العالم - تقارير
وبهذه المناسبة شهدت العتبات المقدسة في مدن كربلاء القدسة والنجف الاشرف والكاظمين وسامراء في العراق مساء الاثنين إحياء المراسم السنوية لتبديل رايات القباب المقدسة بالرايات السوداء ايذانا ببدء شهر الحزن والأسى، بعد وفود الملايين من الزائرين من داخل وخارج العراق إلي المدن المقدسة للمشاركة في هذه المراسم.
وكان الملايين من الزائرين من داخل العراق وخارجه قد توافدوا الى المدن المقدسة لتأدية الشعائر الحسينية والمشاركة في هذه الشعيرة ومن مختلف بلدان العالم من إيران والهند وباكستان و دول عربية واسلامية اخرى.
وبحضور امناء العتبات المقدسة ومسؤوليها وممثلي مراجع الدين العظام وعدد من المسؤولين الحكوميين وشخصيات دينية واجتماعية انطلقت مراسم هذا العام لتواكبها ملايين العيون الباكية تأثرا بواقعة الطف الاليمة ومصاب الامام الحسين عليه السلام وآل بيته الكرام.
وكانت القوات الامنية التابعة لعمليات الفرات الأوسط وعمليات بغداد وعمليات سامراء قد مهدت الطريق للزائرين وفرضت اجراءات امنية في جميع المدن المقدسة وقامت بوضع مفارز للجيش والشرطة في جميع الشوارع والطرق الخارجية لفرض الأمن، كما شاركت قوي الدفاع المدني والاسعافات الأولية ومنظمة الهلال الأحمر في تقديم الخدمة للزائرين واستكمال الاجراءات الامنية.
فيما انتشرت الالاف من المواكب الحسينية في جميع شوارع المدن وحول المراقد المقدسة لخدمة الزائرين وتلبية احتياجاتهم من طعام وشراب ومبيت.
وفي إيران الاسلامية، بدأت مراسم العزاء بحلول أيام عاشوراء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، حيث رفعت الرايات السوداء في مدينة مشهد المقدسة، وشارك جموع المعزين في آخر يوم من شهر ذي الحجة في مراسم تبديل راية قبة مرقد الإمام الرضا عليه السلام.
وبدأت الالاف من المواكب الحسينية بإقامة مجالسها في محرم الحرام، وبحسب المسؤولين في العتبة الرضوية فانة يتواجد أكثر من 5 ألاف موكب حسيني في مشهد المقدسة وخلال إحدي المراسم تم إهداء راية العزاء رمزيا الی 300 حسينية.
كما تم اكساء حرم السيدة المعصومة (ع) في مدينة قم المقدسة معالم الحزن والسواد ورفعت الرايات السوداء، إيذاناً ببدء مراسم محرم الحرام، وأيام الحزن على مظلومية حفيد رسول الله النبي صلى الله عليه وآله والإمام الحسين(ع) وأهل بيته.
ويحرص المسلمون في أنحاء العالم على إحياء مراسم عاشوراء التي تجسّدها مواكب شعبية وفعاليات خيرية ومجالس دينية، حيث باتت ظاهرة سنوية في الكثير من دول العالم ، يشترك فيها حتى غير المسلمين، ويتآلف عندها أبناء الطوائف والمذاهب المختلفة، لتشكل فسيفساء متجانسة من التفاهم والتسامح معبرة عن القيم الأخلاقية والإنسانية التي تفرض احترامها على العالم.
عاشوراء.. التقريب بين المسلمين
ويرى من يحيي هذه الذكرى الإليمة أنها مناسبة للتقارب والعودة إلى منهج الإسلام الأصيل الداعي إلى نبذ الظلم وإقامة العدل وإحقاق الحق، وإبطال الباطل.
ومن الواضح أن القيم التي جاهد من أجلها الامام الحسين (ع) وضحى بكل مايملك من أجلها، تمثل جوهر الدين الإسلامي الأصيل وهي محل وفاق بين جميع المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم الفكرية والثقافية والسياسية، بل هي محل وفاق عند غيرهم أيضا، وخصوصا أتباع الديانات السماوية.
ولذا إن راية ترتفع لإحياء هذه القيم المتفق عليها تأخذ بامتياز عوامل بناء التقارب وتهدم الفواصل فتقرب المتباعدين وتؤلف المتنافرين وتجمع المتفرقين.