العالم لن يترك مصيره بيد رجل مشكوك في قواه العقلية

العالم لن يترك مصيره بيد رجل مشكوك في قواه العقلية
الخميس ٢١ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

باستثناء رئيس وزراء “اسرائيل” بنيامين نتنياهو، لم يجد الرئيس الامريكي دونالد ترامب من بين كل زعماء العالم حتى بين اقرب حلفائه في بريطانيا وفرنسا، من يشاطره مواقفه غير المسؤولة من ايران وخاصة من الاتفاق النووي.

العالم - مقالات وتحليلات

ترامب ومنذ دخوله البيت الابيض لم يترك مناسبة الا وحمل فيها على الاتفاق النووي واصفاه اياه بانه “الاسوء” و “الاحادي”، متهما ايران بانتهاك “روحه” ، الا انه رغم ذلك فشل في اقناع اي مسؤول دولي بوجهة نظره التي يطرب لها فقط نتنياهو واللوبي الصهيوني داخل امريكا واليمين الامريكي المتصهين.

الملفت ان مزاعم ترامب المتكررة حول عدم التزام ايران بالاتفاق النووي تصطدم بتأكيدات متكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتزام ايران الدقيق بتعهداتها الواردة في الاتفاق المبرم في تموز/ يوليو عام  2015 .

الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكلفة التحقق من التزام ايران بتعهداتها الواردة بالاتفاق، اكدت وبالتفصيل في اطار ثمانية تقارير اصدرتها منذ بدء سريان الاتفاق، على التزام ايران الدقيق ببنود الاتفاق، الذي اعتبرته المستشارة الالمانية نموذجا مناسبا لمعالجة الملف النووي لكوريا الشمالية.

فشل ترامب في اقناع دول العالم خاصة حلفاء واشنطن، انكشف وبشكل ملفت خاصة بعد خطابه الكريه والحاقد وغير المتزن امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وهو يطلق اتهامات ضد ايران، نابعة من جهله الفاضح بالسياسة الدولية، اعتقادا منه انه قد يغير بخطابه رأي حلفائه من الاتفاق النووي ومن ايران بشكل عام.

ما كان يتمناه ترامب لم يحصل، فقد اثار خطابه قلق الدول الموقعة على الاتفاق، وهي فرنسا وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين، حيث اكد مسؤولوها على ضرورة ان تحترم امريكا الاتفاق النووي الذي يعتبر نجاحا كبيرا للدبلوماسية في تسوية الازمات الدولية.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون دافع بقوة عن الاتفاق امام الامم المتحدة وقال ان الاتفاق مفيد وأساسي من اجل السلام، والانسحاب منه سيكون خطأ جسيما، وعدم احترامه سينطوي على انعدام مسؤولية.

رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي وخلال لقائها بالرئيس الايراني حسن روحاني، في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت عن دعمها القاطع للاتفاق النووي، واصفة اياه بالهام للغاية، مؤكدة على ان بلادها عاقدة العزم على استمراره، رافضة اتخاذ اي اجراء يهدده.

منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني قالت في مطلع الاسبوع الحالي ان “الاتفاق لا يخص دولة او اخرى انه يخص المجموعة الدولية”، وجددت موغريني دعم الاتحاد للاتفاق النووي والالتزام بتنفيذه، خلال لقائها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في نيويورك امس الاربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.

وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف قال للصحفيين على هامش مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، سندافع عن الاتفاق لانه جعل المجتمع الدولي يتنفس الصعداء، وعزز حسب قناعتنا، الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي بشكل عام.

الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ شدد على ان الاتفاق النووي “نتيجة مهمة لتعددية الاطراف، وانه مثال على طريقة حل ازمة دولية عبر السياسة والدبلوماسية”.

هذه كانت بعض مواقف مسؤولي الدول الخمس الكبرى التي وقعت الاتفاق النووي الى جانب امريكا مع ايران، وبينهم حلفاء مقربين جدا من امريكا، وهي مواقف تعكس قلق العالم من السياسة غير المسؤولة لترامب، كما تعكس رفضا دوليا قويا لمحاولات ترامب جر العالم الى مغامرة تهدد امنه واستقراره، فعالم اليوم، وعلى ضوء المواقف التي استعرضنا جانبا منها، وهي مواقف ما كانت لتتبلور لولا التزام ايران بتعهداتها، لن يسمح ان يترك مصيره بيد رجل مشكوك في قواه العقلية، لمجرد انه يتربع على عرش اكبر دولة في العالم. 

* ماجد حاتمي - شفقنا

2-205