16 سنة على البرجين التوأمين.. الارهاب العالمي في حينه واليوم

16 سنة على البرجين التوأمين.. الارهاب العالمي في حينه واليوم
الثلاثاء ١٢ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٨:١٩ بتوقيت غرينتش

العملية التأسيسية في 11 ايلول، قبل 16 سنة، لم تكن العملية الاولى في الغرب. ولكن مدى الدمار، جسارة المهاجمين واختيار الأهداف الدقيقة، التي استهدفت المس بقلب التجربة الامريكية كانت مثابة تجديد ألزم الامة بتغيير انماط التفكير في كل ما يتعلق بالارهاب.

العالم - صحف عبرية

الاخبار الطيبة هي ان عملية بمثل هذا الحجم على اراضي الولايات المتحدة (وفي الغرب بشكل عام) لم تقع منذئذ. اضافة الى ذلك فان الولايات المتحدة، حسب منشوراتها، قتلت بين 60 و 70 الف مقاتل "جهاد" عالمي منذئذ في دول مختلفة. ذروة القتال ضد الارهاب العالمي (وللحقيقة الجهاد العالمي) جرت في السنتين الاخيرتين على الاراضي السورية والعراقية، ليس بالذات بقيادة امريكية، وان كانت واشنطن بالتأكيد شريكا في الجهود الاستخبارية، العملياتية والسياسية في هذه الدول.
ومن هنا الى الاخبار السيئة. المركزية منها هو ان الارهاب لا يزال معنا ومن غير المتوقع أن يختفي. فقد اكتسى في السنوات الأخيرة وجها جديدا، هو التعبير الملموس لفكرة أو ايديولوجيا، تتجاوز حدود الدول القومية، كما تتجاوز القارات. ففي عصر الشبكات الاجتماعية للقرية العالمية الصغيرة، فان الفكرة السلفية الجهادية تتغلغل في مجتمعات المسلمين في كل ارجاء العالم. وبين مظاهرها في السنوات الاخيرة عمليات في قلب اوروبا (أنقرة، بروكسل، باريس، لندن، برلين وغيرها)، موجة المهاجرين الهائلة التي اجتاحت اوروبا، عمليات ناجحة ضد رموز الغرب ورغبة الشباب (في الغالب في هوامش الدائرة الاجتماعية) للانضمام الى الاسلام. كل هذه مثابة عوامل مساعدة للحفاظ على جملة "الجهاد". اين؟ في كل مكان يمكن القيام به بعمل ضد من هو بالتعريف يعتبر ابن موت بسبب كونه كافرا. اما امريكا ذاتها فشهدت بذاتها في السنوات الأخيرة عمليات في سان برنندينو، كاليفورنيا (كانون الاول 2015) وفي نادي المثليين في فلوريدا (حزيران 2016).
يكرس الاعلام العالمي (وللحقيقة المحلي ايضا) في السنوات الاخيرة غير قليل من المكان في تقاريره لداعش والخلافة التي أعلن عنها ابو بكر البغدادي. ولكن الحقيقة هي ان الامريكيين لم ينسوا القاعدة. والرغبة في الانتقام لعمليات 11 ايلول شجعتهم على تعميق جمع المعلومات وضرب كبار رجالات التنظيم في الفترة الزمنية التي انقضت منذئذ. وكانت الذروة على اي حال العثور على اسامة بن لادن في ايار 2011. غير أن الامريكيين لم يتراخوا. ومنذئذ كانوا مسؤولين عن تصفية مسؤولين آخرين في القاعدة. وهم يفهمون (واليوم ايضا معظم دول اوروبا) بان فكرة الجهاد العالمي ليست انتماء الى هذا التنظيم او ذاك. فهي متجذرة في اوساط المسلمين في ارجاء العالم، ممن ليس لهم انتماء تنظيمي.
ان الوجه الجديد للارهاب هو سيماء جديدة – قديمة لعمليات الافراد (الطعن، الدهس، التضحية وغيرها)، الى جانب الارهاب الكلاسيكي للشبكات المؤطرة العاملة في الدول الغربية، بما في ذلك في "اسرائيل" ايضا، بشكل مستقل او بتوجيه من قيادات الجهاد في افغانستان، في سوريا وفي العراق.
كل هذا سيستدعي أذرع الاستخبارات الغربية ان تصعد الملاحقة للارهاب المحتمل في الشبكات الاجتماعية. هذا تحدٍ اكثر تعقيدا وتركيبا، ولكن في ضوء حقيقة ان هذه مطاردة لا تتوقف ضد فكرة عالمية تقسم العالم الى قسمين (نحن المحقون والكفار مخطئون)، لا يوجد سبيل آخر، غير التحلي بالصبر والتسلح بالادوات المناسبة لتقليص الضرر الى الحد الادنى.


• د. غادي حيتمن - اسرائيل اليوم
208

تصنيف :