العالم - فلسطين
فقد طالب مجلس العلاقات الدولية في فلسطين المحتلة، بريطانيا بتصحيح سياساتها الخارجية تجاه القضية الفلسطينية والاعتذار عن "وعد بلفور"، الذي لا يزال الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال بسببه.
وقال أنور عطا الله، منسق العلاقات الدولية في المجلس، الذي يتخذ من قطاع غزة مقرًّا له، "بعد مرور مائة عام على صدور هذا الوعد، فإن المجلس يُعبّر عن غضبه واستنكاره لموقف بريطانيا الذي لا زال متمسكاً بمضمون هذا الوعد دون أن يلتفت إلى أي جانب من حقوق الشعب الفلسطيني الذي لا زال يرزح تحت ظلم الاحتلال".
وأكد في وقفة نظمها المجلس أمام مبنى الأمم المتحدة في غزة، الأربعاء، أن "شعب فلسطين لن يستكين مهما طال الزمن، وسيحقق أمانيه وعلى رأسها تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة".
وطالب بريطانيا بالشروع في تصحيح مسار سياستها الخارجية تجاه القضية الفلسطينية العادلة، مشيراً إلى أن أول خطوة في هذا السياق تتمثل في اعتذار بريطانيا عن هذا الوعد والتوقف عن الاحتفال به كإنجاز تاريخي لها.
وعدّ أن "وعد بلفور" وما ترتب عليه من إقامة كيان "إسرائيل" على تراب فلسطين التاريخية لن يطمس الحقيقة التي يعلمها العالم، وأنّ هذا الوعد ليس قدراً مسلماً به ما دام في الأمة العربية والإسلامية عرق ينبض، قائلا: "حتماً سينتصر الحق مهما طال الزمن أو قصر، وسيعود الشعب الفلسطيني إلي دياره ويُقيم دولته المستقلة على ترابه وعاصمتها القدس".
وأعلن عطا الله، إطلاق المجلس حملة تحت اسم (في مئوية بلفور .. على بريطانيا أن تعتذر)، تستمر حتى تاريخ صدور الوعد الثاني من تشرين ثانٍ/ نوفمبر القادم.
من جهته أكد المختار عطا ماضي، والذي شارك في الوقفة، أهمية هذه الحملة من أجل أن يعرف العالم أن الشعب الفلسطيني مشرد منذ صدور الوعد، وأن بريطانيا التي تدعي الديمقراطية هي سبب تشرده.
وقال ماضي لـ"قدس برس": هذا الوعد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، ومنذ ذلك الحين والشعب الفلسطيني لاجئ، والعصابات الصهيونية تحولت إلى كيان اعترف به العالم.
وأضاف: أقل شيء ممكن أن تفعله بريطانيا هو أن تعتذر عن هذا الوعد؛ ليكون بذلك إعلانًا للعالم أن ما يسمى بـ"إسرائيل" ما هي إلا كيان احتلالي جاء مكان شعب أعزل تم تشريده وتسكين اليهود الذين جاؤوا من كل أرجاء العالم (مكانه)".
وحمّل المختار ماضي الأمم المتحدة المسؤولية عن تثبيت هذا الاحتلال بعدما اعترفت بكيان الاحتلال عام 1949، وأصبح له سفير وممثل وعلم في المنظمة الدولية.
وشدد على أهمية إتمام المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ من أجل التفرغ للملفات الكبرى، وأهمها هو إنهاء الاحتلال.
وكانت الحكومة البريطانية رفضت عريضة تقدم بها "مركز العودة الفلسطيني" في لندن موقعة من 11 ألف بريطاني، طالبوها بالاعتذار عن "وعد بلفور"، إلا أن حكومة المحافظين البريطانية رفضت تقديم الاعتذار وقالت في بيان لها إن لا نية لها للاعتذار، وإن وعد بلفور دُوّن في فترة شهدت تنافسا استعماريا وقوى متطاحنة خلال الحرب العالمية الأولى، وعدّت أنه في ظل ذلك السياق كان إنشاء وطن لليهود قرارا سليما وأخلاقيا.
يذكر أن "وعد بلفور" هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي بعثها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2/ تشرين ثانٍ/ نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودي "ليونيل وولتر دي روتشيلد"، يقول فيها إن الحكومة البريطانية ستبذل جهدها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وكانت العصابات الصهيونية، قد أقرّت قيام كيان الاحتلال بعد الإعلان عن وثيقة كتبت في 14 أيار/ مايو 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان "ديفيد بن غوريون" الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية قيام الكيان الصهيوني وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
2-4