سماء الرياض تعجّ بالطائرات خوفاً من خروج أي مظاهرة؛

سعوديون يعتبرون #حراك_١٥_سبتمبر ناجحاً

سعوديون يعتبرون #حراك_١٥_سبتمبر ناجحاً
السبت ١٦ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٩:٢٥ بتوقيت غرينتش

إعتبر السعوديون أنّ فعالية حراك ١٥سبتمبر قد حقّقت أهدافها.

العالم - السعودیة

وصدقت تحليلات النشطاء والسياسيين التي نقلتها صحيفة (وطن) حول #حراك_15سبتمبر، والذين أكّدوا في الأيام الماضية أنّه من الصعب التنبأ بحجم هذا الحراك على أرض الواقع رغم الدعوات الكبيرة له عبر مواقع التواصل، وهو ما ثبت بالفعل اليوم حيث حوّل النظام السعودي مدن المملكة وعلى رأسها العاصمة الرياض إلى ما يشبه “الثكنة العسكرية” ولم يتمكّن أحد من الخروج نهائياً لخوفه من بطش السلطات التي إشتعل جنونها.

ودشّن سعوديون بموقع التغريدات القصيرة “تويتر”، هاشتاغاً حمل عنوان  “#نجاح_حراك_١٥_سبتمبر”، أكّدوا فيه أنّه رغم عدم حدوث شیء ملموس على أرض الواقع اليوم، إلّا أنّه كان رسالة قوية هزّت آل سعود وإستنفرت كلّ قوّتهم، الأمر الذي يُثبت نجاح الحراك وأنّ هذا بمثابة “إسفيناً قد دُقَّ في نعش الحكومة و هزّعرشها، وأنّ اليوم مجرّد بداية.. حسب وصفهم.

وأكّد المعارض السعودي والإعلامي الساخر غانم الدوسري، أنّ الرياض تحوّلت إلى ما يشبه “الثكنة العسكرية”، حتى أنّ المساجد محاصرة بقوات الأمن، وسماء الرياض تعجّ بالطائرات خوفاً من خروج أي مظاهرة بشكل مفاجئ.. حسب قوله.

وقال “الدوسري” في تغريدة دوّنها عبر نافذته الخاصة بـ”تويتر” رصدتها (وطن) ما نصّه:”سماء الرياض تعجّ بالطائرات! يدّعي ابن سعود أنّه إشترى الأسلحه ليحمي بها الشعب واذا به يهدّد بها الشعب! لعنة الله على آل سعود”

ونشر “الدوسري” مقطعاً مصوراً يُظهر محاصرة المساجد بالعاصمة الرياض من قبل قوات الأمن.

وكذلك نشر الإعلامي السعودي مقطعاً مصوراً إلتقطه أحد المواطنين منذ قليل ينقل مشاهد حية  من الرياض.

ويرى عبدالرحمن فهيم الباحث السياسي أنّ هذا الحراك قد يقود تحولات سياسية داخل المملكة أو على أقلّ تقدير تقوية الأطراف المناوئة لولاية عهد محمد بن سلمان وفوق كل ذلك تشهد المملكة إنقساماً سياسياً داخل الأسرة الحاكمة بعد عزل الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق لصالح ابن عمه محمد بن سلمان الذي كان ولي ولي العهد في وقت لم تكن هناك أي صورة عن كيفية إنتقال الحكم من أبناء المؤسس عبد العزيز آل سعود إلى أحفاده وهذا الخلاف الذي لم يعُد سرّاً ظهر بقوة في عزاء الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز الذي شهد غياباً واضحاً لمحمد بن نايف في عزاء عمّه.

ورجّحت تقارير غربية خضوع محمد بن نايف للإقامة الجبرية كما غابت صورة محمد بن سلمان في مجلس عمّه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية السابق و هذا الأمر يعطي مؤشراً قوياً على خلاف حادّ حول ولاية عهد محمد بن سلمان وهذا لا يدعم ولايته فضلاً عن توليته ملكاً.

