الاستکبار العالمي هي حرکة عقلانیة ومنطقیة وحکیمة لها رصید علمي وتستند الی تجربة الشعب الایراني.
واما اليوم..
وبمناسبة يوم مقارعة الاستكبار العالمي وتسخير وكر التجسس في السفارة الاميركية بطهران، حذر القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري الرئیس الأميرکي دونالد ترامب من إطلاق تهدیدات ضد إيران.
وخلال كلمة القاها في مسيرات يوم مقارعة الإستكبار العالمي في طهران، قال اللواء جعفري إن في مثل هذا اليوم شهد العالم الذلة والحقارة الأميركية التي تعاونت عام 1979 مع جهات داخلية للتآمر ضد الثورة الاسلامية بعد انتصارها.
وتابع : لو كان الأميركيون باقين في وكرهم التجسسي، لما كانت الثورة الاسلامية تستمر 40 سنة لأنهم كانوا ينوون التآمر ضدها.
وأشار إلی تکرار الهزائم الأميرکیة، قائلا: آخر أداة العدو أي الحرب الإقتصادیة التي تخللت بالدعایات الواسعة تمنى بالفشل.
وخاطب اللواء جعفري الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا: لا تهدد ايران لأننا ما زلنا نسمع عويل العسكريين الاميركيين في الخليج الفارسي.
وتابع أن البنتاغون طلب من القوات الأميركية في المنطقة الامتناع عن نشر معلومات عن قدرات ايران مؤکدا علی أن أميركا هزمت في سوريا وفشل مشروعها. هي التي صنعت تنظيم داعش الارهابي هناك ودعمته في سوريا والعراق ولولا فصائل المقاومة لما تحقق الانتصار على التنظيم.
ونوه إلی أن الجمیع یعلم أن أميرکا هي المحور الرئیسي للحرب في الیمن وتبحث حالیا عن إنقاذها والسعودیة الخائنة في هذا البلد.
لن نستسلم للغطرسة
من جهته قال رئيس السلطة القضائية آية الله صادق آملي لاريجاني ان رسالة المتظاهرين للاستكبار العالمي في يوم 4 نوفمبر هي ان الشعب الايراني الواعي والبصير سيحافظ على عزته واستقلاله ولن يستسلم للغطرسة.
واضاف آملي لاريجاني خلال سيره مع المتظاهرين في مسيرات اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار: على الاعداء ان لايتحدثوا بلغة القوة مع هذا الشعب البصير فأنه خاض وخرج من الكثير من المؤمرات و الحظر المفروض عليه خلال الاربعين عاما من عمر الثورة الاسلامية بكل قوة واستقامة واقتدار.
وقال ايضا ان الاميركان قالوا ان الثورة الاسلامية لن تحتفل بعيدها الاربعين ولكن هذا الحلم لم يتحقق ابدا وان هذا الشعب سيسير في طريقه بكل قوة ومرفوع الرأس مؤكدا ان من سيأفل هي اميركا والقوى الشيطانية في المنطقة ونشهد اليوم اثار ذلك. فنحن نفتخر بهذا الشعب الواعي وشبابه البصير والقوي والعزيز ونحن مطمئنون ان النصر الالهي سيكون حليفنا.
وفي الرد على سؤال حول استمرارية رفع شعار (الموت لاميركا) قال رئيس السلطة القضائية: ان اميركا تستهدف عزتنا وقوتنا وهم يعادون الثورة والشعب الايراني الابي.
واضاف انهم اثبتوا خلال الاربعين عاما الماضية انهم ضد الشعب الايراني وثورته لذا يجب علينا ان نقف بوجههم بكل قوة وصلابة.
مسيرات 4 نوفمبر رمز صمود الشعب الإيراني
وأصدر اتحاد المنظمات غير الحكومية الداعمة لفلسطين بياناً بمناسبة يوم مقارعة الإستكبار العالمي، مؤكدا أن يوم الرابع من نوفمبر يعتبر رمزا لصمود الشعب الإيراني أمام الغطرسة الأميركية. وجاء في نص البيان:
إن الـ13 من شهر ابان (الرابع من نوفمبر) هو يوم التلميذ و يوم مقارعة الاستكبار العالمي، إن هذا التزامن هو دلالة علي استمرار مواجهة اميركا وسياساتها باعتبارها زعيما للاستكبار العالمي، وبنفس الوقت دلالة علي أن هذه المسيرة (مقارعة الظلم والإستكبار) لن تتوقف و تتجدد مع تجدد الأجيال.
إن شعار الجيل الجديد هو نفس الشعار الذي اطلقته الأجيال الماضية، كما انه سيكون شعار الأجيال القادمة.
إن الشعب الإيراني وخلال العقود اربعة الماضية تحمل انواع الضغوط والتهديدات، لكنه لم يخضع أمام تلك الضغوط بل أنه إزداد قوة وصرامة. منذ اربعة عقود والاستكبار العالمي المتمثل باميركا والصهيونية العالمية، وبالتعاون مع الانظمة العربية التابعة لها، تمارس الضغوط ضد ايران بحجة مواجهة ما تطلق عليه بالنفوذ الإيراني في المنطقة، لكن تلك الضغوط لم ولن تحقق اهدافها، والشعب الإيراني سيواصل صموده.
واكتسبت الذكرى هذا العام زخما كبيرا لدى ايران، حيث تزامنت مع بدء تطبيق واشنطن المرحلة الثانية من اجراءات الحظر على طهران التي تشمل بشكل خاص قطاع النفط الايراني في خطوة تصعيدية تهدف الى إجبار النظام الاسلامي على تغيير سلوكه والعودة لطاولة المفاوضات بزعم سمسار البيت الابيض، وذلك بعد انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع ايران في مايو/ايار الماضي.
قناة العالم