العالم - السعودية
تصريح «نتنياهو» أغضب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين طالبوا المملكة برد يؤكده أو ينفيه وفق موقع “الخليج الجديد”.
وردا على سؤال بشأن تقارير صحفية تحدثت عن أن «إسرائيل» ودول عربية تتشارك المعلومات الاستخبارية، قال «نتنياهو» في مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة «سي بي إس» الإخبارية الأمريكية: «كل ما أستطيع أن أقوله هو إن وضع إسرائيل في العالم العربي قد تغير؛ لأنهم (أي العرب) لم يعودوا يرون في إسرائيل عدواً، بل حليفا لهم في معركتهم ضد قوى الإسلام القتالي (حسب تعبيره) سواء ذلك الذي تقوده إيران أو "داعش" أو الجماعات السنية المقاتلة».
وأكد رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، خلال المقابلة، أن حكومته «طورت بشكل كبير علاقاتها» مع مصر والأردن.
وعن تطوير العلاقات مع السعودية، أجاب: «لا تعليق».
لكن المحاورة أصرت على أخذ رد من «نتنياهو»؛ حيث عادت وسألته قائلة: «يجب أن أسالك لأنه أكثر شيء مثير.. إسرائيل والسعودية هل أنتما تنشئان تحالفا مضادا لإيران في الشرق الأوسط؟».
ليجيب عليها «نتنياهو» بالقول: «لا حاجة لنا لإنشاء هذا التحالف فهو موجود بالفعل».
تصريحات «نتنياهو» أثارت غضب ناشطين على موقع «تويتر»، والذين طالبوا المسؤولين السعوديين بالرد عليها سواء بالنفي أو الإيجاب.
وفي هذا الصدد، قال الباحث الفلسطيني «إبراهيم حمامي»: «إلى المسؤولين في السعودية… عاجل، نتنياهو يتحدث بوضوح عن تحالف مع السعودية… هل من نفي أو تأكيد؟».
وردت «حلا المرابطة» عليه قائلة: «اسأل (أنور) عشقي (مستشار مجلس الوزراء السعودي الأسبق) من سمح له، وتركي الفيصل (رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق) وصورته مع (تسيبي) ليفني (وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي السابقة)».
بينما قال حساب محمد عواد ساخرا: «مصير الدول العربية تلتقي في قلب تل أبيب حيث المكان الجديد للجامعة العربية».
تحركات «عشقي» و«الفيصل»
ورغم الموقف السعودي الرسمي الذي لا يعلن عن أي تواصل مع الجانب «الإسرائيلي»، لكن على الصعيد غير الرسمي شهدت السنوات الأخيرة لقاءات بين مسؤولين سعوديين و«إسرائيليين» سابقين؛ وصلت إلى حد زيارة «إسرائيل»، وهي أمور كانت من المحرمات في الماضي.
وتعد تحركات وتصريحات الأمير «تركي الفيصل»، و«أنور عشقي» الأبرز في هذا الاتجاه.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت «تسيبي ليفني»، عبر حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، صورة تجمعها مع «تركي الفيصل»، خلال تواجدهما معا في المنتدي الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس بسويسرا، الذي انعقد خلال الشهر ذاته.
وقالت «ليفني» معلقة على الصورة: «في دافوس مع الأمير السعودي تركي الفيصل بعد مناقشة عملية السلام وقضايا المنطقة مع وزير الخارجية الأردني، ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني».
وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى «تركي الفيصل» مناظره مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) «يعقوب أميدرور»، مستشار الأمن القومي السابق لحكومة «بنيامين نتنياهو»، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.
وآنذاك، قال الأمير السعودي: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، واعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدي، ومبادرة السلام العربية المقدمة من السعودية في العام 2002 من وجهة نظري تقدم أفضل معادلة لتأسيس السلام بين إسرائيل والعالم العربي».
وأضاف: «التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك».
دعوات وتحركات «الفيصل» المروجة لاتفاقية التطبيع العربية، والداعية للتطبيع بين «إسرائيل» والعرب، يشاركه فيها، أيضا، بقوة «أنور عشقي».
لكن المعطيات تقول إن «عشقي» تفوق على سابقه؛ إذ أجرى، في يوليو/تموز الماضي، زيارة إلى «إسرائيل» بصحبة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين، حسب ما أعلنت وزارة الخارجية «الإسرائيلية»، وهي الزيارة التي وصفت بأنها «غير مسبوقة»، وربما تسجل باسم الرجل في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية «الإسرائيلية»، آنذاك، إن «عشقي» التقى «دوري غولد»، المسؤول في وزارة الخارجية في فندق الملك داوود بالقدس، و«يوآف موردخاي» القائد العسكري المسؤول عن العمليات في الضفة الغربية وغزة، وأعضاء في الكنيست عن احزاب المعارضة.
وقالت صحيفة «هآريتس» العبرية، في حينها، إن زيارة «عشقي» إلى «إسرائيل»، رغم كونها غير رسمية، ما كانت لتتم على الأرجح لو لم تكن هناك موافقة عليها من قبل الحكومة السعودية.
وكانت تقارير وتسريبات سابقة قد تحدثت عن محادثات سرية بين «إسرائيل» وعدد من الدول العربية التي ترى في «إسرائيل» حليفا محتملا في مواجهة الخطر الموهوم الذي تمثله إيران والأطراف المتحالفة معها في المنطقة.
وكان «عشقي» و«جولد» شاركا في العام 2015 في جلسة لمجلس العلاقات الخارجية الامريكي في العاصمة الامريكية واشنطن، والتقيا على هامش جلسات المجلس، وناقشا «الفرص والتحديات التي تواجه منطقة الشرق الاوسط” كما جاء على موقع المجلس على شبكة الإنترنت.
وتناولت كلمتا «عشقي» و«جولد» الخطر الذي تمثله إيران على أمن بلديهما، وأشارا إلى أنهما عقدا جلسات حوار سرية على مدار أكثر من عام، وأنهما قررا الآن الخروج إلى العلن.
وفي مقابلة مع قناة «آي 24» «الإسرائيلية»، في سبتمبر/أيلول 2015، وصف «عشقي» رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، «بنيامين نتنياهو»، بأنه «رجل قوي وواقعي»، داعيا إياه إلى قبول مبادرة السلام العربية، وطلب مناقشتها مع مصدرها، المملكة العربية السعودية.
ويرأس عشقي حاليا «مركز الأبحاث الاستراتيجية والقانونية»، ومقره في جدة، وهو ضابط سابق في القوات المسلحة السعودية وعمل مسؤولا في الخارجية السعودية لبعض الوقت.
المصدر : وطن
109-1