سحر “ابن سلمان” ينقلب عليه
وقد إنتهج محمد بن سلمان سياسة قمعية داخلية في التعامل مع أزمة بلاده مع قطر بمحاصرة مغرّدين ودعاة وإعلاميين، وكان أبرزها الكاتب الصحفي جمال خاشقجي المقرّب من دوائر الحكم وخاصةً مع فشل الحصار في تحقيق أهدافه ومن المؤكّد أنّ هذا الفشل مع حجم الخسائر بحرب اليمن والتقارب المفاجئ مع إيران  هزّ كثيرًا من صورة محمد بن سلمان وقدرته على قيادة المملكة مستقبلاً.

كلّ تلك العوامل مع حراك 15 سبتمبر الذي إستنفر آل سعود اليوم، قد تستفيد منه أطراف داخلية في الأسرة الحاكمة وقد يقود هذا الحراك تحولات سياسية داخل المملكة.

تحليل سابق للحدث بأيام.. ماذا سيحدث في حال فشل الحراك أو نجح؟
ويتابع “فهيم” تحليله للحدث الذي نقلته (وطن) منذ أيام قائلاً: سواءً فشل الحراك أو نجح فإنّه في رأيي سيُحدث تحولاً في طبيعة التفاعل بين الأسرة الحاكمة والشعب، ومشروعية الحراك المعارض في بلد لا تتوافر فيه أي قنوات للتمثيل السياسي فضلاً عن أيّ شكل من المعارضة.

وهذا مؤشر خطير قد يُنتج تحولات سياسية في بلد تتبنى فيه المشيخة الرسمية مذهب السلفية المدخلية، الذي يحرّم أيّ من مظاهر الإعتراض على السلطة بإعتبارها خروجاً على الحاكم يحرمه الشرع، في بلد يكرّس إعلامياً أنّه مطبّق للشريعة وقائم على التحالف التاريخي بين أسرة آل سعود وأسرة آل الشيخ والتقاسم بينهما في السلطة السياسية والسلطة الدينية وبذلك يشكّل الحراك طعناً في المرجعية الدينية للمملكة وإنتصارًا لتيار الصحوة الذي كان يطالب بإصلاحات داخلية يقود لملكية دستورية وقد تكون المملكة قد فتحت على نفسها أبواب الجحيم بمطالبات المستشار المقرّب من محمد بن سلمان المسمى بسعود القحطاني الشهير بـ”دليم”، الذي دعا في تغريدة له بحراك سلمي بقطر متهماً فيه القيادة القطرية بالقمع والإستبداد خلافاً للمرجعية الدينية التي تحرّم مظاهر الإعتراض بإعتبارها فتنةً وخروجاً على الحاكم.

ويبدو من الظاهر على الساحة السعودية الآن، أنّ هذا الحراك مثّل مصدر قلق كبير جداً وتخبط للنظام السعودي، لدرجة أنّ “ابن سلمان” أُجبر على إلغاء سفره إلى نيويورك لحضور إجتماعات منظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ72 التي إنطلقت يوم الأربعاء الماضي.

ويرى محلّلون أنّ مطالب الداعين والمشاركين في الحراك اليوم، لم تبدُ موحدةً فهي متفاوتة بين إنهاء حكم الأسرة السعودية للمملكة وبين مطالب معيشية تتعلّق بالسكن والتوظيف ومستوى المعيشة.

هناك مايصبّ في مصلحة الحراك ويجعله مفصلاً في الحياة السياسية في السعودية وبداية حقيقية لصداع وازن للأسرة الحاكمة . أوّله التغييرات التي تحصل داخل السعودية والتي أخذت شكل الصراع العلني داخل أسرة آل سعود وبين أمرائها.

ووفقا للمحلّلين ،كان خبر عزل ولي العهد محمد بن نايف ومن ثم وضعه في الإقامة الجبرية خبراً صادماً للشارع السعودي كما العربي ، ثم مداهمة قصر الأمير محمد بن فهد في جدة وإعتقاله بأمر من ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بينما تحدّثت تسريبات عن إستعصاء قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز في منصبه بعد تردّد أنباء عن محاولات عزله .

إنطلاقاً من هذا قد يكون حراك 15 سبتمبر مجرد بداية تصبّ في مصلحة أجنحة داخل الأسرة السعودية لفرملة طموحات وتصرفات ولي العهد محمد بن سلمان.

وإنتشرت على نطاق واسع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، دعوات للتجمع والتظاهر يوم 15 سبتمبر بالسعودية للتعبير عن المعارضة الشعبية للنظام السعودي وسياسات السلطة.

المصدر : قناة اللؤلؤة
214