العالم - ايران
ومما تجدر الإشارة اليه، إن تهريب الجماعة التي تسمى نفسها جماعة شعبية وتُطلق على نفسها اسم "الخوذ البيضاء" إلى الأردن عبر اراضي فلسطين المحتلة وتحت اشراف القوات الاسرائيلية، ومنحها فرصة للمكوث ثلاثة أشهر في الأردن، جاء بعد أن أصبحت الجماعات الارهابية في سوريا تحت رحمة حصار يكاد يأتي عليها، فإما ان تواصل المواجهة التي لاتقوى عليها مع القوات الحكومية والشعبية السورية، وإما ان تستسلم للتفاوض والمصالحة كما فعلت أخواتها من قبل، وتختار الخيار الثاني، وهو السبيل الافضل لها،عسى ان تتمكن من الهروب وتحت اشراف قوات الكيان الصهيوني الى الاردن. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا رجحت هذه الجماعة الهروب عبر اسرائيل للأردن؟
اول ما يتبادر للأذهان هنا، هو أن هذه الخطوة تؤكد ارتباط هذه الجماعة الوثيق بالكيان المحتل لفلسطين، وتلقيها دعما اعلاميا من الكيان والغرب ضد الحكومة السورية. ومنذ زرعها إبان إندلاع الأزمة السورية عام 2013 كانت الشكوك تحوم حولها، حيث كان تواصلها مع الجماعات الارهابية الدخيلة على سوريا والمتعاونة مع اعداء الدولة السورية، بمن فيهم الدول العربية والغربية. وبالرغم من ان هذه الجماعة كانت تحاول الظهور بطابع الإنساني المدافع عن الشعب السوري مقابل الحكومة، إلا أنها ومن خلال اتباعها سياسات أعداء الشعب السوري فضحت نفسها بنفسها. فهناك الكثير من الوثائق التي تؤكد ان أصحاب خوذ البيضاء كانوا يقفون الى جانب الجماعات الإرهابية بل كانت مهمتها الأولى تكريس الحرب الناعمة ضد الحكومة السورية، من خلال توظيف الإعلام وتزوير وثائقيات إعلامية تدعي انها من ممارسات النظام ضد الشعب. وكانت تتظاهر بأنها تعمل على إخراج جثث القتلى والجرحى من أبناء الشعب السوري الذين يتعرضون لقصف أجهزة النظام.
بهذه الأعمال كانت جماعة أصحاب الخوذ البيضاء تشوه الرأي العام في سوريا وتتهم الحكومة السورية بإستخدام الأسلحة المحرمة، الامر الذي كان يؤلب الجماعات المناهضة للحكومة ويوجه اصابع الإتهام لرأس الحكومة السورية الرئيس بشار الاسد كما فعلوا في كارثة خان شيخون التي استخدم فيها الإرهابيون اسلحة كيمياوية وزعموا أن القوات الحكومية هي التي إستحدمت الأسلحة المحرمة دوليا. ومثل تلك المزاعم هي التي فضحت أصحاب الخوذ البيضاء، وكشفت عن تعاونهم مع الجماعات الإرهابية، بل اثبتت أنهم كانوا الذراع الإعلامية وصقور جيش الغرب واسرائيل في حربهم المفروضة على سوريا.
النقطة الثانية التي تؤكد تعاون هذه الجماعة مع الكيان الصهيوني، هي أن الكيان المحتل كان يهتم بها أكثر من إهتمامه بالجماعات المسلحة، ومن أجل ذلك حظيت بالتهريب الى الأردن وعبر أراضي فلسطين التي يحتلها الكيان الاسرائيلي.
وآخر نقطة تؤكد ارتباط هذه الجماعة الوثيق بالكيان المحتل، هي أنها حصلت على فرصة مكوث لثلاثة اشهر في الأردن المتاخم لسوريا، عسى ان يتمكن الغرب وسوريا من تغيير المعادلة في سوريا ويعملان على إعادتها الى الاراضي السوریة، ما يدل على ان الغرب و الكيان الاسرائيلي، مازالا يؤملان على عدم إنتهاء فترة استهلاك هذه الجماعة خاصة وأن افرادها كانوا يفوقون الثلاثة ألاف شخص فيما تم تهريب ثمانمائة شخص منهم فقط الى الاراضي الاردنية عبر اسرائيل، وما زالت فلولهم تعشعش في المتاريس والمخابئ التي تضم الإرهابيين بين المدن والأرياف السورية.
ابورضا صالح