العالم - اسيا والباسيفيك
تقدر الفترة اللازمة لوصول صواريخ بيونغ يانغ إلى اليابان بعشر دقائق، ولكن الأمر أعقد من ذلك بكثير في حالة ضرب الولايات المتحدة.
في يوليو/ تموز 2017!، أجرت كوريا الشمالية الدولة المعزولة تجارب إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات ، وبحسب التقارير يمكن لهذه الصواريخ إيصال رؤوس نووية إلى أهداف تبعد آلاف الأميال، حسب تقرير لموقع “بيزنيس إنسايدر“.
وقد كشف الصحافيون في أغسطس/آب، أن مسؤولي المخابرات الأميركية يعتقدون أن كوريا الشمالية قد توصلت إلى كيفية تصغير رؤوسها الحربية لتتلاءم مع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
ويكاد يتفق خبراء الأسلحة أن كوريا الشمالية تحرز تقدماً مقلقاً لتصير بلداً يشكل تهديداً نووياً حقيقياً.
كم تحتاج من الوقت؟
وحسب تقرير بيزنيس إنسايدر فإن مدى صواريخ كوريا الشمالية قد يصل حتى نيويورك أكبر المدن الأميركية، والتي تقع في شمال شرق البلاد، مقر الأمم المتحدة وعاصمة المال والأعمال في العالم كله وليس الولايات المتحدة فقط، وربما تستغرق رحلة الصواريخ لنيويورك نحو 40 دقيقة.
موقع بيزنيس إنسايدر استعان بالعالم ديفيد رايت لتقدير المدة الزمنية التي قد تستغرقها الصواريخ الكورية الشمالية للوصول إلى أهداف الولايات المتحدة الرئيسية.
وقال رايت وهو فيزيائي ومدير مشارك في اتحاد العلماء المهتمين ببرنامج الأمن العالمي”استناداً إلى المعلومات الحالية، (28 يوليو/تموز 2017) صواريخ كوريا الشمالية يمكن أن تصل بسهولة إلى الساحل الغربي الأميركي، وعدد من المدن الأميركية الكبرى”.
وعرض الموقع خريطة تفاعلية تظهر الأوقات التقريبية التي تستغرقها الصواريخ من مقاطعة بيونغان الشمالية (حيث تم إطلاق الصواريخ العابرة للقارات) للأهداف العديدة الرئيسية في الولايات المتحدة. وتشمل هذه المواقع واشنطن العاصمة ومدينة نيويورك ولوس أنجلوس وهونولولو وشيكاغو و أنكوراج وغوام – حيث يتواجد العنصر العسكري الأميركي بشكل كبير.
إلا أن العالم رايت قال إنه في حال إطلاق الصواريخ من مسافة بعيدة جداً كما بين كوريا والولايات المتحدة فإن هناك أموراً كثيرة تحدد وقتاً وصول الصاروخ.
وقال رايت “ما يعرف علناً عن نظام كوريا الشمالية الصاروخي “هواسونغ-14” الذي أطلق في اختبار 28 يوليو/تموز 2017، إن هذا الصاروخ يصل إلى مسافة حدها الأقصى يبلغ حوالي 6،500 ميل، مما يجعله قريباً من واشنطن العاصمة.
وقال رايت “إن المسافة التي تقطعها الصواريخ الباليستية مرتبطة بسرعتها، الأمر يشبه رمي الكرة، كلما أسرعت في رميها في زاوية معينة، كلما سارت أبعد”، مضيفاً أن سرعة الحرق أو السرعة التي تصل إليها الصواريخ العابرة للقارات عندما تتوقف محركاتها في الفضاء – غير معروفة، وهي واحدة بين متغيرات أخرى عديدة.
ورأى أنه بالنظر لزاوية الإطلاق الصحيحة وبعض التعديلات، فإنه يعتقد أن صواريخ كوريا الشمالية العابرة للقارات قد تكون قادرةً على الوصول لما بين 3 و 4.2 ميل في الثانية.
هل يمكن تحديد زمن وصول الصواريخ؟
يقول رأيت الذي يعتبر خبيراً من خبراء الأسلحة وتكنولوجيا الصواريخ وأسلحة الفضاء “لقد حاولت وضع بضع التخمينات التي تتعلق بصواريخ كوريا الشمالية.
وحسب العالم الفيزيائي فإن العنصر المجهول الآخر هو وزن الحمولة.
وتفيد التقارير بأن الصاروخ هواسونغ -14 قد حلق خلال اختباره نحو 2300 ميل في السماء، ليبلغ إجمالي وقت الرحلة حوالي 47 دقيقة. كما أنه عزز بمركبة عائدة -جهاز يحمي الرأس أو الرؤوس الحربية من الحرق عند تجاوز الغلاف الجوي للأرض- ولكن ليس مؤكداً ما إذا كانت المركبة الوهمية تعادل في وزنها وزن رأس حربي فعلي. وهناك أدلة أيضاً على أن المركبة العائدة فشلت في طريق العودة.
وعلى نفس القدر من الأهمية، لفت رأيت إلى أنه “عندما تطلق صاروخاً، الأرض لا تبقى ثابتة، وتتعاقب تحت الصاروخ، مضيفاً “إن محاولة القيام بذلك على أرض دائرية أمر معقد حقاً”.
وقال رايت “المدى الذي تصل إليه الصواريخ الباليستية مرتبط بسرعتها واتجاهها، إذا كنت تطلق شرقاً، فستحصل على دفعة سريعة من دوران الأرض”.
وأضاف أن الأمر يعتمد كذلك على ما إذا كنت تستهدف هدفاً في الشمال أو الجنوب، بما أن الأرض تتحرك بشكل أسرع في خط الاستواء من خطوط العرض الشمالية أو الجنوبية.
وأخيراً، فإن الأرقام تفترض أيضاً أن صاروخ كوريا الشمالية العابر للقارات يمكن أن يتخطى أنظمة الدفاع الصاروخي، مثل “نظام قتل الأهداف” أحدث تكنولوجيا الجيش الأميركي، للوصول إلى هدفه المقصود.
وقال رايت “إذا كنت تطلق صاروخك، يجب أن تعرف مدى سرعته، وإيقاف المحركات على السرعة الصحيحة، والحفاظ على سيرها في الاتجاه الصحيح، ومن الصعب القيام بذلك بدقة”.
*هاف بوست