«النصرة» لم تتعظ مما قاله نصرالله

«النصرة» لم تتعظ مما قاله نصرالله
الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

العملية الاستثنائية التي بدأها حزب الله والجيش السوري قبل ثلاثة ايام لتحرير جرود عرسال وفليطة في المرحلة الاولى من عملية التطهير من «جبهة النصرة» هي عملية تحرير بكل معنى الكلمة لمناطق محتلة من الجماعات الارهابية بما كان تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي في عام 2000 بل ان العملية الاخيرة قد تكون اهم من تحرير مناطق كانت محتلة من العدو الاسرائيلي لاعتبارات تتعلق بما كان يشكله الارهاب من خطر يومي على كل اللبنانيين وبكل فئاتهم وطوائفهم، وذلك بحسب مصدر سياسي بارز.

العالم - لبنان
بداية يشير المصدر الى ان عملية تحرير الجرورد من «النصرة» فرضت فرضاً بعد طول انتظار لسنوات، حيث مارس الارهابيون كل انواع الاجرام والارهاب ضد القرى المحيطة في الجانبين اللبناني والسوري، كما ان حزب الله سعى في الفترة التي سبقت العملية الى محاولة خروج المسلحين من المناطق التي احتلوها في «غفلة من الزمن» قبل اربع سنوات، الا ان كل الوساطات التي قام بها اطراف عديدون في الاشهر الماضية بدءاً من تركيا الى قطر، واخيراً ما سمي «سراي اهل الشام» لم تفلح في اقناع الارهابيين بالانسحاب الى ادلب مع ان الجانب السوري كان وافق على فتح ممرات آمنة لهم لينسحبوا مع اسلحتهم الخفيفة، وما يملكه قياديو «النصرة» من مبالغ مالية كبيرة كانوا حصلوا عليها من داعمهم في الخليج ( الفارسي ). وبين هؤلاء مسؤول «النصرة» ابو مالك التلي الذي قيل انه يملك وحده 30 مليون دولار.

لكن استمرار المسلحين ومسؤوليهم في عملية الابتزاز وطرح الشروط التعجيزية دفع حزب الله والجيش السوري الى اتخاذ قرار تحرير الجرود بحيث كان ينتظر ان تطلق العملية العسكرية بعد عيد الفطر مباشرة الا ان دخول «سرايا الشام» على خط الوساطة، ادى الى تأجيل ساعة الصفر لبضعة ايام وهذا الامر كان اوضحه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته قبل بضعة ايام لمناسبة انتصار العراق في حربه على تنظيم «داعش» الارهابي، عندما تحدث صراحة انه يتكلم لاخر مرة عن قضية الجرود والوساطة، بحيث انه وجه رسائل واضحة للارهابيين بأن الوقت بات ضيقاً امام الوسطاء، لكن الارهابيين استمروا في المماطلة والابتزاز معتقدين ان السيد نصر الله غير حاسم بما اعلنه، الا ان هؤلاء الارهابيين لا يبدو انهم يدركون ان ما يقوله «السيد» هو كلام صادق ونابع من ثقة واضحة بمجاهدي المقاومة وقدرتهم على حسم المعركة.

وفي هذا السياق ذاته يقول مصدر حزبي على اطلاع بكثير من تفاصيل ما حصل ويحصل في خلال اليومين الماضيين ان حصر المعركة في مرحلتها الاولى بجرود عرسال، دون جرود رأس بعلبك والقاع، له ثلاثة ابعاد او ثلاث خلفيات :

1- لقد جرت محاولات مع «النصرة» لفترة ليست قصيرة من اجل اقناعها بالانسحاب الى ادلب الا ان التنظيم المذكور بقي على شروطه نفسها غير الممكنة التحقق، مثلا في الايام التي سبقت العملية العسكرية ان ينسحب عناصر حزب الله من جرود القلمون السورية بينما لم تحصل اي محاولات من جانب اي طرف اقليمي مع «داعش» بهذا الخصوص، وبالتالي، فاذا كان موضوع حصول اتصالات مع «داعش» عبر اي طرف اقليمي غير وارد، الا ان حصر العملية في مرحلتها الاولى في تحرير المناطق التي تسيطر عليها «النصرة» كان احد اسبابه هذا الامر.

2- ان يتم الحد قدر الامكان من الخسائر في صفوف المجاهدين من جهة والمدنيين من جهة ثانية، ولذلك كان القرار بذلك ايضاً.

3- ان تحرير الجرود التي تسيطر عليها «النصرة» في المرحلة الاولى سيؤدي حكماً الى حصول انهيار لدى ارهابيي «داعش» ما يعني ان المرحلة الثانية من العملية العسكرية بعد ضرب «النصرة» لن تكون بالزخم نفسه الذي يتوقع ان تكون لو جرى فتح المعركة في الوقت نفسه مع التنظيمين الارهابيين بل ان «داعش» لا يستبعد ان يلجأ الى الهروب عبر المناطق الوعرة بمجموعات صغيرة باتجاه مناطق وجود هذا التنظيم في البراري السورية او الجنوب السوري، مع ان المقاومة والجيش السوري سيعملان في حال حصول ذلك على قصف اي مجموعة او عنصر ارهابي يتأكد من هروبه في المناطق الوعرة باتجاه سوريا.

وفي معطيات المصدر ان التقدم الذي حققه عناصر المقاومة والقوات السورية في الايام الثلاثة الماضية اكبر مما كان مخططاً له، بل ان مسار العملية العسكرية يتسارع بطريقة سريعة مما يرجح تحرير الجرود التي كانت تسيطر عليها «النصرة» في فترة زمنية اقل من الفترة المحددة لها، خصوصاً في ظل الانهيارات الكبيرة التي اصابت مجموعة التنظيم الارهابي، المذكور من جهة، وشجاعة وقدرة المقاومين على اسقاط مواقع «النصرة» بأقل خسائر ممكنة.

حسن سلامة / الديار

109-1