العالم- أسيا والباسفيك
وقال وزير الدفاع الماليزي إن بلاده تعتزم الانسحاب من تحالف العدوان السعودي على اليمن. وأضاف محمد سابو في تصريحات لصحيفة “ماليزي إنسايت” إن “الحكومة الماليزية غير مهتمة بالتورط في الصراعات في المنطقة {الشرق الأوسط}، وتراجع نشر أفراد الجيش في المملكة العربية السعودية، مضيفاً “لماذا نريد أن نشارك في مهاجمة اليمن، أمة إسلامية أخرى؟ نحن لا نريد أن نشارك في مثل هذه النزاعات”.
وعين سابو وزيرا للدفاع الشهر الماضي من قبل رئيس الوزراء الجديد مهاتير محمد، وقال “إنه إذا كانت ماليزيا ستجعل جيشها متورطا في أي صراع فلن يكون ذلك إلا من خلال الأمم المتحدة”.
وبحسب الخبراء، فقد جاء اعلان ماليزيا عن عزمها سحب قواتها من تحالف العدوان وسط إحتدام المعركة المصيرية في الحديدة والتي تسعى من خلالها السعودية الى كسر مقاومة الشعب اليمني وقطع امدادات الغذاء والوقود والدواء امام شعب عزل.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الماليزية (برناما) عن وزير الدفاع الجديد محمد سابو قوله إن وجود القوات في السعودية تسبب في جر ماليزيا بشكل غير مباشر إلى الصراع في الشرق الأوسط.
وأضاف “لقد تبنت ماليزيا على الدوام سياسة محايدة ولا تفضل أي فكر سياسي للقوى الكبرى في العالم. وتشارك الحكومة الماليزية بنشاط في حركة عدم الانحياز″.
وقال محمد إن الحكومة ستتخذ قرارا قريبا بشأن وضع القوات في السعودية بعد إجراء إعادة تقييم.
وكانت هيئة ماليزية لحقوق الإنسان، “محاموون من أجل الحرية”، تساءلت في بيان عن جدوى مشاركة قوات ماليزية في حرب التحالف بقيادة السعودية ضد اليمن والتي بدأت في عام 2015 وتستمر حتى يومنا هذا.
وفي إشارة إلى الهجوم الأخير الذي شنه التحالف الذي تقوده السعودية على مدينة الحديدة اليمنية وقتل الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء، دعا المجلس وزير الدفاع إلى شرح الأسباب الحقيقية لوجود القوات الماليزية في الرياض ومشاركتها في العدوان على اليمن.
واستشهدت أيضا بتقرير صادر عن فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي قال إن العدوان، بقيادة السعودية في اليمن “قد تصل إلى حد جرائم الحرب”، وأن أفراد الجيش الماليزي كانوا يعملون إلى جانب فرنسا وبريطانيا. والولايات المتحدة في مقر التحالف المشترك في الرياض لتنسيق الحرب ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن.
وقال مدير الهيئة التنفيذي إريك بولسن إنه في ظل إدارة داتوك سيري السابقة (رئيس الوزراء الماليزي السابق)، لم يستجب وزير الدفاع السابق، هشام الدين حسين، لمخاوف الأمم المتحدة، كما قلل من شأن أي تدخل ماليزي، معلنا أن القوات الماليزية كانت منتشرة فقط لإجلاء الماليزيين من اليمن ولأغراض إنسانية.
وختم البيان “إذا كان صحيحًا بالفعل أن قواتنا قد تم نشرها للمساعدة في جهود الإجلاء، فمن المفترض أن يكون انتهى العمل الآن وليس هناك حاجة للبقاء منتشرين لأكثر من ثلاث سنوات”.
قبل 16 شهراً زار الملك سلمان بن عبد العزيز مدينة كوالالمبور الماليزية، في أول زيارة لملك سعودي إلى ماليزيا منذ أكثر من عشر سنوات لتعزيز وجلب مشاركة ماليزيا في تحالفات السعودية في المنطقة ضد محور المقاومة.
يذكر ان ماليزيا عضو في التحالف الذي أعلنت عنه السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2015 لمحاربة الإرهاب، ويضم 41 بلدا.
اما الان وبعد دخول العدوان على اليمن عامه الرابع، يبدو ان ماليزيا أدركت بان البقاء في التحالف السعودي في اليمن ليست له نتيجة سوى مزيداً من قتل المدنيين بما فيهم النساء والأطفال فضلا عن الخراب والدمار الذي خلفه العدوان على هذا البلد ما دفعتها الى الاعلان عن عزمها الخروج من التحالف، وذلك في وسط خضم معركة الحديدة التي وصفتها الأطراف المتعاركة بـ"المصيرية".
محمد حسن القوجاني- قناة العالم الإخبارية