العالم - فلسطين
وقال نخالة في حوار شامل اجراه لوكالة “فلسطين اليوم” التابعة لحركة الجهاد إن تجربة من سلكوا هذا الطريق هي التي دفعت كثيرين للتعبير عن مخاوفهم من التنازل عن الثوابت، لكن وبرغم أي تباين في الرأي، نحن نثق بحماس، ونرجو أن لا تتعجل، وتبقي رهانها على شعبنا وأمتنا، وليس على من يناصبنا العداء. أما القول بأن لا جديد في الوثيقة، فبرأيي، فيه وجاهه، لأن ما قالته حماس خلال أكثر من عشر سنوات مفرقاً، قالته الآن جملة وموثقاً. وقد سبق لحماس أن وقعت على «وثيقة الأسرى»، التي تكيفت مع برنامج منظمة التحرير، وابتعدت عن ميثاق حماس.
وأكد نائب الامين العام لحركة الجهاد .بان الجهاد تتوافق في الموقف مع كثير مما جاء في الوثيقة من ثوابت كالتأكيد على أن فلسطين وطن الشعب الفلسطيني، وعدم الاعتراف بإسرائيل، والتأكيد على حق العودة، والتمسك بالمقاومة وسلاحها، لكن الجهاد لا ترحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967، لأن هذا يمس بالثوابت، ويعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير. كما أن الصياغة التي قدمت بها حماس قبولها لحدود 67 في البند 20 ووصفها بأنها «صيغة توافقية وطنية مشتركة» غير موفقة ولا تعبر عن الواقع.
واضاف نخالة “القبول بخطوط الرابع من حزيران كحدود للدولة الفلسطينية، هو اعتراف ضمني بالدولة المجاورة المقامة على 80% من أرض فلسطين وهي «دولة إسرائيل».. يعني، في المحصلة، نحن أمام حل الدولتين، الذي قبلته منظمة التحرير، وترفض إسرائيل تنفيذه”.
وتسأل نائب الأمين العام لحركة الجهاد ما معنى أن هذه الصيغة توافقية وطنية؟ هل من يرفض «حل الدولتين»، مثل الجهاد الإسلامي وآخرين، هو غير وطني وغير توافقي؟! واضاف ….لذلك نقول الصياغة غير موفقة وفيها مساس بمشاعر رفقاء السلاح في خندق المقاومة. ونقول لا تعبر عن الواقع، لأن حماس تقول إن برنامجها مختلف عن برنامج فتح، لكنها هنا تضع نفسها في مربع الموافقين على حل الدولتين وتتحدث عن التوافق.. نحن نقول، طالما أن هناك فلسطينياً واحداً يرفض حل الدولتين، أو حصر حدود الدولة الفلسطينية في حدود 67، فهذا ليس برنامج التوافق أو الإجماع الوطني.
واكد نخالة ان من حق أي فصيل أن يعبر عن رأيه، والكل يتحمل مسؤولية مواقفه وسلوكه، وما قيل في شرح الوثيقة وتسويقها من قبل الأخوة في حماس. وبمعزل عن الظروف الداخلية لحماس وموضوع الانتخابات، فنحن نعتقد أن توقيت إعلان الوثيقة غير مناسب.. البعض علق على الوثيقة بالمثل العربي «هل تذهب حماس إلى الحج والناس راجعة؟»، ويقصد بذلك أن عملية التسوية فشلت، ولم يعد هناك فرصة لحل الدولتين، أصلاً نتنياهو يقول هذا الصراع غير قابل للحل.
وقال نخالة ما يهمنا نحن كحركة مقاومة، أن فشل مسيرة التسوية والمفاوضات كان يستدعي إجراء مراجعة شاملة للمسيرة الفلسطينية خلال ربع القرن الماضي واعتماد استراتيجية جديدة تستند إلى برنامج المقاومة والتحرير.
برأينا، إن وثيقة حماس تقطع الطريق على أي مراجعة سياسية فلسطينية، وتجعل فتح والمنظمة أكثر تشبثاً بخيار التسوية والمفاوضات، لأن أهل المقاومة، ممثلين بحماس، يتقاطعون الآن مع أجزاء من برنامجهم، بعد أن كانوا يطالبون بإلغائه والتخلي عنه لصالح المقاومة.
106-10